ما الذي قد يحدث في حال ترك خياطة الجرح لمدة طويلة دون إزالتها
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لا شك في أن الكثير منا قد خضع لعملية خياطة جرح كان قد تعرض له في مرحلة ما من حياته، كما أن كل من عاش تلك التجربة لا بد وأنه استغرب إلحاح الطبيب على إزالة تلك ”الخرزات“ في الوقت المحدد لها، وعدم تركها تزيد عن المدة اللازمة، وذلك لأن تركها في الجسم لوقت أكثر من اللازم له عواقب كثيرة سنختصها بالذكر والشرح في مقالنا هذا:
يشار إلى الخياطة الخارجية للجراح طبيا بمصطلح ”الخياطة الإقتفالية“، التي يلجأ لها الأطباء من أجل لحم طرفي جرح مفتوح بينما يتجه نحو الشفاء والإلتئام.
تفيد قاعدة طبية عامة بأنه إذا كان الجرح أكثر من سنتمتر واحد فإنه يصبح بحاجة إلى خياطة اقتفالية من أجل غلقه، ومن المتعارف عليه أنه لا يجب أبدا ترك الجراح مفتوحة دون خياطة، وذلك لعدة أسباب مختلفة يعتبر السبب الرئيسي بينها هو ”الخمج“ أو الإنتان، لأن البكتيريا، وبعض الكائنات الضارة الأخرى، بإمكانها اختراق جسمك عبر ذلك الجرح المفتوح بسهولة، لذا فلا حاجة لنا بذكر أهمية الخياطة الاقتفالية والخرزات الطبية، إلا أنك عزيزي القارئ لا يجب أن تغفل أبدا عن أهمية تعليمات إزالتها، وذلك لسبيين إثنين:
السبب الأول: هو الإخماج مرة أخرى، قد يبدو الأمر غريبا بعض الشيء، حيث أن الأمر الذي صمم ليمنع حدوث الإخماج قد يتسبب في حدوثه هو نفسه، لكن في بعض الحالات، قد يندمل الجرح وتبقى الخياطة الاقتفالية والخرزات تحت الجلد مما يؤدي إلى حدوث إنتانات وعدوى.
من بين الأشخاص أو المرضى الذين تحدث لديهم هذه الإصابات والإنتانات هم المرضى الذين يخضعون لعمليات خياطة جفن العين، حيث ينمو النسيج الجلدي حول الخياطة، مما يستدعي عملية أخرى لفتح الجرح مرة ثانية بهدف استخراج الخرزات أو الخياطة.
السبب الثاني: يعتبر تجميليا بالدرجة الأولى، ولا يتعلق بأية مضاعفات صحية بالمقارنة مع الإنتانات والالتهابات التي تضع حياة صاحبها في خطر كبير، فبعد مرور حوالي أربعة إلى أربعة عشر يوما على الخضوع لخياطة الجرح، وحسب موضعها في الجسم، قد تتسبب الخياطة الاقتفالية في ندوب دائمة، هذه الندوب التي تزداد سوءا وبشاعة كلما طالت مدة ترك الخياطة عالقة في الجسم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وبسبب خطر حدوث الندبات، يميل الأطباء عندما يتعلق الأمر بجراح على مستوى الوجه إلى تجنب اللجوء إلى الخياطة أصلا، وبدل ذلك يستعملون نوعا من الغراء الذي يتحلل ويزول بعد مدة معينة، حيث تتم صناعته من مركب كيميائي يعرف باسم (لاصق الأكيليت السيانيدي)، وهو تلك المادة اللزجة التي تدخل كذلك في صناعة الغراء السريع.
الخياطة العضوية:
قد تكون سمعت في وقت ما بتلك الخياطة التي تتحلل بعد مدة من وضعها على الجسم، إنها بالفعل موجودة وحقيقية، لكنها تستعمل فقط للحالات الخطيرة، أو في العمليات الجراحية حيث يحتاج الجراحون إلى القيام بعمليات خياطة داخل الجسم وليس خارجه، ومنه من غير المعقول أن يعيدو فتح ذات الشخص من أجل إزالة الخرزة أو الخياطة، لذلك يلجؤون لاستعمال خياطات خاصة تتم صناعتها من مواد عضوية قابلة للتحلل تصمم خصيصا ليقوم الجسم بامتصاصها.
قد يستعمل الأطباء هذه الخياطات الاقتفالية ”القابلة للإمتصاص من طرف الجسم“ لغلق جراح خارجية، إلا أنهم يلتزمون بالخياطة التقليدية معظم الوقت، ولذلك أسبابه الخاصة كذلك، منها نذكر:
– أن الخياطة الاقتفالية القابلة للإمتصاص قد تستغرق شهرا أو أكثر كي تتحلل كليا، بينما يلتئم الجرح في وقت أقل من ذلك بكثير، ومنه تجد نفسك عالقا مع خيوط على جلدك دون أي سبب.
– تسبب الخياطات الاقتفالية القابلة للإمتصاص الالتهابات بشكل أكبر من الخياطات العادية، كما أن الخياطات التقليدية تكون أشد قوة وإحكاما من نظيرتها المتحللة، مما يعني أن خطر إنفتاح الجرح مرة أخرى بعد خياطته يصبح ضئيلا معها.
لذا، إلا إن كانت الخياطة ستجرى على مستوى أعضائك الباطنية أو وجهك، نحن ننصحك باللجوء إلى الخياطة الاقتفالية التقليدية حتى وإن بدت إزالتها أمرا مؤلما، فهي أقوى وأكثر أمانا.