علامات ليلة القدر

علامات ليلة القدر وأهميتها وفضائلها وأعمالها .جعلنا الله واياكم من أهلها


كنا قبل فترة وجيزة نستقبل التهاني بقدومه وها هو قد شارف على الأنتهاء وبعد قليل سنستقبل العزاء برحيلة فمن فاته شئ فاليسارع الى المغفرة والعتق من النيران
[ البقرة :184] { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ }
فسبحان الله…

متى وقت ليلة القدر ؟


وردت أحاديث كثيرة في ذلك ، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله
: عليه وسلم
التمسوها في العشر الأواخر ، في الوتر
رواه البخاري ورواه مسلم

والمقصود بالوتر بالذات = يعني ليالي : إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين.
وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه : ( أنها ليلة سبع وعشرين ) واستنبط ذلك استنباطاً عجيباً من عدة أمور وهي كما في الرواية التالية :

ورد أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيراً .
ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر ، فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان .
فسأل ابن عباس عنها ، فقال : إني لأظن أين هي ، إنها ليلة سبع وعشرين , فقال عمر : وما أدراك ؟
فقال : إن الله تعالى خلق السموات سبعاً ، وخلق الأراضين سبعاً ، وجعل الأيام سبعاً ، وخلق الإنسان من سبع ، وجعل الطواف سبعاً ، والسعي سبعاً ، ورمي الجمار سبعاً . فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات .

ومن الأمور التي استنبط منها أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين هو أن كلمة (هي) من قوله تعالى : ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) ( هي الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر )


ولكن كل الاستنباطات هذه ليس عليها دليل شرعي ، فلا حاجة لمثل هذه الحسابات ، وبين أيدينا من الأدلة الشرعية ما يغنينا .


فالأرجح أنها قد تكون ليلة 21, أو 23 , أو 25 , أو 27 , أو 29 ( الأوتار من الليالي ) .

أهمية قيام ليلة القدر

أنها ليلة يحدد فيها مصير مستقبلك لعام قادم , ففيها تنسخ الآجال وفيها يفرق كل أمر حكيم
فاحرص أن تكون فيها ذاكرا لله ومسبحا له , أو قارئا للقرآن , أو قانتا لله , تسأله السعادة في الدنيا والآخرة

وإياك أن تكون فيها في مواطن الغفلة , كالأسواق :36_3_3[1] الملاهي :0040: ومجالس اللغو :4_1_102[1 فيفوتك خير كثير.

وقد أنزل الله تعالى في شأنها سورة تتلى إلى يوم القيامة ، وذكر فيها شرف هذه الليلة وعظَّم قدرها

: {إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَـمٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر
سبب تسميتها بليلة القدر

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى

سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف

وقيل القدر بمعنى القدَر - بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة ,
: (فيها يفرق كل أمر حكيم)

قيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
متفق عليه

قال الخليل بن أحمد : إنما سميت ليلة القدر ، لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة



علامات ليلة القدر وفضلها

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها )صلى الله عليه وسلم رسول الله
- رواه مسلم .
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ،
(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)
(القدر:4)
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ، فهي سلام كلها ،
{ سلام هي حتى مطلع الفجر}
ثبت من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال


ليلة القدر ليلة طلقة ، لا حارة ولا باردة ، تُصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة



ماذا نقول في ليلة القدر ؟


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول ؟ قال : قولي
( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني )
رواه الإمام أحمد ، والترمذي (3513) ، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح
ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها ,وقد أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها ، ويجدّوا في العبادة ، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها .


فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر ، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله .

قيام ليلة القدر يحصل بصلاة ما تيسر منها، وقيام ليلة القدر يكون إيماناً واحتساباً كما في قول النبي :‏ (إيماناً واحتسابا) أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه وطلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء أو نحوه .
فتح الباري 4/251 .

وأخيراً أذكر نفسي وإياكم

لا يلزم أن نعلم من أدرك وقام ليلة القدر أنه أصابها ، وإنما العبرة بالاجتهاد والإخلاص ، سواء علم بها أم لم يعلم .


وقد يكون بعض الذين لم يعلموا بها أفضل عند الله تعالى وأعظم درجة ومنزلة ممن عرفوا تلك الليلة وذلك لاجتهادهم , فلا يغترن الأنسان بنفسه فهذا ما حذرنا الله منه.
نسأل الله أن يتقبّل منا الصيام والقيام وأن يُعيننا فيه على ذكره وشُكْره وحُسْن عبادته .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين والصحابة والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

في الحديث القدسي يقول سبحانه
( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم )
أسأل الله أن يهدينا الى ما ينفعنا ويثبتنا على دينه الذى رضيه لنا


ولا تنسوا الدعاء لكل المسلمين حتي للمذنبين والتائهين وحتى غير المسلمين عسى الله أن يتوب عليهم ويهديهم أجمعين فان نبينا أرسل رحمة للعالمين أي المسلمين وغير المسلمين

أرجو من المشرفين التثبيت ان أمكن حتى نهاية رمضان لتعم الفائدة باذن الله



بعض المصادر:
لفضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله
لفضيلة الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله
موقع الايمان
للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله