- أنصار الوفاق: "حضّروا أنفسكم.. الجزائر على موعد لاندلاع ثورة جديدة"
ارتفعت حمى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بشكل مفاجئ لدى أنصار وفاق سطيف، بداية من يوم الجمعة، حيث عاش عشاق "الكحلة والبيضاء" على أعصابهم قبيل هذا الموعد التاريخي والهام بالنسبة للوفاق، الذي سيكون طرفا فيه بعد 24 سنة من الغياب، ما جعل معاقل "الجيش الأسود" ومدينة سطيف، تعيش حركة غير عادية خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وكان أنصار الفريق على موعد في منتصف ليلة الجمعة، مع انطلاق أول رحلة قطار مخصصة لهم نحو مدينة البليدة، التي ستحتضن هذا النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، وذلك تحت زغاريد النسوة اللائي ودّعن أبناءهن بطريقتهن الخاصة، على أمل عودتهم في صحة جيدة، حاملين "الكأس" الغالية لتشرب من عين الفوارة، وإعلان الاحتفالات الحقيقية التي ستكون أكبر ولن تقتصر على مدينة سطيف فقط، بل ستمس كامل أجاء الوطن.
وبغض النظر عن الرحلات المخصصة لهم من طرف المصالح الولائية لسطيف، فقد فضّل عدد كبير من أنصار الوفاق غزو مدينة الورود مبكرا، بمفردهم عبر سياراتهم الخاصة ووسائل النقل العمومية، حتى منهم من لا يملك تذكرة الدخول إلى ملعب تشاكر، إلا أنه فضل المغامرة والتنقل إلى البليدة، ما جعل مدينة "عين الفوارة" خالية على عروشها ولم يبق فيها سوى الشيوخ والعجائز والجنس اللطيف.
"الشروق" تقف على آخر استعدادات المشجعين والتفاؤل يطبع الجميع
وقامت "الشروق" بجولة خفيفة قادتها إلى مختلف شوارع مدينة سطيف وأغلب الأحياء والبلديات المجاورة لها، على غرار عين ولمان وأوريسيا، وذلك للوقوف على آخر الترتيبات التي قام بها أنصار الوفاق استعدادا للنهائي، والشيء الأهم والذي لاحظناه هو الأجواء التفاؤلية التي ميزت مختلف المناطق التي زرناها، إذ يرى معظم المشجعين الذين تحدثنا إليهم أن الوفاق سيكون بطلا والأمر لا نقاش فيه، خاصة وأن نتيجة الذهاب تخدمه كثيرا، حيث قال أحدهم: "الوفاق معروف بقوته في النهائيات.. ثقتنا كبيرة في أشبال المدرب ماضوي ونحن نحضر للاحتفال بعد نهاية المباراة"، وقال آخر: "المباراة لن تكون سهلة ولكن الوفاق كبير وقادر على تخطي الصعاب"، بينما أكد أحد الباعة الذين كان يحمل بين يديه رايات النادي مخاطبا الشعب الجزائري: "استعدوا فالبلاد مقبلة على اندلاع ثورة جديدة بمناسبة الفاتح نوفمبر، لكن هذه المرة في كرة القدم"، وحاول هذا المناصر البسيط من خلال ترديده لهذه العبارة، إيصال فكرة مهمة لمسؤولي كرة القدم الجزائرية، مفادها أنه من الضروري جدا استغلال وصول الوفاق للنهائي ولم لا التتويج باللقب للانطلاق في إصلاح أحوال كرة القدم المحلية.
ولا حديث في المعاقل السطايفية من رود سيلاق، طانجة، قريطة، شيمينو، لنقار، لعرارسة، لجنان، بيرقاي وغيرها من إحياء عاصمة الهضاب مرورا بالبلديات 60 لولاية سطيف، سوى عن التتويج، مجمعين على أن الكأس ستحط الرحال في وسط مدينة سطيف صبيحة هذا الأحد، لأن "الكحلة" ستقهر فيتا كلوب حسبهم. ومع اقتراب موعد المباراة والعد التنازلي لها بدأت موجة الاحتفالات تزداد، وتأخذ طابعا خاصا لتتحول لمواكب السيارات التي تجوب أحياء عين الفوارة وبلدياتها.
كل شيء مؤجل في سطيف إلى ما بعد النهائي.. والرايات العملاقة في كل مكان
وضبط أنصار الوفاق ساعاتهم على موعد هذا النهائي التاريخي بالنسبة للسطايفية، الذين يؤكدون أنهم سيصنعون الفرجة فيه مثلما جرت العادة مع الأندية الأخرى، ولكن الاحتفال هذه المرة سيكون أكبر، لأن الوفاق أحد طرفي النهائي، كما بات كل شيء مؤجلا في مدينة عين الفوارة إلى ما بعد هذا النهائي، فعندما تقترب من أي شخص في سطيف، لا يحدثك إلا عن رابطة الأبطال وما ستفعله "الكحلة" في هذه المواجهة التاريخية، فضلا عن ذلك، فعندما تتجول في معاقل أنصار الوفاق، فإنك تجد كل شيء يرمز للفريق برايات عملاقة علقت عبر كامل الأحياء وعبر واجهات العمارات، مع صور للفريق واللاعبين الحاليين وأخرى مخلدة للشهداء وصانعي أمجاد النادي الذين وافتهم المنية بداية من الراحل مختار لعريبي والشيخ عبد الحميد كرمالي، كما حاول البعض استغلال هذه المناسبة من أجل تحقيق الربح السريع، من خلال المتاجرة في الأعلام والرايات والأقمصة والقبعات وألعاب تشبه الفوفوزيلا، حيث ترك هؤلاء التجار كل السلع وحولوا نشاطهم نحو بيع كل ما يرمز للوفاق.
الجزائر على موعد مع يوم خاص في تاريخ خاص
وإذا قلنا إن الاحتفالات بلغت ذروتها في مدينة سطيف، فإن ذلك يعني أيضا أن كل ربوع الوطن معنية هي الأخرى بهذا الحدث الكبير. حيث ينتظر أن يكون اليوم موعدا خاصا بالنسبة للجزائريين، الذي ينوي السطايفية تحويل ليله إلى نهار بعد نهاية اللقاء وتتويج الكحلة، من خلال احتفالاتهم التي ستطلق بعد نهاية اللقاء.