اعتمدت القيادة الجهوية للدرك الوطني بالناحية العسكرية
الرابعة، في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، نشر ما يقارب 1000 دركي عبر
الأسواق المتنقلة بخمس ولايات جنوبية هي "تمنراست اليزي أدرار ورقلة
وغرداية"، وقد تم رسم مخططات أمنية مركزة بهذه المناطق لتأمين الحركة
التجارية.
الغرض من العملية مواجهة عمليات تسريب مبالغ مالية من الأوراق
النقدية المزورة للأسواق الشعبية والحد من ظاهرة تسويق السلع المهربة غير
الخاضعة للجمركة، ومراقبة
مراحل إبرام الصفقات وإخضاع مبالغ محددة بـ 50 مليون سنتيم من السيولة
المكشوفة في الأسواق، للرقابة الالكترونية عن طريق مسح الأوراق النقدية من
فئة الـ 200 و1000 و2000 دج، عبر جهاز آلي يعمل ببطرية شحن كهربائي ويمكن
استعماله بسهولة عبر السدود والحواجز الأمنية بشبكة الطرق لكشف عمليات نقل
السلع وتداول الأوراق النقدية المزورة عبر الأسواق الواقعة بولايات الجنوب، أين يصعب التحكم في حركة نقل الأموال خاصة خلال الأعياد والمواسم الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى.
وتشير آخر الإحصائيات الميدانية لمصالح الدرك
الوطني بهذه الولايات انه تم تسجيل ارتفاع ملحوظ في وتيرة نشاط الشبكات
الإجرامية المختصة في تهريب البضائع وتسويق العملة المزورة بأقاليم الجنوب،
التي تتعرض منذ سنوات لعمليات نصب واحتيال من خلال استهلاك سلع غير أصلية
وتداول مبالغ ضخمة من العملة الوطنية المزورة من طرف تنظيمات إجرامية اختصت
في ميدان السوق السوداء بالعملة المزورة ونقل سلع مهربة غير مجمركة تأتي
من الدول المجاورة تزامنا والمناسبات الكبرى من خلال استغلال الظروف
الاستثنائية الحاصلة بالحدود الشرقية الجنوبية بغرض فتح ممرات جديدة لتهريب رؤوس الأموال والسلع المقلدة.
وتفيد
مصادرنا أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية من خلال تشديد الرقابة على
المعابر البرية والمسالك الصحراوية المرجح استغلالها، وتكثيف الدوريات ورفع
عدد السدود والحواجز الأمنية بشبكة الطرق الوطنية والولائية المؤدية إلى
المدن المعروفة بنصب أسواق البيع بالجملة، بالإضافة إلى تعزيز نظام
المداومة الأمنية عبر جميع الوحدات الإقليمية للدرك الوطني بولايات الجنوب
عن طريق وضع رقم أخضر مجاني هو 1055 تحت تصرف المواطنين لتقديم يد المساعدة
والرد على انشغالات الجميع على مدار الساعة ومن المتوقع أن تشهد أسعار
السلع الإفريقية وبالأخص الملابس الموجهة لأسواق الجنوب عن طريق المقايضة
ارتفاعا قياسي مقارنة بالسنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية خاصة بمدن وسط
الصحراء التي اعتمد سكانها طيلة العقود الماضية على اقتناء ألبسة تقليدية
كالبزام والدراعة وبعض الروائح والنعال الصيفية من أسواق المالي والنيجر.