نزل خبر وفاة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، كالصاعقة على الشارع الجزائري، بين مترحم عليه ومعز لعائلته، كما تذكر البعض أفضال الرئيس على الجزائر، ومن بينها أنه كان أول من رسم المسار الدمقراطي والتعددية الحزبية التي مرت بها البلاد بفضل قراراته، كما تقاطعت آراء الشارع حول مدى طيبة الرجل وتسامحه وقراراته التي كانت كلها خدمة لهذا الوطن.
نزل خبر وفاة الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، كالصاعقة على الكثير من الجزائريين ممن عايشوا فترة حكمه، يقول أحد المواطنين قائلا: "كان زمن الرئيس بن جديد الأكثر هدوءا والأكثر أمنا، ففي زمن الرجل كان الأمن هو ميزة الجزائر، فمن منّا لا يذكر أن باب منزله كان يتركه مفتوحا ليلا"، ليضيف قائلا: "لم نكن نسمع بأخبار اللصوص والمجرمين".
ويصف رجل آخر علّق على مقال "الشروق" أمس، قائلا : "لولا الشاذلي لما حصدنا التعددية الحزبية والسياسية، بن جديد اختار الضمير فكان له الاحترام والعرفان". ويتذكر مواطن آخر، كان حارسا في أروقة الجزائر زمن الثمانينيات قائلا: "في عهد الرئيس بن جديد لم تكن هناك ظاهرة الطوابير، كان كل شيء متوفرا، عشنا في بحبوحة مالية قبل أن تنهار الأسعار، لكن الذنب ليس ذنب الرجل، فالكل وقتها كان مسؤولا". من جهة أخرى، تذكر الكثير من قراء "الشروق" ومن المواطنين الحقبة التاريخية للرئيس السابق، الشاذلي بن جديد، في تعليقاتهم على النسخة الإلكترونية، مؤكدين أنه كان أبا التعددية والديمقراطية في الجزائر، وبأنه أول من وضع الجزائر في المسار الصحيح، وتذكر الكثير من القراء الخطابات السابقة للرئيس السابق بن جديد، والاهتمام الجماهيري بها.
وقال آخرون إن الرجل استطاع أن يسير واحدة من أهم وأصعب فترات الحكم في الجزائر، وهي فترة حكمه التي لم تشهد تعفنا سياسيا ولا قمعا داخليا للشعب، وعلق آخرون على البحبوحة المالية التي كانت تمر بها البلاد في فترة حكمه، حيث جاء تعليق أحد القراء قائلا: "أذكر أنه في عهد الرئيس السابق بن جديد عرفنا الموز، وكان جميع المواطنين سواء، لم تكن هناك فوارق في المجتمع كما هي الآن". ووصف الكثير من المواطنين أن الشاذلي بن جديد، كان أبا الديمقراطية في الجزائر، وهو عرّابها الأول، وقال أحد القراء قائلا: "يشهد لك التاريخ أنك أبو التعددية في الجزائر، ورضيت بما أفرزته صناديق الاقتراع، حتى وإن كان الفائزون هم الإسلاميين، وفي عهدك تحسنت ظروف معيشة الجزائريين، فندعوا الله أن يرحمك ويدخلك فسيح جناته"
وتحدث مواطن آخر تاركا تعليقه على مقال "الشروق" قائلا: "أقسم بالله يا إخوتى أنه لما سمعت ورأيت الرئيس بن جديد يقدم استقالته على المباشر، رأيت الأب الذي ترك أبناءه".
وقال مواطن آخر إن الرئيس بن جديد لم يتسرّع يوما في اتخاذ القرارات، بل كان يفكر جيدا فيما يفعل، لا يعقده أحد، كان يتقبل النقد بصدر رحب، وكان يعلم بأن رضا الناس غاية لا تدرك، وكان يحرص على أن الجزائر للجميع، لمحبيه وخصومه، يتعايش مع الجميع لا حقد ولا ضغينة، مقدرا حجم المسؤولية، ويكفي ما قاله فيه كبار علماء الأمة، إنه بحق من عظماء الجزائر.
ودعى المواطنون بالرحمة على أبي الديمقراطية في الجزائر. يقول أحدهم: "يستحق كل الاحترام والتقدير كرئيس دولة ورمز من رموزها، معروف بهدوئه وطيبة قلبه، نسأل الله أن يرحمه، وأن يواسي عائلته بالصبر والسلوان".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]