الحسم تأجل لجولة تونس .. الترجي أقرب والأهلي لم يزل لديه الأمل

■■
الحمد لله خرجت مباراة ذهاب دوري أبطال افريقيا بين الأهلي والترجي بروح
رياضية عالية رغم حساسية موقف الفريقين وحاجة كل منهما إلى تحقيق الفوز على
منافسه ، لكي يقترب من اللقب .. الترجي لكي يحتفظ باللقب في ثالث تأهل له
على التوالي للنهائي ، والأهلي لكي يحرز لقبه القاري السابع يفتح آفاق
جديدة له وللكرة المصرية التي تعيش واحدة من أعقد مراحلها التي تهدد
بإنهيار كروي للمنظومة بأسوأ ما حدث لها في أعقاب نكسة 1967.

■■
المباراة كانت حواراً فنياً مثيراً بين أفضل فريقين في القارة السمراء ،
وكان الأهلي بشكل عام الأفضل في الأداء والاستحواذ والأسلوب الهجومي ، لكن
الترجي المتميز حقق نتيجة إيجابية ، وكان الأفضل في النتيجة وكاد يفوز
بالمباراة بعد أن تقدم بهدف لوليد الهيشري في بداية الشوط الثاني بعد ضربة
ركنية تعامل معها دفاع الأهلي وحارسه شريف إكرامي بسذاجة وإهمال ، وإهتز
المضيف ولكنه تماسك وضغط بقوة هائلة وأضاع العديد من الفرص حتى أدرك
التعادل بواسطة السيد حمدي قبل النهاية بدقيقتين ، ولولا صلابة وبراعة دفاع
الترجي الأفضل في القارة ولولا التألق الرائع للحارس بن شريفية وسوء الحظ
غير العادي للنجم أبو تريكة ، لخرج الأهلي فائزا.

■■
محصلة المباراة تشير إلى أن فرص الترجي أكبر في الاحتفاظ باللقب عبر
مباراة الإياب التي ستقام بملعبه في المنزه يوم 17 نوفمبر الجاري ، ولكن
أمل الأهلي لايزال قائما .. النسبة الآن تقريبا 60% للترجي مقابل 40%
للأهلي ، وتحول النسبة إلى 100% لصالح فريق على أرض الملعب ، تتوقف على
عوامل كثيرة منها التوفيق والإنضباط التكتيكي والتحلي بإرادة الفوز حتى
صافرة النهاية ، وقد أعجبتني تصريحات المدربين الصديقين عقب المباراة ،
فنبيل معلول مدرب الترجي لم يسرف في تفاؤله رغم أفضلية موقفه وإنما أكد
صعوبة المباراة ، وحسام البدري يتمسك بالأمل وإمكانية حسم اللقب في تونس.

■■
بعد الجو الودي النموذجي الذي حفلت به المباراة الأولى من كافة عناصر
المنظومة الكروية في البلدين والناديين والجماهير ووسائل الإعلام ، جعلتنا
نرى أجواء تاريخية من فريقين يقيمان في فندق واحد ويتواصلان ويتبادلان
الأحاديث والترحيب بروح أخوية تعتبر نادرة في تاريخ لقاءات الفرق العربية
في شمال افريقيا، أرجو أن يتواصل الأمر في مباراة الإياب بعيداً عن إصطياد
تصريح أو حركة أو إشارة هنا أو هناك ، فلابد أن يتعالى الجميع على أي
تفاهات أو صغائر ، وليفز الأجدر في أرض الملعب ، ولتفز روح الأخوة العربية
.

■■ الإتحاد
الأفريقي " الكاف " أيضا تراجع عن إستفزازه في اللحظة الأخيرة وسمح للنادي
الأهلي بتعليق صور 72 من مشجعيه الذين سقطوا شهداء في مجزرة ستاد بورسعيد
في فبراير الماضي ، وفهم الكاف أخيراً وبعد ضغط وإصرار من النادي الأهلي أن
صور ويافطات تكريم شهداء المجزرة ليس عملاً سياسياً، إنما هو تكريم رياضي
معنوي لضحايا من جماهير النادي لقوا وجه ربهم عقب مباراة كروية في واحدة من
أسوأ مأسي تاريخ كرة القدم .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]