أقر أعيان عرش أولاد سيدي زيان ببلدية سيدي أمحمد، التابعة
لدائرة عين الملح ولاية المسيلة، لقاءات تشاورية حول ترتيب وضبط معالم
مجتمع سليم وأصيل وإحياء لعادات وتقاليد تناساها أبناء هذا الجيل الجديد،
وهي العادات التي ماتزال ببعض المناطق الشرقية ومنطقة القبائل، وتساهد في
حد كبير من الصلح بين المواطنين، وتقلص حالات الازدحام بأروقة المحاكم، عبر
ربوع الوطن.
خرج المجتمعون على مستوى عرش أولاد سيدي زيان ببلدية سيدي أمحمد
بالمسيلة، بوثيقة لمعالم المجتمع الأصيل، حسب ما تعاهدوا عليه ضمن التوصيات
التي خرجوا بها، حيث كانت البداية بضرورة تتريب البيت الداخلي لهذا العرش،
ووضع أسس اجتماعية لحماية الموروث الثقافي والاجتماعي للمنطقة، كما تم تفعيل دور التويزة لمساعدة الفقراء والتكفل بهم، وكذا إلزام الأولياء بمتابعة وتربية الأولاد على الطريقة الصحيحة، ومعاقبة كل من يهمل أو يشرد أولاده.
وخلص أعيان بلدية سيدي أمحمد الى تنصيب مجلس يتكفل بالقيام بالواجبات نحو كل العروش الأخرى، من عزاء وفرح وإعطاء النموذج الحسن عن حسن الجيرة والخلق، ولم شمل أبناء المنطقة للاستفادة من خبراتهم.
أما بالنسبة للانتخابات المحلية القادمة، فقد اتفق الأعيان على أن
تكون هناك قائمة موحدة للعرش، كي يجنبوا أبناء المنطقة الفرقة والخصومة،
وأكد صاحب المبادرة، لهواث بن الطاهر، في تصريح لـ"الشروق"، على أن الهدف
من هذا الميثاق "لم الشمل ونبذ الفرقة بين أبناء المنطقة، والتكفل والتكافل
بين أفراد المجتمع ونبذ العنف وتكريس سياسة الوئام بين الجميع"، مضيفا
"أتمنى من العروش المجاورة أن تعمل بالمثل لإصلاح المجتمع وصيانته"، موضحا
"يجب أن لا ننتظر من الدولة أن تقوم بهذا، وسنكون نموذجا يقتدى به حتى في
الصلح بين الناس".
وفي الشأن السياسي، نصب محمد لهواث مجلسا يضم ممثلين عن كل عائلة،
ويعتبرونه بديلا عن كل الأحزاب السياسية، والتي تركت فراغا بانسحابها من
المجال السياسي ونشاطاتها المناسباتية فقط، وأضاف صاحب المبادرة أن "الدخول
في المحليات القادمة سيكون بقائمة واحدة، ولا مجال فيه للأحزاب الأخرى".
ويشار أن ذات المبادرة استحسنها الجميع، ولاقت ترحيبا كبيرا من طرف العروش المجاورة، كما أشاد بها أئمة المساجد في خطب الجمعة، ودعوا لأصحاب المبادرة بالتوفيق والنجاح في مسعاهم النبيل.
وتعتبر فكرة العروشية سائدة في بعض مناطق البلاد خصوصا بالجهة
الشرقية بكل من عين البيضاء بأم البواقي، باتنة، تبسة وخنشلة، هذه الأخيرة،
تمكن عرشين اثنين فقط بها بالفوز بمقاعد الولاية المخصصة في البرلمان عقب
التشريعيات الأخيرة، حيث تحسم العملية الانتخابية، في كل مرة، في ذات المناطق بتغليب منطق العرش.
فيما
ماتزال منطقة القبائل وبالأخص في تيزي وزو، تعتمد على التويزة للتكافل
الاجتماعي، وتحكم بعض المداشر والقرى بالرجوع لشيخ القرية والإمام، وهي
عادات جنبت العديد من الصراعات بين الجيران، وبتراجعها حصل الازدحام بأروقة
المحاكم لأتفه القضايا، حتى صار أفراد العائلة الواحدة يقفون أمام القاضي بالمحكمة لانتزاع حق الميراث أو بسبب شجار بين الإخوة في العائلة الصغيرة وبين الأبناء والآباء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]