زياراتكم تسعدنا و تسجيلاتكم تشرفنا ومساهماتكم تزيد في رقي المنتدى
منتديات اولاد بوسعادة....الجزائر
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات اولاد بوسعادة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
منتديات اولاد بوسعادة
زياراتكم تسعدنا و تسجيلاتكم تشرفنا ومساهماتكم تزيد في رقي المنتدى
منتديات اولاد بوسعادة....الجزائر
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات اولاد بوسعادة
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
منتديات اولاد بوسعادة
زياراتكم تسعدنا و تسجيلاتكم تشرفنا ومساهماتكم تزيد في رقي المنتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زياراتكم تسعدنا و تسجيلاتكم تشرفنا ومساهماتكم تزيد في رقي المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من دبر عملية اغتيال البطل الثوري مصطفى بن بولعيد؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
moh_abdo
عضو مبدع
عضو مبدع
moh_abdo


اوفياء المنتدى .
عدد المساهمات : 2020
نقاط : 16113
عضو نشيط : 0
تاريخ الميلاد : 14/11/1991
تاريخ التسجيل : 27/08/2011
العمر : 32
الموقع : بوسعادة

من دبر عملية اغتيال البطل الثوري مصطفى بن بولعيد؟ Empty
مُساهمةموضوع: من دبر عملية اغتيال البطل الثوري مصطفى بن بولعيد؟   من دبر عملية اغتيال البطل الثوري مصطفى بن بولعيد؟ I_icon_minitime29/4/2012, 01:33

غموض شديد يلف قضية
اغتيال البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد أحد الستة الذين فجروا ثورة التحرير،
وأغرب ما في الأمر هو محاولة البعض التعتيم على هذه القضية والكثير من
القضايا التاريخية المتعلقة بثورة التحرير، وحرمان الجيل الجديد من معرفة
تاريخ وطنه بكل تفاصيله، رغم مرور أكثر من نصف قرن على اندلاع الثورة،
ورغم أن كل ما كنا نعرفه عن قضية استشهاد بن بولعيد خلال طفولتنا المدرسية
هو انفجار مذياع مفخخ في ظروف "غامضة" على مصطفى بن بولعيد، ولكن كيف؟
وأين؟ ومتى؟ ومن دبر ونفذ هذا العملية الشنيعة؟ أسئلة كثيرة يطرحها جيلنا
على جيل الثورة، ويريد إجابات صريحة ودقيقة بعيدا عن أي خلفيات سياسية أو
شخصية أو قبلية، وحاولت قبل نشر هذا التحقيق في جريدة "اليوم" أن أقوم
بتحقيق لحساب مجلة تاريخية بشكل أكثر عمقا وتفصيلا، لكني نصحت بعدم الخوض
في هكذا مسائل، إلا أنني ارتأيت أنه لا بد من معرفة الحقيقة، وإسكات صراخ
هذه الأسئلة التي لا نجد لها جوابا.
تحقيق: مصطفى دالع
وعملت خلال هذا التحقيق على الاتصال ببعض المجاهدين والباحثين في تاريخ
الثورة والاستعانة ببعض الكتب والمذكرات التاريخية التي تناولت قضية
اغتيال مصطفى بن بولعيد، وكان لا بد من الرجوع قليلا إلى الوراء لمعرفة
الصراع بين قادة الأوراس بعد أسر بن بولعيد قائد المنطقة التاريخية الأولى
(أوراس النمامشة)، والذي أدى إلى مقتل شيحاني بشير نائب مصطفى بن بولعيد
بأمر من عجول عجول الذي أصبح عمليا قائدا للأوراس، في حين تمرد عليه عمر بن
بولعيد شقيق سي مصطفى وفي هذا الجو المشحون بالصراعات، تمكن مصطفى بن
بولعيد من الهرب بأعجوبة من سجن الكدية بقسنطينة في 10 نوفمبر 1955 رفقة
عشرة من رفاقه كان من بينهم الطاهر الزبيري، وبعودته إلى الأوراس اكتشف سي
مصطفى عدة أخطاء ارتكبت في غيابه، كما أن أن عجول القائد الفعلي للأوراس
فاجأه تمكن بن بولعيد من الهرب من السجن، كما أن السلطات الاستعمارية غاضها
كثيرا تمكن زعيم الأوراس من الفرار من قبضتها وإعادة تنظيمه وتوحيده
لصفوف المجاهدين.
عجول يشكك في وطنية بن بولعيد!!
حسب رواية الطاهر الزبيري آخر قادة الأوراس التاريخيين فإن عودة مصطفى بن
بولعيد إلى مركز قيادة منطقة الأوراس فاجأت عجول عجول الذي آلت إليه قيادة
المنطقة عمليا بعدما تمكن من التخلص من شيحاني بشير نائب بن بولعيد الذي
خلفه على رأس المنطقة قبل اعتقاله على الحدود التونسية الليبية، وما زاد
في تعميق الهوة بين الرجلين هو اكتشاف بن بولعيد أن عجول هو الذي أمر بقتل
نائبه شيحاني بشير رفقة عدد آخر من المجاهدين بسبب أخطاء لا يرى بن
بولعيد أنها تستحق عقوبة الموت فلام عجول كثيرا على هذا الأمر وقال له
"تستقل الجزائر ولن نجد خمسة رجال مثله" فقد كان شيحاني رجلا مثقفا في زمن
طغى فيه الجهل والأمية، ولم يستسغ عجول هذا التأنيب.
ويؤكد العقيد الزبيري حسبما رواه له شخصيا المرحوم العقيد الحاج لخضر عبيد
أحد قادة الأوراس الذي كان قريبا من بولعيد في تلك الفترة أن عجول لم يبد
كبير ترحاب بنجاة بن بولعيد من الأسر وفراره من السجن، بل شكك في صحة
هروبه فعلا من سجن الكدية الحصين عندما قال لبعض المجاهدين "سجن فرنسا ليس
كرتونا ليهربوا منه بسهولة"، بل أكثر من ذلك رفض عجول إعادة الاعتبار لبن
بولعيد كقائد للمنطقة الأولى رغم أنه واحد من الستة المفجرين لثورة
التحرير وواجهه قائلا "النظام (الثورة) ما يديرش فيك الثقة غير بعد ست
أشهر" بمعنى أن نظام الثورة لن يجدد فيك الثقة كقائد للمنطقة إلا بعد ستة
أشهر من التحري والتحقق إلى غاية التأكد بأن بن بولعيد ليس مبعوثا من
فرنسا لاختراق الثورة وإضعافها، وهذه الكلمات فاجأت بن بولعيد وأثارت
حفيظته وأزعجته كثيرا وشكا هذا الأمر للحاج لخضر عبيد عندما قال له "أتعلم
ماذا قال لي عجول؟ ..الثورة لن تجدد فيك الثقة إلا بعد ستة أشهر".
وأثار عجول قضية عمر بن بولعيد شقيق مصطفى بن بولعيد الذي انفرد بقيادة
ناحية من نواحي المنطقة الأولى ونصب نفسه قائدا للمنطقة في غياب أخيه ولم
يعترف بعجول وعباس لغرور كقائدين للأوراس، فرد عليه سي مصطفى "سأستدعي
عمر وإن ثبت عليه التهم التي وجهتها إليه فأنا من سينفذ حكم الموت عليه
بيدي".
ولم يكن عجول ينظر بعين الرضا إلى الوفود التي كانت تزور مصطفى بن
بولعيد وتهنئه على النجاة وتعلن له الولاء والطاعة، متجاوزة عجول، ولم يكن
يمر يوم على سي مصطفى إلا ويجتمع مع هؤلاء وهؤلاء لإعادة تنظيم منطقة
الأوراس التي نخرتها الانقسامات بفعل الصراعات الشخصية والعروشية والفراغ
الذي تركه غيابه ونائبه، وتمكن بن بولعيد في فترة قصيرة من حل العديد من
الخلافات والصراعات وإعادة لحمة منطقة الأوراس، فقد كان يحظى بثقة قيادات
الثورة في الداخل والخارج فضلا عن مجاهدي الأوراس الذين يدينون له
بالولاء.
بن بولعيد يستشهد بطريقة طالما حذر أصحابه منها!!
وفي 22 مارس 1956 استشهد البطل مصطفى بن بولعيد في ظروف غامضة عند
انفجار جهاز إشارة (إرسال واستقبال) مفخخ بإحدى الكازمات ومعه سبعة من
المجاهدين ولم ينجو منهم إلا اثنين أحدهم يدعى علي بن شايبة، ويستغرب
الطاهر الزبيري كيف يقتل بن بولعيد بجهاز فرنسي مفخخ رغم أنه حرص في كل مرة
على غرار ما أوصاهم به قبل الهروب من السجن بعدم لمس الأشياء المشبوهة
حتى ولو كانت قلما، خشية أن تكون مفخخة، مما يوحي بأن هناك مؤامرة دبرت
بليل ضد مصطفى بن بولعيد، ولكن يبقى التساؤل من قتل هذا البطل؟ ومن خطط
لهذه المؤامرة؟

ويوضح الزبيري أن الجهاز المفخخ الذي أدى إلى استشهاد مصطفى بن بولعيد
تركته فرقة للجيش الفرنسي بمكان غير بعيد عن مركز قيادة الأوراس، وعند
مغادرتها للمكان عثر المجاهدون على الجهاز فحملوه إلى مصطفى بن بولعيد
الذي أراد تشغيله فانفجر الجهاز مما أدى إلى استشهاد البطل بن بولعيد،
ويستدل أصحاب هذه الرواية باعترافات بعض جنرالات فرنسا في مذكراتهم بأنهم
هم من خطط وفخخ الجهاز الذي أدى إلى استشهاد قائد المنطقة الأولى، غير أن
هذه الرواية تبدوا غريبة إذا قسنا ذلك بالحذر الذي يميز بن بولعيد في
التعامل مع الأشياء التي يخلفها جيش الاحتلال، إذ كيف يقوم بن بولعيد
بتشغيل جهاز دون التحقق منه إلا إذا كان واثقا من سلامته من المتفجرات بناء
على تطمينات من معه؟
بوضياف: بن بولعيد قتله مجاهد ألماني خطأ
ويروي العقيد الطاهر الزبيري على لسان علي بن شايبة الناجي من الانفجار
الذي خلفته القنبلة المخبأة في الجهاز أن مصطفى بن بولعيد عندما عاين
الجهاز لاحظ أنه لا يحتوي على بطاريات فطلب منه إحضار البطاريات ولما جاءه
بما طلب تم وضعها في الجهاز وبمجرد تشغيله انفجر مخلفا ثماني قتلى
وجريحين، ولكن سي الطاهر نفسه يشكك في صحة هذه الرواية، ويشير إلى أن
المجاهدين تحصلوا خلال كمين نصبوه لفرقة لجيش الاحتلال على جهاز إشارة
وغنموا منها بعض قطع السلاح، وعندما أحضر المجاهدون جهاز الإشارة الصغير
هذا قال لهم سي مصطفى ـ حسبما رواه موسى حواسنية للطاهر الزبيري ـ "حطوه
حتى انشوفولوا خبير يتأكد إذا فيه مينا" بمعنى ضعوا جهاز الإشارة هذا
جانبا حتى يفحصه خبير في المتفجرات لعل فيه لغم، وجاء الخبير وفحص جهاز
الإشارة هذا وتأكد من أن الجهاز غير مفخخ، وتؤكد هذه الحادثة الحرص الشديد
لبن بولعيد على عدم استعمال أي جهاز يأتي من العدو حتى ولو غنموه في
المعارك، لذلك يبدوا الأمر غامضا عندما ينفجر جهاز إشارة كبير يستعمل في
الاتصالات الدولية في كازمة لقائد المنطقة، خلفه عساكر العدو في إحدى
تنقلاتهم!!
أما محمد بوضياف المنسق العام للثورة فيؤكد أن مجاهدا ألمانيا كان ضمن
صفوف جيش التحرير هو الذي قتل مصطفى بن بولعيد عن طريق الخطأ، ويقول في
حوار أجراه معه الصحفي والكاتب خالد بن ققة في 1991 بالمغرب "..إن ثورتنا
كان فيها أناس من أمم أخرى كالألمان، حتى أن أحدهم قتل مصطفى بن بولعيد
خطأ، إذ وضع قنبلة في مذياع، ووجده رجال الثورة في الطريق، فأخذوه، وعندما
فتح بن بولعيد المذياع تفجرت فيه القنبلة"، إلا أن بعض المجاهدين يقللون
من شهادة بوضياف الذي كان في الخارج عند اغتيال مصطفى بن بولعيد ويعتبرون
أن شهادته لا يعتد بها ما دام لم يكن حاضرا عند حادثة الاغتيال، إلا أن
شهادة محمد بوضياف لها أهميتها باعتباره المنسق العام للثورة وبالتالي فإن
المعلومات التي يتحصل عليها هي معلومات رسمية خاصة عندما يتعلق الأمر
بشخصية بحجم بن بولعيد.
سعيداني يتهم عجول بتدبير مؤامرة اغتيال بطل الأوراس
غير أن أخطر ما قيل عن استشهاد مصطفى بن بولعيد ما كتبه الرائد الطاهر
سعيداني في مذكراته حيث اتهم صراحة عجول عجول بتدبير عملية اغتيال مصطفى
بن بولعيد عندما أمر علي الألماني بتفخيخ جهاز إشارة للتخلص من أحد
الخونة، ثم قدم الجهاز المفخخ إلى أحد المجاهدين وطلب منه أن يقدمه لمصطفى
بن بولعيد على أساس أنه عثر عليه في الخارج، وعندما أراد ذلك المجاهد
تنفيذ ما أمر به، كان عجول مع بن بولعيد في إحدى الكازمات ولما دخل عليهم
خرج عجول وترك بن بولعيد مع المجاهد الذي سلمه الجهاز، وبمجرد أن شغله بن
بولعيد حتى انفجر وقضى عليه.
ويروي الطاهر السعيداني هذه الحادثة مع بعض التفصيل فيقول "ذات يوم
فيما كان مصطفى بن بولعيد يتحدث إلى مجاهديه دخل عليهم جندي يحمل بين
يديه مذياعا (لم يكن مذياعا وإنما جهاز إشارة) أعطاه لمصطفى بن بولعيد
مؤكدا له أنه وجده مرميا، ولكن هذا غير صحيح، فما إن أمسكه حتى غادر عجول
عجول المكان وحينما حاول بن بولعيد فتح المذياع ليستمع إلى الأخبار وإذا
به ينفجر عليه ويسقط شهيدا" ويضيف سعيداني الذي كان ضابطا في القاعدة
الشرقية "... في طريقنا لتهنئة الكتيبة التي كان يقودها لخضر بلحاج ـ بعد
انتصارها في إحدى المعارك ـ وجدنا وسط المجاهدين جنديين من الألمان اللذين
كانا مجندين في اللفيف الأجنبي الفرنسي ..أحدهما يدعى علي الألماني اعتنق
الإسلام في القاعدة الشرقية... وكان متخصصا في المتفجرات فطلبنا منه من
باب الفضول كيف تم تلغيم المذياع الذي أعطي لبن بولعيد فأجابنا أنه لم يكن
يعلم بأن المذياع الذي أتاه به عجول عجول من أجل تلغيمه كان موجها
للانفجار في وجه مصطفى بن بولعيد لقتله بل ظن انه سيرسل لشخص خائن كما قال
له عجول" ويختم المجاهد الطاهر سعيداني كلامه "هذا ما أجابني به علي
الألماني وأشهد به أمام الشهداء والتاريخ".
وباستشهاد مصطفى بن بولعيد تعرضت منطقة الأوراس إلى هزة قوية أفقدتها
توازنها ولم يتمكن عجول عجول بالرغم من صرامته من جمع كلمة المنطقة تحت
سلطته فرفض عدد من قادة الأوراس الاعتراف بقيادته للمنطقة بل وحملوه
مسؤولية استشهاد البطل مصطفى بن بولعيد، وحاول بعضهم اغتياله لكنه تمكن من
النجاة بأعجوبة بعدما أصيب بجراح حسب بعض الشهادات وسلم نفسه إلى الجيش
الفرنسي لأسباب ما زالت غامضة رغم اعتراف الكثير من المجاهدين حتى أولئك
الذين اختلفوا معه بوطنيته وشجاعته وقوة شخصيته.
المخابرات الفرنسية تفتخر بـ"نجاحها" في اغتيال بن بولعيد
غير أن الكاتب والباحث محمد عباس المتخصص في قضايا الثورة الجزائرية
والحركة الوطنية ينفي بشكل مطلق صحة هذه الرواية، ويشكك في مصداقية صاحبها،
مؤكدا أن بعض الجهات التي كانت تنافس عجول عجول على قيادة منطقة الأوراس
بعد أسر قائدها هي التي سعت لتلفيق تهمة اغتيال عجول لمصطفى بن بولعيد
قصد تشويهه، مضيفا أن عمر بن بولعيد شقيق مصطفى كان يسعى لخلافة أخيه على
رأس المنطقة الأولى عندما كان هذا الأخير أسيرا وبعد اغتياله، كما أن
خلافاته مع عجول معروفة لذلك سعى لترويج رفقة الجماعة التي كانت ملتفة حول
مصطفى بن بولعيد إشاعة أن عجول هو الذي دبر عملية اغتيال بن بولعيد،
مشيرا إلى أن هذا الأخير منع شقيقه عمر بعد فراره من السجن من تولي أي
مسؤولية قيادية، بالإضافة إلى أن عرش بن بولعيد نفسه لا يصدقون رواية تورط
عجول في اغتيال سي مصطفى.
ويجزم محمد عباس بأن المخابرات الفرنسية وعلى أعلى المستويات في باريس
هي التي دبرت عملية اغتيال مصطفى بن بولعيد، باعتراف جنرالاتها الذين
اعتبروا هذه العملية إنجازا كبيرا لهم يستحق الافتخار، حيث نشر أحد رجال
المخابرات الفرنسية كتابا تحت اسم مستعار تحدث بالتفصيل عن هذه العملية
"الناجحة" التي أدت إلى تعطيل ولاية الأوراس من 1956 إلى غاية نهاية 1959
وبداية 1960 وتحييدها عن الكفاح المسلح بعد أن كانت قلب الثورة النابض حيث
اشتدت الانقسامات بين قياداتها، ولكن لحسن الحظ أن الثورة امتدت إلى بقية
الولايات بشكل لا رجعة فيه.
ويوضح الباحث محمد عباس الذي استقى معلوماته من بعض الشهود
والشهادات أن المخابرات الفرنسية وبعد هروب مصطفى بن بولعيد من السجن خططت
لزعزعة استقرار منطقة الأوراس (أصبحت ولاية بعد مؤتمر الصومام في أوت
1956) عن طريق اغتيال بن بولعيد بطريقة ماكرة، وكانت تعلم أن قيادة
الأوراس بحاجة إلى جهاز إشارة للاتصال بقيادة الثورة في الخارج، فأرسلوا
فصيل إشارة إلى المنطقة وتعمدوا ترك مؤن على سبيل الخطأ حتى لا يثيروا
شكوك المجاهدين عندما تركوا جهاز الإشارة الذي تم تلغيمه بشكل محكم
وبمستوى تكنولوجي متطور، وحمل المجاهدون الجهاز إلى مصطفى بن بولعيد وقام
أحدهم باستعمال بطاريات جهاز الإشارة لإشعال جهاز إنارة فانفجر الجهاز
الملغم واستشهد ثماني مجاهدين وجرح اثنان وهما علي بن شايبة (ما زال على
قيد الحياة)، ومصطفى بوستة (توفي بعد الاستقلال).
وعن السر وراء تعامل بن بولعيد مع جهاز تركه جيش الاحتلال بالرغم من أنه
طالما حذر رجاله من التقاط الأشياء المشبوهة خشية أن تكون ملغمة، برر محمد
عباس ذلك بان الأجل لا ينفع معه الحذر، وأشار إلى حاجة قيادة الأوراس
لجهاز إشارة للاتصال بقيادات الثورة في الداخل والخارج، فضلا عن أن الجهاز
كان ملغما بشكل محكم يصعب اكتشافه، ولكنه تحدث من جهة أخرى عن محاولة
ثانية وبنفس الطريقة قامت بها المخابرات الفرنسية في 1957 لتمزيق الولاية
الثالثة (القبائل) عندما انفجر جهاز مفخخ على محند أولحاج قائد الولاية
ولكنه أصيب بجروح ولم يستشهد.
عملاء المخابرات الفرنسية هم من قتلوا سي مصطفى
من جهته يؤكد الدكتور لحسن بومالي الباحث في تاريخ الثورة الجزائرية أن
المخابرات الفرنسية هي التي دبرت عملية اغتيال مصطفى بن بولعيد ونفذتها عن
طريق عملائها الذين غرستهم في صفوف المجاهدين، ويضيف أن السلطات الفرنسية
لم تحتمل قضية هروب مصطفى بن بولعيد من سجن الكدية بقسنطينة ببساطة رغم
الحراسة المشددة التي كان خاضعا لها، فأرادت القضاء عليه بأي وسيلة،
مستعينة في ذلك بعملائها المندسين بين صفوف المجاهدين لكنه لا يعطي تفاصيل
أكثر عن هؤلاء العملاء الذين اغتالت المخابرات الفرنسية بأيديهم أحد الستة
المفجرين لثورة التحرير وعضو مجموعة 22 التي خططت لاندلاعها.
إن هذا التحقيق يطرح أمامنا ثلاث فرضيات حول اغتيال مصطفى بن بولعيد،
الفرضية الأولى وهي الأقوى تدين المخابرات الفرنسية بتدبير عملية الاغتيال
هذه لأنها كانت تسعى للقضاء على قائد الأوراس مهما كلفها ذلك من ثمن،
وذلك منذ تمكن سي مصطفى من الفرار من سجن الكدية وما يشكله ذلك من خطورة
على الوجود الاستعماري، واعتراف ضباط المخابرات الفرنسية في مذكراتهم
بأنهم هم من دبروا عملية الاغتيال وهذا الاعتراف هو سيد الأدلة على أنهم
هم من قتل مصطفى بن بولعيد بدليل أنهم كرروا نفس الأسلوب في الولاية
الثالثة، وهذه الفرضية يميل إلى تصديقها بعض الباحثين والمؤرخين والجهات
الرسمية.
الفرضية الثانية وترجح وقوع خطأ أدى إلى استشهاد مصطفى بن بولعيد، فعلي
الألماني طبقا لشهادتي المرحوم محمد بوضياف والرائد الطاهر سعيداني قام
بتفخيخ جهاز الإشارة قصد استعماله ضد عدو، وهذا ما يبرر عدم أخذ مصطفى بن
بولعيد حذره المعتاد عند استعماله لهذا الجهاز وهذه الأخطاء كثيرا ما تقع
في الحروب والثورات، وليس مستبعدا أن يكون مقتل بن بولعيد جاء عن طريق
الخطأ.
الفرضية الثالثة وتحمل مسؤولية اغتيال بن بولعيد لعجول إذا فرضنا صدق
رواية الرائد سعيداني، وانطلاقا من خلفيات الصراع بين عجول ومصطفى بن
بولعيد الذي وبخه لقتله نائبه شيحاني بشير بطل معركة الجرف، بالإضافة إلى
خلافات عجول مع شقيق بن بولعيد حول قيادة الأوراس، والأخطر من ذلك محاولة
عجول التشكيك في حقيقة هروب بن بولعيد من السجن ورفضه تجديد الثقة به
كقائد للأوراس قبل ستة أشهر طبقا لنظام الثورة الذي يعتمد على مبدأ "أدنى
ثقة يعني أعلى درجة من الأمان"، كما أن بعض المجاهدين حاولوا اغتيال عجول
لاتهامه بالتورط في اغتيال بن بولعيد لتزعم الأوراس، والسؤال الكبير لماذا
سلم عجول نفسه إلى الجيش الفرنسي رغم ما يشهد له من الشجاعة في محاربة
الاستعمار؟

م.د
ها هوذا سجن (الكديا)..أتأمله كما نتأمل جدران سجن أول، دخلناه كما ندخل
حلماً مزعجاً لم نكن مهيأين له.مرت سنوات كثيرة، قبل أن أدخل سجناًً آخر،
كان جلادوه هذه المرة جزائريين لا غير. ولم يكن له من عنوان معروف، ليعرف
طيف (أمّا) طريقه إليّ فيأتيني كما كانت تأتي لزيارتي هنا في الماضي،
باكية متضرّعة لكل حارس..ها هوذا سجن (الكديا).. كم من قصص مؤلمة، وأخرى
مدهشة عرفها هذا السجن، الذي تناوب عليه أكثر من ثائر، لأكثر من ثورة.سنة
1955.. أي عشر سنوات بالضبط بعد أحداث 8 ماي 1945. عاد هذا السجن للصدارة،
بدفعة جديدة لسجناء استثنائيين كانت فرنسا تعدّ لهم عقاباً استثنائياً.في
الزنزانة رقم 8.. المعدة لانتظار الموت. كان ثلاثون من قادة الثورة
ورجالها الأوائل، ينتظرون موثقين، تنفيذ الحكم بالإعدام عليهم، بينهم
مصطفى بن بولعيد والطاهر الزبيري ومحمد لايفا وإبراهيم الطيب رفيق ديدوش
مراد وباجي مختار وآخرون.كان كل شيء معداً للموت يومها، حتى أن حلاق
مساجين الحق العام، أخبر الشهيد القائد مصطفى بولعيد في الصباح، أنهم
غسلوا المقصلة بالأمس، وأنه حلم أنهم "نفذوا".وكانت هذه الكلمة تحمل
معنييْن بالنسبة لمصطفى بن بولعيد، الذي كان يعدّ منذ أيام خطة للهرب من
(الكديا).. وكان شرع مع رفاقه منذ عدة أيام، في حفر ممر سري تحت الأرض،
أوصلهم في المرة الأولى إلى ساحة مغلقة داخل السجن. فأعادوا الحفر من
جديد، ليصلوا بعد ذلك إلى خارج السجن.يوم 10 نوفمبر 1955، بعد صلاة
المغرب، وبين الساعة السابعة والثامنة مساءً بالتحديد، كان نصطفى بولعيد
ومعه عشرة آخرون من رفاقه، قد هربوا من (الكديا)، وقاموا بأغرب عملية هروب
من زنزانة لم يغادرها أحد ذلك اليوم.. سوى إلى المقصلة.بعد ذلك سقط
القائد مصطفى بولعيد وبعض من فرّوا معه، شهداء في معارك أخرى لا تقل شجاعة
عن عملية فرارهم، فتصدّروا برحيلهم كتب التاريخ الجزائري، وأهم الشوارع
والمنشآت الجزائرية.بينما نُفِّذ حكم الإعدام، في من ظلّوا بالزنزانة، دون
أن يتمكنوا من الهروب.ولم يبق اليوم من السجناء الأحد عشر الذين هربوا من
الكديا، سوى اثنين على قيد الحياة. ومات الرجال الثمانية والعشرون الذين
جمعتهم الزنزانة رقم ثمانية يوماً، لقدرٍ كان مقرراً أن يكون..
واحداً.كلما وقفت أمام الجدران العالية لهذا السجن تبعثرت ذاكرتي، وذهبت
لأكثر من وجه، لأكثر من اسم، ولأكثر من جلاد. وشعرت برغبة في فتح أبواب
سجون أخرى مازالت مغلقة على أسرارها، دون أن تجد كاتباً واحداً يردّ دين
من مرّوا بها.وقتها كنت أحسد ذلك الرفيق الذي جمعتني به زنزانة هنا لبضعة
أسابيع.كنا آنذاك.. أنا وهو، أصغر معتقلينْ سياسيينْ. وربما كان ياسين
يصغرني ببضعة أشهر.كان عمره ستة عشر عاماً فقط.ورغم أنهم أطلقوا سراحي
لصغر سنّي، فقد رفضوا أن يطلقوا سراح ياسين. وبقي في سجن (الكديا) أربعة
عشر شهراً. يحلم بالحرية.. وبامرأة تكبره بعشر سنوات، كانت في السادسة
والعشرين من عمرها.. وكان اسمها "نجمة"!وبينما عدت أنا بعد ستة أشهر من
السجن إلى الدراسة، راح ياسين يكتب بعد عدة سنوات رائعته "نجمة".تلك
الرواية الفجيعة، التي ولدت فكرتها الأولى هنا. في ذلك الليل الطويل، وفي
مخاض المرارة والخيبة والأحلام الوطنية الكبرى.أذكر أن ياسين كان مدهشاً
دائماً. كان مسكوناً بالرفض وبرغبة في التحريض والمواجهة.ولذا كان ينقل
عدواه من سجين إلى آخر. وكنا نستمع إليه، ونجهل وقتها أننا أمام (لوركا)
الجزائر، وأننا نشهد ميلاد شاعر سيكون يوماً، اكبر ما أنجب هذا الوطن من
مواهب.مرت عدة سنوات، قبل أن ألتقي بكاتب ياسين في منفاي الإجباري الآخر
بتونس.اكتشفت بفرح لا يخلو من الدهشة أنه لم يتغير.مازال يتحدث بذلك
الحماس نفسه، وبلغته الهجومية نفسها، معلناً الحرب على كل من يشتمّ فيهم
رائحة الخضوع لفرنسا أو لغيرها.لقد كانت له حساسية ضد الإهانات المهذبة،
وضد قابلية البعض للانحناء.. الفطري!كان يومها يلقي محاضرة في قاعة كبرى
بتونس، عندما راح فجأة يهاجم السياسيين العرب، والسلطات التونسية
بالتحديد.ولم يستطع أحد يومها إسكات ياسين.فقد ظل يخطب ويشتم حتى بعدما
قطعوا عليه صوت الميكروفون، وأطفأوا الأضواء ليرغموا الناس على مغادرة
القاعة.يومها دفعت في جلسة تحقيق مع البوليس ثمن حضوري في الصف الأمامي
وهتافي على ياسين "تعيش.. آ ياسين..".لم ينتبه أحد وقتها إلى وجوه من
صفّقوا. ولكن بعض من كان يعنيهم الأمر انتبهوا إلى يدي الوحيدة المرفوعة
تأييداً.. وإعجاباً.يومها اكتشفت البعد الآخر لليد الواحدة. فقدر صاحبها
أن يكون معارضاً ورافضاً، لأنه في جميع الحالات.. عاجز عن التصفيق!احتضنته
بعدها وقلت: "ياسين.. لو رزقت ولداً سأسميه ياسين.."وشعرت بشيء من
العنفوان والمتعة، كأنني أقول له أجمل ما يمكن أن نقوله لصديق أو
لكاتب.فضحك ياسين وهو يربت على كتفي بيدٍ عصبية كعادته عندما يربكه اعتراف
ما.وقال بالفرنسية: "أنت أيضاً لم تتغير.. مازلت مجنوناً!"وضحكنا لنفترق
لعدة سنوات أخرى.تراني كنت أريد أن أكون وفيّاً لذاكرتنا المشتركة، أم فقط،
كنت أريد أن أعوّض بذلك عن عقدتي تجاه "نجمة"، الرواية التي لن أكتبها،
والتي كنت أشعر أنها بطريقة أو بأخرى، كانت قصّتي أيضاً. بأحلامي وخيباتي،
بملامح (أمّا) الواقفة على حافة اليأس والجنون، الراكضة بين السجن
والأولياء الصالحين، تقدّم الذبائح لسيدي محمد الغراب، والعمولات لحارس
السجن اليهودي، الذي كان جارنا.. حتى يأتيني بين الحين والآخر بقفّة الأكل
الذي تعدّه لي. (أمّا) التي كدت لا أعرفها عندما غادرت السجن بعد ستة
أشهر، والتي أمام انشغال أبي عني وعنها، بتجارته وعشيقاته، أصبحت لا تطلب
من الله إلا عودتي لها. وكأنني الشيء الوحيد الذي يمكن أن يبرر وجودها،
والشاهد الوحيد على أمومتها وأنوثتها المسلوبة.نعم كنا في النهاية جيلاً
بقصة واحدة، بجنون الأمهات المتطرفات في الحب، بخيانة الآباء المتطرفين في
القسوة، وبقصص حب وهمية، وخيبات عاطفية، يصنع منها البعض روائع عالمية في
الأدب، ويتحول آخرون على يدها إلى مرضى نفسانيين.تراني لا أفعل شيئاً
بكتابة هذا الكتاب، سوى محاولة الهروب من صنف المرضى إلى صنف المبدعين؟آه
ياسين.. كم تغير العالم منذ ذلك اللقاء.. منذ ذلك الوداع..أنت الذي أنهيت
روايتك قائلاً على لسان ذلك البطل:"وداعاً أيها الرفاق.. أيّ شباب عجيب ذاك
الذي عشناه!."لم تكن تتوقع وقتها، أن عمرنا سيكون أعجب من سنوات شبابنا
بكثير!
__________________اتق الله حيثما كنتواتبع السيئة الحسنة تمحهاوخالق
الناس بخلق حسنالمعرفة حزن حين تكون حدقة عين تتسع باتساع المعرفة لتلم في
محاجرها قذى الحقيقة المؤلم .. المعرفة مأساة حين نرى الحياة كما هي ..لا
كما نريدها

المخرج أحمد راشدي لـ:''الخبر'' عاينت 600 ممثل لأختار صاحب دور بن بولعيد
هل أنت راض عن أفلامك المنجزة شكلا ومضمونا؟كان باستطاعتي إنجاز أفلام
أحسن، خصوصا فيما يتعلق بالجانب التقني، فالإمكانيات السينمائية اليوم
تطورت كثيرا· أما من حيث المضمون، فإن السيناريو هو معبري الرئيسي لأي
عمل· فهذا إيليا كازون عندما راح يمنحني الشروط الأساسية لإنجاز فيلم ناجح
جماهيريا، قال لي إن الشرط الأساسي هو السيناريو الجيد، وتركيز مضمونه في
ثلاث جمل قبل عرضه والتريث في قراءته واختيار الممثلين وتوزيعهم· في رأيك
ما الذي جعل السينما الجزائرية تصاب بالوهن؟حل المؤسسات السمعية البصرية
الثلاث، وتهديم القاعات السينمائية، إذ لم يتبق اليوم سوى 40 قاعة من ضمن
450 كانت موجودة، ثم حلت العشرية السوداء التي قضت على ما تبقى من رغبة في
العطاء السينمائي· كما ساهم الجيل الجديد في تردي الوضع، بميوله إلى
النسق المشرقي· جل المخرجين الجزائريين يشتكون من قلة الدعم الذي أخمد
فيهم الرغبة في العطاء، ما رأيك؟صحيح··، إذ لا توجد ميكانيزمات لدعم
السينما مثل باقي البلدان المغاربية والعربية، فمثلا في تونس لديهم قانون
أساسي لدعم قطاع السينما يرتكز على تمويل سنوي يقدر بـ50 بالمائة لـ10
أفلام· ويؤسفني أن تنقلب بنا الموازين فبعدما كنّا فاعلين سينمائيين نمضي
حضورا قويا بالمهرجانات السينمائية الدولية، أصبحنا اليوم لا ننتمي إلى
المجتمع السينمائي الإبداعي· ثم إني استهجن ألا يلتفت للمخرج إلا في
مناسبات معينة كالتي تحتضنها الجزائر اليوم، باعتبارها عاصمة للثقافة
العربية· لقد أصبحنا رهينة المناسبات والسينما باتت تنتج تحت الطلب، فيجد
المخرج نفسه ملزما بإنجاز فيلم في فترة م****ة، وهذا يحجر على تدفق
أفكاره· نفهم من ذلك انك رفضت المشاركة في تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة
العربية لهذا السبب؟ أنا من المخرجين الذين لا يمكنهم تقديم أعمال
سينمائية في جو مناسباتي مماثل· فلا زلت أنجز أفلاما من وحي إرادتي، وحتى
إن لم أعثر على آليات تساعدني على إنجاح فيلم بمقاييس جيدة بالجزائر، فإني
لا مانع أبدا في البحث عنها خارج حدود الوطن· حتى وان كان المنتج الأجنبي
صاحب القرار في توجيه أفكارك ودمج استراتيجيته ضمن فيلم مشترك؟لم أقبل
لحد الآن بمنطق الانصياع للآخر والتنازل عن مبادئي وقناعاتي وعروبتي، ولا
أخفيك سرا إني شعرت أن كثيرا من الفرنسيين ممن تعاونت معهم حاولوا
بطريقتهم الذكية جذبي وتوجيه أفكاري، ولكني رفضت أن تكون السينما التي
طالما أحببتها، أداة أقطع بها شرايين انتمائي وقناعاتي الشخصية وأهدر بها
قضايا جوهرية وطنية هناك من استسلم للأجنبي وتخلى عن مبادئه في سبيل
التمويل والشهرة؟نعم وأذكر في هذا السياق ''فيلم أنديجان'' المترجم لمبدأ
التنازل رغم أن رشيد بوشارب ضمنه تقنيات عالية في الإخراج· هو في رأيي
انصاع بسهولة، بعد أن ظل يطرح المشروع على أصحاب القرار في الجزائر لمدة
سبعة أشهر من اجل التمويل· مما دفعه إلى اعتماد إعانة من المغرب عن طريق
جمال دبوز الذي قدمه للقصر الملكي وتم تزويده بمبلغ ستة ملايين أورو· أعيب
كثيرا على هذا الفيلم فقد أساء لتاريخ الثورة الجزائرية وشوهها، لا سيما
في آخر مشاهده، عندما تنتهي الحرب العالمية الثانية، ليبرز المخرج أمام
الكاميرا واحدا من قدماء المحاربين وهو يزور قبور زملائه في القتال· كما
ألاحظ أيضا أن أغلب الأفلام المنتجة بشراكة أجنبية، هي إما تافهة أو مسيئة
لتاريخ الجزائر··· إنها أفلام بلا هوية· أنت تعمل مع مؤسسات إنتاجية
سورية في السنوات الأخيرة، كيف وجدت التجربة؟تجربة مفيدة وقد استأنفت منذ
أربعة أشهر تصوير مسلسل ''ابن خلدون'' بسوريا· إلا أني أرجأت استكماله بعد
أن اتصل بي السيناريست الصادق بخوش، لإخراج فيلم ''مصطفى بن بولعيد''·
وقد اعتذرت للشركة السورية بعد أن كتب وزير المجاهدين نيابة عني رسالة
اعتذار شرح فيها قيمة فيلم ''بن بولعيد'' الذي سأشرع في تصويره خلال أيام
بمناطق من الشرق الجزائري· أما عن دور البطولة فقد امتحنت ما يتجاوز الـ
600 ممثل، وأمامي الآن أربعة من المرشحين· وسأركز على المحارب المحنّك،
المخطط والإنسان المتواضع الطموح المحب لزوجته كثيرا، وأنا جد متخوّف من
هذه التجربة· إذ لم يسبق لي أن أحسست به من قبل·



المصدر :حاورته: جملية شعير

يضفي أجواء مرحة على قسنطينة فيلم بن بولعيد يواصل تصوير كامل مشاهده عبر
عدد من ولايات الوطن الاربعاء 30 ماي 2007 الموافق 14 جمادى الأولى
1428
انتقل فريق تصوير فيلم السينمائي الجزائري رفقة مخرجه أحمد راشدي الذي حل
بقسنطينة الذي هو بصدد إخراجه حول بطل ثورة التحرير مصطفى بن بولعيد أين
أضاف أجواء مرحة ومتميزة على المدينة حسبما لوحظ بعين المكان. فالمارة
وسائقو السيارات الذين كانوا يقطعون شارع العربي بن مهيدي اضطرهم فضولهم
للتوقف أمام الشاحنات الكبيرة والحاويات التي تنقل عتاد التصوير
السينماتوغرافي وذلك بعد ظهر أمس أمام المبنى التاريخي "المدرسة" وفي مساء
ذات اليوم كانت المدينة العتيقة وبالتحديد الشارع الرابط بين مسجد "سيدي
ميمون" و"ميل الصغيرة" يشهد حركة غير عادية تمثلت في حضور ملفت لأعوان
الأمن العمومي الذين وجدوا صعوبة في إبعاد الجمهور الذي دفعه فضوله للوقوف
أمام بلاتو التصوير الذي أقيم بهذا الشارع وبالتحديد أمام منزل عائلة بن
شريف حيث تم التصوير الليلي للقطة الخاصة باللقاء الذي تم بين بن بولعيد
ومصالي الحاج والحديث الذي جرى بين الشخصيتين التاريخيتين بشأن "تفجير
الثورة المسلحة". وزاد من فضول الجمهور مجموعة الممثلين الصامتين معظمهم
شباب يرتدون برانيس وألبسة تقليدية تعود إلى تلك الفترة الذين أضفوا مشهدا
متميزا وهم يقطعون هذا الشارع باتجاه موقع البلاتو الذي أقيم بمتوسطة
العجابي

رمزية الموتفي رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي
إذا كانت البدايات هي التي تحدد النهايات، فإن هذه النهايات هي الأخرى قد
تكون بدايات، لأن النص «يتميز بانفتاحه كتابيا ودلاليا» وقد برع الروائيون
في صياغة النهايات الأكثر صخبا والأقوى وقعا، ورغم تفاوت وقع هذه
النهايات في نفسية متلقيها فهي تخلِّف صداها وتترك بدايات يستمر امتدادها
في الوجدان الجماعي.وتيمة الموت كانت ولا زالت من أكثر النهايات تواترا في
الرواية العربية خاصة الواقعية منها، فبما أن الموت تكون في الواقع ذات
وقع قوي فالأحرى بها أن تكون في الروايات أكثر النهايات تعبيرا
وإدهاشا.ونجد أن الرواية الواقعية تفنـنت في تشخيص واقعة الموت، ففي رواية
"بداية ونهاية"لنجيب محفوظ ينتحر (حسنين) و(نفيسة) في نهر النيل، وفي
رواية "نهاية رجل شجاع" لحنا مينة تكون النهاية هي موت السارد المتكلم
نفسه، وتتعدد الأمثلة التي تحيل في مجملها على تشخيص واقع أكثر النهايات
فيه حتمية هي الموت.ونجد أن الرواية الواقعية تفنـنت في تشخيص واقعة
الموت، ففي رواية "بداية ونهاية"لنجيب محفوظ ينتحر (حسنين) و(نفيسة) في
نهر النيل، وفي رواية "نهاية رجل شجاع" لحنا مينة تكون النهاية هي موت
السارد المتكلم نفسه، وتتعدد الأمثلة التي تحيل في مجملها على تشخيص واقع
أكثر النهايات فيه حتمية هي الموت.أما الروايات الحديثة فقد نسجت بدورها
نهايات في موضوعة الموت لتعبر عن قلق الكينونة والانفتاح على المطلق. في
رواية ذاكرة الجسد مثلا لا يأتي الموت مجانيا ، إذ هو ليس موتا واقعيا
كموت (رجب) في (شرق المتوسط) لعبد الرحمن منيف أو موت شخصية (منى) في
ثنائية (نادية) ليوسف السباعي. إنه موت رمزي يجعل الكتابة مكافـئا للحياة،
فما إن تتوقف أجراس هذه الكتابة حتى يصبح الصمت مرادفا للموت، فالكتابة
بضجيجها تعلن عن انبثاق ذوات تعبر عن الحلم والصدق، فهذه اللحظات المسروقة
الخارجة عن سلطة الواقع تترك بصماتها قبل أن تخفت ثم تنقرض مخلفة زوبعة
من الأسئلة المبعثرة.ينطبق هذا المفهوم الذي يحكم جدلية الموت# الكتابة
على العمل الأدبي في كليته، فما هذا الأخير إلا حفل تأبين، أما البطل
(خالد) فما هو إلا كبش فداء. إن هذه الرؤية النقدية يبئرها المكتوب ويعيها
السارد البطل، وسنعرض لهذا القتل الرمزي بشيء من التفصيل فيما بعد.وما
يهمنا هنا هو أن الموت مشخصا في كتاب ليس إلا ضريحا للذكرى. وإذا كان
المكتوب "فجيعة" و"قبرًا" فإن الكاتب قاتل يمارس لعبة القتل العمد بنـزعات
إجرامية وببرودة مداد ودون أن يهتز له طرف ورقة.ألم يكن هذا ما قصده
جبران خليل جبران حين قال: «يغمسون أقلامهم في دماء قلوبنا ثم يدعون
الوحي» وفي هذا السياق يدور حديث شيق بين السارد(خالد) والبطلة
(حياة/أحلام) حين يعاتب (خالد) ملهمته (حياة/أحلام) على طريقتها في
الكتابة: «أتمنى أن لا يفسد عدد ضحاياك متعتي! » (ذاكرة الجسد-
ص124)فتجيبه بأسلوب مراوغ: «-لا إطمئن...فأنا أكره المقابر الجماعية! »
(ذاكرة الجسد- ص124) ثم ما تلبث أن تبسط نظرتها النقدية دون مراوغة أو
مواربة: «إن المهم في كل ما نكتبه..هو ما نكتبه لاغير، فوحدها الكتابة هي
الأدب..وهي التي ستبقى، وأما الذين كتبنا عنهم فهم حادثة سير..أناس توقفنا
أمامهم ذات يوم لسبب أو لآخر..ثم واصلنا الطريق معهم أو بدونهم» (ذاكرة
الجسد- ص125) وتدافع عن موقفها: «..إن في روايات (أغاتا كريستي) أكثر من
60 جريمة، وفي روايات كاتبات أخريات أكثر من هذا العدد من القتلى، ولم
يرفع أي مرة قارئ صوته ليحاكمهن على تلك الجرائم، أو يطالب بسجنهن، ويكفي
كاتبة أن تكتب قصة حب واحدة لتتجه كل أصابع الاتهام نحوها، وليجد أكثر من
محقق جنائي أكثر من دليل على أنها قصته» (ذاكرة الجسد- ص126)إن النص في
ذاكرة الجسد يسائل القارئ وبجرأة، لماذا يحلو له أن يتابع مأساة أبطال
يقاومون القدر باستماتة؟ وما سر هذه النشوة التي تعتريه وهم يتعذبون
ويموتون أمامه ؟النص يقدم إجابات مضمرة من حين لآخر، كمثل قول السارد: «
..أحتقر الناس الذين لا دموع لهم، فهم إما جبابرة..أو منافقون. وفي
الحالتين هم لا يستحقون الاحترام» (ذاكرة الجسد- ص120)ومن حين الى حين
يتعمد السارد في "ذاكرة الجسد" أن يمحو الخطوط الفاصلة بين الأدب والواقع،
فبقدرة إيهامية فائقة أسهمت التدخلات السافرة المبثوثة في النص على
تبئيرها، ينجح السارد وبامتياز في تشخيص المكتوب وإعطائه مشروعيته
وواقعيته.وعلى الرغم من هيمنة فكرة الموت طوال الرواية، وتعدد "الميتات" ،
فإن المكتوب يدور حول نفسه ليرصد ظاهرة الموت مشخصة فيه حين يصبح سبب
الكتابة سببا للقتل والموت: « ستقولين لماذا كتبت لي هذا الكتاب إذن؟
وسأجيبك أنني أستعير طقوسك في القتل فقط، وأنني قررت أن أدفنك في كتاب لا
غير» (ذاكرة الجسد- ص404)النص أيضا يحاول أن يعطي الانطباع بفرادته وتميزه،
خاصة في السطور الأخيرة منه، حين يصل الموت ذروة تشخيصه على مستوى الواقع
(موت السي الطاهر- حسان- بلال حسين- عبد !!!!!!!!!!!!يم بن وطاف- اسماعيل
شعلال..) وكتجسيد واقعي لإحدى هاته الميتات نسوق المثال التالي:« ولم يمت
بلال حسين كغيره. قضى سنتين في السجن والتعذيب. ترك فيها جلده على آلات
التعذيب.» (ذاكرة الجسد- ص321)وعلى مستوى تشخيص المكتوب (خالد بن طوبال-
زياد..) فإذا كانت الاغتيالات والسيارات المفخخة تحكم على أشخاص مثل (مصطفى
بن بولعيد- الطاهر !!!!!!!!!!!!يري- محمد لايفا..) بالخروج من حياة
واقعية، فإن قانون الكتابة يحكم على شخصيات خيالية بالخروج من حياة تقع في
حدود (المكتوب).إذن فما علينا أن نميزه ونعيه هو أن هناك:أ- موتا واقعيا
يؤدي إلى الخروج من الحياة. والسارد يستحضر قصصا كثيرة واقعية من صميم
الواقع الجزائري، فيحدثنا عن محاولة فرار من السجن باءت بالفشل: « قاموا
بأغرب عملية هروب من زنزانة لم يغادرها أحد ذلك اليوم.. سوى إلى المقصلة»
(ذاكرة الجسد- ص223)ب- وموتا رمزيا يؤدي إلى موت على طريقة (عرائس
الفيتش). والموت على مستوى المكتوب هو الحل الأخير للتحرر من الآخرين
والشفاء من حبهم والانتهاء منهم.يحتفي المكتوب بموضوعه الموت من الناحية
الرمزية على اعتبار أن الحياة رديف للموت، وحين يقول السارد مخاطبا
البطلة:« اقرئي هذا الكتاب.. وأحرقي ما في خزانتك من كتب لأنصاف الكتاب،
وأنصاف الرجال، وأنصاف العشاق» (ذاكرة الجسد- ص387) ويردف كلامه قائلا: «
من الجرح وحده يولد الأدب» (ذاكرة الجسد- ص387) فهو يشير بأسلوب مباشر إلى
أن ما هو مكتوب هو الجرح وهو القبر وهو الضريح.ثم إن البطل في "ذاكرة
الجسد" يجسد هذا الموت الرمزي حين يمضي إلى حتفه بهدوء جنائزي وبنبرة
أكسبها حرارة التوديع، فهو يختفي بالتدريج، وأثناء هذا الاختفاء نطالع في
السطور الأخيرة العبارات نفسها التي بدأت بها الرواية: «وقلتالحب ما حدث
بيننا..والأدب هو كل ما يحدث) نعم، ولكن..بين ما حدث وما لم يحدث، حدثت
أشياء أخرى لا علاقة لها بالحب، ولا بالأدب، فنحن في النتيجة لانصنع في
الحالتين سوى كلمات..ووحده الوطن يصنع الأحداث ويكتبها كيفما شاء..ما دمنا
حبره» (ذاكرة الجسد- ص403) حضور هذا النص في السطور الأخيرة من المتن
الحكائي له ما يبرره، فنحن في النهاية أمام سارد يباغتنا بحدة وعيه وبنضجه
المعرفي، فهو بعد أن انتهى من تشخيص الواقع (ما حدث بيننا) ومن تشخيص
المكتوب(ما لم يحدث)، يقر ببقاء منطقة ملتبسة على وعينا نعيش فيها وننكتب.
ولذا فبمرارة وخيبة يلملم السارد أوراقه: «ولكني أصمت..وأجمع مسودات هذا
الكتاب المبعثرة في حقيبة رؤوس أقلام..ورؤوس أحلام» (ذاكرة الجسد-
ص404)شكيب أريج- أحلام مستغانمي «ذاكرة الجسد» بيروت-دار الآداب-الطبعة
السادسة 1998م- سعيد يقطين «انفتاح النص الروائي»-المركز الثقافي
العربي-الطبعة الثانية


يضفي أجواء مرحة على قسنطينة فيلم بن بولعيد يواصل تصوير كامل مشاهده عبر
عدد من ولايات الوطن الاربعاء 30 ماي 2007 الموافق 14 جمادى الأولى
1428
انتقل فريق تصوير فيلم السينمائي الجزائري رفقة مخرجه أحمد راشدي الذي حل
بقسنطينة الذي هو بصدد إخراجه حول بطل ثورة التحرير مصطفى بن بولعيد أين
أضاف أجواء مرحة ومتميزة على المدينة حسبما لوحظ بعين المكان. فالمارة
وسائقو السيارات الذين كانوا يقطعون شارع العربي بن مهيدي اضطرهم فضولهم
للتوقف أمام الشاحنات الكبيرة والحاويات التي تنقل عتاد التصوير
السينماتوغرافي وذلك بعد ظهر أمس أمام المبنى التاريخي "المدرسة" وفي مساء
ذات اليوم كانت المدينة العتيقة وبالتحديد الشارع الرابط بين مسجد "سيدي
ميمون" و"ميل الصغيرة" يشهد حركة غير عادية تمثلت في حضور ملفت لأعوان
الأمن العمومي الذين وجدوا صعوبة في إبعاد الجمهور الذي دفعه فضوله للوقوف
أمام بلاتو التصوير الذي أقيم بهذا الشارع وبالتحديد أمام منزل عائلة بن
شريف حيث تم التصوير الليلي للقطة الخاصة باللقاء الذي تم بين بن بولعيد
ومصالي الحاج والحديث الذي جرى بين الشخصيتين التاريخيتين بشأن "تفجير
الثورة المسلحة". وزاد من فضول الجمهور مجموعة الممثلين الصامتين معظمهم
شباب يرتدون برانيس وألبسة تقليدية تعود إلى تلك الفترة الذين أضفوا مشهدا
متميزا وهم يقطعون هذا الشارع باتجاه موقع البلاتو الذي أقيم بمتوسطة
العجابي

الممثل رشيد فارس لـ ''الخبر'' ''أكره مشاهدة أفلامي ولا تستهويني الشهرة''
المصدر: الجزائر: حاورته: جميلة شعير 2007-04-24


مصطفى بن بولعيد، أسد لأوراسنشر يوم 06- 12- 2006
"الشهيد مصطفى بن بولعيد شخصية ثورية لقب بـ"أسد الأوراس"، كقائد عسكري
أثبت جدارته في الميدان في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وهو مع ذلك قائد
سياسي يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة يملك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد
قضيته وعدالتها، وكان يتحلى بأبعاد إنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة
العسكرية والسياسية.كان مدركا لشمولية الصراع ولأبعاد المعركة التي فرضها
العدو الاستعماري عليهم، فلم ينحبس عند حدود الشخصية العسكرية التي عرف
بها أو يكتف بمميزات الرجل السياسي التي اتصف بها، بل كان متعدد الأبعاد
متكامل الجوانب في شخصيته، ولم يرتهن للظروف القاسية والصعبة التي حاول
العدو فرضها عليهم وحصارهم بها بل كان دائما واسع الأفق يحسن الخروج من
أصعب الظروف وإيجاد الحلول لأعوص المشكلات.فقد أسس جمعية خيرية في بواكير
عمره وساهم في إنشاء المسجد وترأس لجنته إدراكا منه لدوره الروحي التوجيهي
والإصلاحي والتعبوي كقلعة، كما حول محله التجاري إلى ما يشيه النادي في
الالتقاء وتناول الأوضاع.وكان له وعي نقابي حيث أسس نقابة وترأسها عند
سفره إلى فرنسا للدفاع عن حقوق العمال الجزائريين الذين كانوا يعانون
الظلم والتعسف والحرمان. وكان مدركا للبعد الدولي لقضيته الجزائرية ومطلعا
على القوانين الدولية والاتفاقيات الخاصة بأسرى الحرب حيث راسل رؤساء
الدول عن أوضاع المسجونين الجزائريين وشن مع مجموعة من رفقائه الإضراب عن
الطعام عندما كان سجينا.كل هذه الميزات وغيرها اتصف بها الشهيد مصطفى بن
بولعيد وسوف نستشفها من خلال هذه المحطات من حياته.محطات في حياته:الشهيد
مصطفى بن بولعيد من مواليد 5 فيفري 1917 بقرية "اينركب" بأريس ولاية باتنة
من عائلة ميسورة الحال.تلقى تعليمه الأولي على أيدي مشايخ منطقته فحفظ ما
تيسر له من القرآن الكريم وبعد هذا التحصيل تحول إلى عاصمة الولاية باتنة
للالتحاق بمدرسة الأهالي الابتدائية لمواصلة دراسته، ثم انتقل إلى الطور
الإعدادي.الوعي المبكر:وهنا لاحظ بن بولعيد سياسة التفرقة والتمييز التي
تمارسها الإدارة الاستعمارية بين الأطفال الجزائريين وأقرانهم من أبناء
المعمرين. وخوفا من تأثره وذوبانه في الشخصية الاستعمارية أوقفه والده عن
الدراسة بالكوليج، لكن طموح الفتى وإرادته في تحصيل المزيد من العلوم دفعه
إلى الالتحاق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أريس وكان
يشرف عليها آنذاك مسعود بلعقون والشيخ عمر دردور، وفي هذه الأثناء كان
يساعد والده في خدمة الأرض والتجارة غير أن وفاة الوالد في 7 مارس 1935
قلبت حياة الشهيد الذي أصبح المسؤول الأول عن عائلته وهو في الثامنة عشر
من عمره. ونظرا لمشاهد البؤس اليومية التي كانت تعيشها الفئات المحرومة
أسس بن بولعيد جمعية خيرية كان من أول ما قامت به هو بناء مسجد بآريس
للمحافظة على الشخصية الجزائرية وليكون محورا للتعاون والتضامن بين
المواطنين، خاصة التصدي لروح التفرقة والتناحر بين العروش التي كانت
تغذيها السلطات الاستعمارية وأذنابها للتحكم في العباد والأوضاع وكان نشاط
بن بولعيد الاجتماعي عملا إستراتيجيا يرمي من ورائه إلى توثيق اللحمة
والأواصر التي تربط بين أبناء المنطقة للتمسك بها عند الشدائد.في سنة 1937
سافر إلى فرنسا واستقر بمنطقة «ميتز» التي تكثر بها الجالية الجزائرية من
العمال المحرومين من كل الحقوق وقد مكنته مواقفه في حل مشاكلهم والدفاع
عنهم إلى ترأس نقابتهم.لكن غربته لم تدم أكثر من سنة حيث عاد بعدها إلى
مسقط رأسه وإلى نشاطه الأول والمتعلق بالفلاحة والتجارة. ومع الوقت تحول
محله التجاري إلى شبه ناد يتردد عليه شباب المنطقة من أمثال مسعود عقون،
ابن حاية وغيرهم للخوض في الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد.في بداية 1939
استدعي بن بولعيد لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية وتم تسريحه في 1942
نتيجة الجروح التي أصيب بها ثم تم تجنبده ثانية ما بين 1943 -1944 بخنشلة.
بعد تسريحه نهائيا برتبة مساعد عاد إلى الحياة المدنية وتحصل على رخصة
لاستغلال خط نقل بواسطة الحافلات يربط بين أريس* باتنة.وفي هذه الأثناء
انخرط بن بولعيد في صفوف حزب الشعب حركة انتصار الحريات الديموقراطية تحت
قيادة مسعود بلعقون وقد عرف بالقدرة الكبيرة على التنظيم والنشاط الفائق
مما دفع بالحزب إلى ترشيحه لانتخابات المجلس الجزائري في 4-04-1948 والتي
فاز بالدور الأول منها لكن الإدارة الفرنسية لجأت إلى التزوير كعادتها
لتزكية أحد المواليين لسياستها. وقد تعرض بن بولعيد إلى محاولتي إغتيال من
تدبير العدو وذلك في 1949 و1950.يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي
انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس كما كان من الرواد الأوائل الذين
أنيطت بهم مهمة تكوين نواة هذه المنظمة في الأوراس التي ضمت آنذاك خمسة
خلايا نشيطة واختيار العناصر القادرة على جمع الأسلحة والتدرب عليها
والقيام بدوريات استطلاعية للتعرف على تضاريس الأرض من جهة ومن جهة ثانية
تدبر امكانية إدخال الأسلحة عن طريق الصحراء. دوره في التحضير لثورة
نوفمبر:بعد اكتشاف المنظمة السرية من قبل السلطات الاستعمارية في مارس 1950
برز دور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من دبر عملية اغتيال البطل الثوري مصطفى بن بولعيد؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب حياة الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد
»  الشهيد سي مصطفى بن بولعيد
»  فيلم مصطفى بن بولعيد-المخرج أحمد راشدي
»  الصهيونية ومحاولات اغتيال التاريخ الفلسطيني
» لزعيم الراحل البطل هواري بومدين.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زياراتكم تسعدنا و تسجيلاتكم تشرفنا ومساهماتكم تزيد في رقي المنتدى :: بو سعادة ومدن جزائرية :: بوسعــــادة ثقافة وتاريخ الجزائــر-
انتقل الى: