بوسعادة عبر التاريخ

مدخل :
بوسعادة الجغرافية والمجتمع


1. التسمية
2. الموقع
3. المراحل التاريخية للمدينة
4. أصل السكان


1 ـ التسـمية
لقد اختلفت الروايات في صحّة تسمية مدينة بوسعادة ، فالشائع عند العامة أن هذا الاسم جاء من خلال حادثة وقعت قديما، وهي أن أحد الأولياء وعد نفسه بأن يطلق على القرية الناشئة أول اسم يسمعه في المنطقة. وصادف أن خادمة كانت تنادي كلبتها "سعادة" فسمعها الوليّ ومن هنا جاءت التسمية.
وتقول رواية ثانية إن سكان المنطقة احتاروا في تسمية المكان حتى أخذوا الفأل من قول المرأة التي كانت تنادي كلبتها "سعيدة، سعيدة " فسموا المنطقة بوسعادة السعيدة .
أما الرواية الثالثة فتفيد بأن مؤسسي هذه المنطقة لفرط ابتهاجهم وغبطتهم بهذا الموقع أطلقوا عليه "أبو السعادة" وبعد مرور الزمن تحوّلت الكلمة من"أبو سعادة " إلى "بوسعادة".
غير أن صاحب كتاب "إرشادات الحائر إلى ما علم من أحوال بوسعادة وأخبار سيدي ثامر" يرى رأيا آخر، ويقول بأن الرومان أثناء احتلالهم للمنطقة بنوا قصرا وأطلقوا عليه اسم "بفادة" على اسم قسيس روماني. ولعل » من هذا الاسم "بفادة " أخذ اسم بوسعادة حين قدم إليها العرب فحوّلوا "بفادة " إلى بوسعادة مطابقة للغتهم « .
هذه إذاً كل الروايات التي يمكن أن يستدل من خلالها على صحة التسمية، وإن كانت الروايتان الأولى والثانية متقاربتين، فإن الروايتين الثالثة والرابعة متباعدتان. وإنه لمن الصعب الجزم في صحّة رواية دون أخرى، حتى إن الفرنسيين أثناء احتلالهم للجزائر لم يتمكّنوا من الاهتداء إلى الرواية الصحيحة . فلقد كتب الرائد "كوفي " ـ ضابط فرنسي ـ وثيقة تحدّث فيها عن الاحتلال الروماني لبوسعادة. ولم يظهر اهتمامه بسبب التسمية، يقول : »لن أولي اهتماما للأصل العربي لاسم مدينة بوسعادة « ويتابع قوله » يبدو أن أمة –خادمة- كانت لها كلبة تناديها : سعادة ، كانت سببا في إطلاق الاسم على المدينة « . إن كلمة " تبدو"، تدل دلالة واضحة عن عدم اهتمام كوفي بالتسمية.
2 ـ الموقــع:
تقع بوسعادة في الجنوب الشرقي للبلاد على بعد 248 كلم من الجزائر العاصمة، وتقع في نقطة التقاء الإحداثيات الجغرافية التالية : 11 - 4°على خط الطول الشرقي و13 - 35° على خط العرض الشمالي كما تقع على ارتفاع يبلغ 560 م بالنسبة لسطح البحر.
تعدّ بوسعادة ملتقى طرق حقيقي، يربط البحر المتوسط بالصحراء، كما يربط منطقة الزيبان بساحل الجزائر العاصمة، وكذا منطقة المزاب بقسنطينة.
وهي دائرة تابعة لولاية المسيلة التي تبعد عنها بـ 68 كلم . يحدها من الشمال بلدية أولاد سيدي إبراهيم، ومن الشمال الشرقي بلدية المعاريف، ومن الشرق بلدية الحوامد، ومن الغرب بلدية تامسة ومن الجنوب الشرقي بلدية ولتام، ومن الجنوب الغربي بلدية الهامل.
تغطي بوسعادة مساحة إجمالية تقدر ب 255 كم2، عدد سكانها 102,244 نسمة (إحصائيات 1998). تحيط بالمدينة جبال وأودية، من أشهرها ، جبل كردادة من الجنوب وعز الدين من الشمال، وينساب أسفلها من الجنوب الغربي في شكل حزام واديها المسمى واد بوسعادة أو واد درمل. ومن الشمال الشرقي واد ميطر. كما تطوقها من الجنوب الشرقي كثبان رملية.
تزين المدينة بساتين تنتشر على ضفاف وادي درمل، تشتمل على أنواع عديدة من الأشجار المثمرة من أشهرها النخيل والتين والمشمش، وإلى جانب الأشجار تشتهر بوسعادة بزراعة الحبوب خاصة القمح والشعير.
3 ـ المراحل التاريخية للمدينة
تشير الدراسات إلى أن بوسعادة كانت معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ، إلا أنها لم تكن معروفة بهذا الاسم في ذلك العهد. فلقد تمّ العثور على بقايا جثث حيوانات يعود تاريخها إلى العهد الإيبيروموريزي، أي منذ حوالى ثمانية آلاف أو عشرة آلاف سنة.
كذلك فقلد وجدت رسوم صخرية في سلسلة "جبل سلاّتْ" الذي يبعد عن مدينة بوسعادة مسافة 4 كم وهي رسوم تعود إلى عصر ما قبل التاريخ. يقول كوفي: » إن بوسعادة ليست تأسيسا عربيا، فقد كانت موجودة من قبل، منذ تواجد الرومان وبلا شك قبل مجيئهم بكثير« .
ونشير إلى أن المدينة عرفت في هذا الوقت تواجد قبيلة من قبائل البربر الزناقية تسمى بنو برزوال أصحاب حصن القليعة في "جبل سلاّتْ" .
وفي سنة 146 قبل الميلاد المسيحي استولى الرومان على الجانب الشرقي من تراب الجزائر وبعد أن بسطو سلطانهم أخذوا في التوسّع إلى أن وصلوا بوسعادة ونواحيها إلى جبل العمور، وبنوا مراكز حربية في جميع المواضع التي بها ماء. وبعد مرور فترة من الزمن، انهارت دولة الرومان بعد أن هجم عليهم الوندال وكان ذلك سنة 431 م، فخرّبت بوسعادة وانقضت أيام الرومان فيها. وفي سنة 534م قدم البزنطيون في جيش عظيم ونسفوا الوندال، وأخذوا في النهب والسلب، وظلت أرض الجزائر في خراب وظلام إلى أن جاء الفرج سنة 648م عندما أمر الخليفة عثمان بن عفان القادة المسلمين بالتوجّه إلى أفريقية، وبعد حروب دامية تمكّن المسلمون من الانتصار وبسط وجودهم .
وفي سنة 713م فتح المسلمون الأندلس وارتحلت قبيلة بني برزال التي كانت تسكن مدينة بوسعادة إلى الأندلس، فظلت المدينة زمنا طويلا من غير سكان إلى أن جاءت هجرة الهلاليين سنة 1051م. فلقد جاء العرب الهلاليون النازحون من شبه الجزيرة العربية إلى صعيد مصر ثم إلى برقة فأفريقية إلى أن انتشروا في التراب الجزائري، في الزاب والحضنة وبوسعادة، حتى جبل العمور، كما نزل بعضهم بالتلال بنواحي قسنطينة وعنابة ثم تلمسان فإلى المغرب الأقصى.
وبعد توافد الهلاليين رجعت الحياة تدب من جديد على أرض بوسعادة فذهب الناس يؤسسون البنيان ويزرعون الأراضي ويرعون المواشي. وبمضي فترة من الزمن شهدت بوسعادة تدفق أناس قدموا إليها من مختلف الجهات، منهم قبيلة البدارنة وهم من قبائل سليم، فبنوا مدشرا قبلة الوادي، وظل معروفا باسمهم إلى الآن (الدشرة القبلية) ومنهم أيضا قبيلة الصحاري وهم من قبائل بني هلال بن عامر. وهكذا توافد الناس على بوسعادة من مختلف القبائل والنواحي. وكان ممن أمّها الولي الصالح سيدي سليمان بن ربيعة الذي نزل بالمكان المسمى " لُعْوَيْناتْ" بنى فيه منزلا وأسس زاوية لتعليم القرآن الكريم. اشتهر هذا الرجل بالحكمة والتقوى والعلم. فالتفّ حوله الكثير من طلاب العلم، وأجمعت العامة على حبّه واحترامه وتعظيمه.
وفي حدود سنة 1394م قدم على سيدي سليمان الولي الصالح الشيخ سيدي ثامر وكان معه سيدي دهيم وسيدي ميمون، فتلقاهم سيدي سليمان بالترحيب والتكريم. أخذ سيدي ثامر يتقرب من سيــدي سليمان حتى أصبح تلميذه الذي لا يفارقه، ولـما كثُر اتباع سيدي سليمان أشار عليه تلميذه سيدي ثامر، ببناء مسجد يجمع الناس في الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، فوافق الجميع على هذا الاقتراح بعد موافقة سيدي سليمان ، فخرج سيدي ثامر ومعه سيدي دهيم وجماعة من اتباع الشيخ لاختيار مكان يبنون فيه المسجد، فوقع اختيارهم على موضع قرب عين -عنصر ماء- وبنوا المسجد المعروف باسم مسجد أو "جامع النخلة " الذي لا يزال قائما إلى يومنا هذا. وإلى جانب المسجد بنى سيدي ثامر منزلا له. ويقال إنه وبعد الانتهاء من بناء المسجد والمنزل أقام سيدي ثامر احتفالا لتدشين المسجد، وحضره الشيخ سيدي سليمان وسيدي دهيم وسيدي ميمون والولي الصالح سيدي عطية بن بلقاسم الشريف والولي الصالح سيدي محمد الأبيض المعروف بالطير الأبيض، وكثير من الأعيان النازلين في ضواحي بوسعادة في ذلك العهد.ولما انتظم المجلس قام الشيخ سيدي سليمان فدعا لسيدي ثامر بالبركة.
وفي ذلك العهد كان وادي بوسعادة تحت سلطة رجل يدعى بن هّاس، كبير قبيلة البدرانة. توجه إليه سيدي سليمان وسيدي ثامر وطلبا منه أن يتنازل لهما على الوادي، فوافق الرجل شريطة أن يقبض قدرا من المال، فكان له ذلك وصار الوادي ملكا لسيدي سليمان وسيدي ثامر ولأولادهما من بعدهما.
وفي سنة 1849م دخلت الجيوش الفرنسية مدينة بوسعادة وذلك بعد مقاومة شديدة من الأهالي فلقد » دامت المعركة الحاسمة 36 ساعة تجابه فيها الجيش الإفريقي مع سكان بوسعادة، ولكن النصر كان حليف النقيب "بان Pein " الذي تمت ترقيته بالمناسبة إلى رتبة عقيد ، غير أن سكان الواحة قد سجلوا عهدا تاريخيا لمدينتهم سيظل مرسوما على صفحات الكفاح التاريخي بقيادة زعماء مصممي العزم مثل ابن شبيرة« .الذي توفي في تونس سنة 1851 .
4 ـ أصل السكان :
ينحدر سكان مدينة بوسعادة من أصول مختلفة ، ففيما سبق أشرنا إلى أن الهلاليين وصلوا إلى بوسعادة وأقاموا فيها ، وهذا معناه أنهم يشكلون جزءا من التركيبة البشرية ، كذلك فلقد أشرنا إلى قدوم الولي الصالح سليمان بن عبد الرحمن الملقب ربيعة الشريف العبد الرحمي البوزيدي الادريسـي الحسيـني .
تذكر الروايات أن قدومه كان من الساقية الحمراء . ولقد ترك هذا الولي الصالح ابنا واسمه يحي كل ما ذكر عنه أنه كان يتعبد فى جبل قبلة وادي بوسعادة . أما عن أولاده فلم تذكر لنا الروايات شيئا من ذلك. إلى جانب يحي كانت لسيدي سليمان بنتا اسمها فروجة الشريفة، قد تزوجها سيدي ثامر.يرى صاحب كتاب »رماح الأشراف فى نحو أهل الحسد والخلاف« أن سيدي ثامر من الأشراف فهو »ثامر بن محمد بن عبد الرحمن بن سالم بن أمليك بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن عبد الواحد الليث بن عبد الكريم بن عمر بن محمد بن علي بن رمضان بن موسى بن عبد السلام بن مشيش « وهذا الأخير ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما . إلا أن يوسف نسيب يرجح أن يكون ثامر من الساقية الحمراء. وفى ندرة المعلومات يبقى نسب سيدي ثامر مجهولا . لكن الشيء المعروف أنه انجب من زوجته فروجة ببوسعادة ثلاثة أولاد وهم : أحميدة وحركات وعتيق . ومنهم تفرعت الأولاد وصاروا أربع فرق : أولاد أحميدة والقصر والعشاشة وأولاد عتيق. وإذا كانت الروايات قد أهملت ذكر حركات وعتيق ولم تتعقب أخبارهم، فإن أحميدة قد حظي بالاهتمام. يذكر صاحب إرشادات الحائر أن من ذرية أحميدة، ثامر الذي خلف خمسة أولاد هم : خليفة، إبراهيم، أحميدة، محمد، وبلقاسم. وترك خليفة فرعين، الحاج محمد الملقب لقرادة والحاج أحمد.
تفرّعت عن الحاج محمد لقرادة أربع عائلات:
عائلة بلقاسم بن لقرادة.
عائلة محمد لقرادة.
عائلة أحمد بن لقرادة.
عائلة عيسى بن لقرادة.
وتفرّعت عن الحاج أحمد ثلاث عائلات:
عائلة الحاج محمد.
عائلة بن شبيرة.
عائلة الصالح بن علية .
وترك إبراهيم الابن الثاني لثامر ثلاث عائلات:
عائلة دار سي إبراهيم.
عائلة سي محمد البله.
عائلة سي أحمد الملقب الزحي.
أما أحميدة بن ثامر فقد تفرعت عنه ست عائلات :
عائلة أحمد بن محمد . وهؤلاء يتواجدون فى الحي المسمى بالدشرة القبلية.
عائلة محمد الملقب جوه.
عائلة دار الجمعي.
عائلة دار الموفق بن أحمد.
عائلة الفضيل بن بلقاسم
عائلة بيت المداني، وهذه العائلة تسكن فى الأغواط .
أما عائلة محمد بن ثامر فهي كالآتي:
عائلة محمد بن عبد الرحمن.
عائلة الشويخ.
عائلة الحاج السعيد.
عائلة محمد بن عبد الله بلباس.
عائلة دار البشير.
و أخيرا بلقاسم بن ثامر، الذي تفرعت عنه أربع عائلات:
عائلة دار عامر.
عائلة دار هني.
عائلة دار مناد.
عائلة دار بن عزوز.
ويلحق هذه العائلات، عائلات ليست من أولاد سيدي ثامر، لكنهم حلفاء لهم ومجاورين لهم من قديم الزمان، من هؤلاء عائلة الحطاطبة وجدهم السيد محمد الحطاب، أصله من البيض سيدي الشيخ وهم ثلاث عائلات :
عائلة عمر بن الحطاب.
عائلة الحاج محمد بن الحطاب.
عائلة دحمان بن الحطاب.
و من العائلات الأخرى التي يتشكل منها المجتمع البوسعادي، عائلة أولاد محمد بن عبد الله المدعو سيدي نائل ونسبه هو » نائل بن أحمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن علي بن ريسون بن عبد السلام بن منصور المدعو مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سالم بن مروان بن حيدر بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى ابن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب « وهناك رواية أخرى تذكر أنه محمد بن عبد الله …و هذا هو الاسم الذي استقر فى أذهان الناس عبر الأجيال حتى أصبح يدعى بالحرف العامي » محاد بن عبد الله« ومحاد فى العرف العامي هي محمد مثل مصفى اختصار لمصطفى. وهناك من يقول إنه ينتسب إلى علال بن عبد السلام ، وليس لريسون، ومهما يكن فإن كل الروايات ـ المدونة والشفوية ـ تتفق في شرفه وهذا الذي أكده شاعر النائليين ، عبد العزيز بو لفعة حيث يقول :
أنا شريف والشريف في نسله غالي حشمتك يا أحمد تضمنهالي
أما كلمة نائل فهي لقب لقبه أحد الصالحين وأنه لا يخفى أن اللقب هو ما اشعر بمدح أو ذم، وهذا اللقب من الألقاب المادحة لأنه منقول من اسم فاعل نال ينال فهو نائل، واللقب والكنية يفيدان التعظيم، أما اللقب فبدلاله الفظ على المعنى كهذا اللقب وكزين الدين، وأما الكنية فمن جهة عدم التصريح باسم، ثم إن اللقب والاسم تارة يجتمعان قيؤخر اللقب عن الاسم غالبا كما يقال: عثمان ورش. وتارة يهجر الاسم ويقتصر على اللقب كزين العابدين واسمه علي ونائل واسمه محمد وتلقيبه بنـائل أنه نـال الخير بخدمة الصالحين ومحـبتهم والصدق في مـوالاتهم وكمال مودتـهم و من أحب الصالحين بنية صادقة عادت عليه سوابع بركاتهم .
وعن عصره، فيذكر صاحب مخطوط تحفة الأفاضل فى ترجمة سيدي نائل الرواية الآتية: » وأما عصر تاريخ سيدي نائل فالذي تلقيناه عن شيخنا محمد بن أبي القاسم وغيره من الثقاة أن سيدي نائلا تلميذ أحمد بن يوسف الراشدي دفين مليانة ، وكانت وفاة أحمد بن يوسف سنة 923 هـ . فيكون سيدي نائل على هذا من أهل المائة العاشرة بلا ريب« . ويذكر السعيد بن عبد السلام أن سيدي نائل ولد في » واد غير« قصر بقيق بالمغرب الأقصى حوالي 973 هـ .و من خلال الروايتين يكون نائل قد عاصر الدولة السعدية بالمغرب .
تتفق الروايات على أن نائلا نزل بعين الريش، وهي بلدة تقع غرب بوسعادة، تبعد عنها بحوالي 60كم . ومن هذه البلدة الشريفة انتشر أولاده - وما تفرع عنهم من فرق وأفراد - في ثلاث ولايات : المسيلة الجلفة وبسكره وقلة في ولايتي ورقلة والأغواط .
أما عن عدد أبنائه فقد اختلف الرواة، فمنهم من ذكر أن له ثلاثة أبناء، ومنهم من ذكر أربعة ومنهم من ذكر خمسة، إلا أننا نذكرهم بصفة عامة حسب ما ورد عند الرواة .
أولا : أمليك بن نائل. تقد ورد في مخطوط " تحفة الأفاضل في ترجمة سيدي نائل " أن أمليك هو أحد أبناء نائل وأصل مليك أنها » بضم أوله وفتح ثانيه والظاهر أنه مختصر من عبد الملك كعزوز من عبد العزيز ….و هو اختصار شائع في عرف المغاربة كثير في لغاتهم …..« فيما يرى بن المبارك الثامري خلاف ذلك فيما يخص نسبة مليك فيقول هو » ابن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن الليث بن عبد الكريـــم
ابن عمر بن محمد بن علي بن موسى بن عبد السلام بن مشيش « . و مهما يكن سواء أكان مليك وأبناؤه ينتسبون لنائل بالنسب أو الولاء ، فإن لهم دورا فعالا في الأسرة النائلية. وتؤكد الروايات أن مليكا بن نائل أنجب ابنا واحد هو سالم، وهذا الأخير بدوره له أربعة أبناء هم :
عبد الرحمن وعامر ويحي وسعد.
عبد الرحمن بن سالم له ابن واحد يدعى محمد، والذي له ثلاثة عشر ابنا من ثلاث نساء: أولهن : ثليْجَة ولدت منه خمسة أبناء هم : لغويني، أحمد، طُعبة، شتوح، مزوز.
ثانيتهن: ضباء، ولها منه خمسة أبناء هم: عبد القادر، بوعبدالله، دَيدِينَة، وموسى وقيطون. وآخرهن : أم هانيء، ولها منه ثلاثة أبناء: ثامر، أحمد وعثمان .
سعد بن سالم بن مليك، وله ولدان، أحمد وعلي، ومن هذين الابنين فرق وبطون كثيرة .
يحي بن سالم بن مليك، ونجم عنه ثلاث فرق منهم أولاد بوزيد .
عامر بن سالم بن مليك، وله ابن واحد .
أما مضارب بني مليك بن نائل فهي الجلفة وما يحيط بها، باستثناء أبناء عامر بن سالم بن مليك، فإنهم ينتشرون في بوسعادة وما جاورها.
ثانيا: زكري بن نائل، تؤكد الروايات أنه ابنه بينما يرى صاحب مخطوط "رماح الأشراف في نحور أهل الحسد والخلاف" خلاف ذلك، ويقول» ثم أختلف فيه، قيل إن زكري بن نائل وقيل زكري بن عبد الله بن ناصر بن عيسى بن موسى أصلهم من طرابلس وبعضهم في الصحراء وهم أولاد علي بن مولانا إدريس« .
أولاد زكري هم : أولاد خالد وأولاد رابح وأولاد سليمان. وهؤلاء ينتشرون في بوسعادة وبن سرور والزرزور والجب وعين فارس وبعضهم في أولاد جلال وسيدي خالد بولاية بسكرة .
ثالثا : عيسى بن نائل : تؤكد الروايات أنه أحد أبناء نائل، وله من الأبناء ثلاثة، عطاء الله، دغمان أو دقمان ،و يحي. وأضاف صاحب مخطوط رماح الأشراف في نحور الحسد والخلاف أن له ولـدا آخر يدعى ساسي. وقال بالحرف العامي »اسم ساسي، عبد الغني وإنما ذهب إلى القبلة يطلب فسمى ساسي «. أما مضاربهم فبالجلفة ومسعد وأولاد جلال والأغواط، باستثناء أولاد عماره وأولاد قرونة وأولاد محمد بن لمبارك فهم في بوسعادة وجبل أمساعد.

رابعا : يحي بن نائل : تؤكد الروايات أنه ابنه، ومن أبنائه :
أحمد بن يحي. هو جد أولاد أحمد بن يحي وهم يتفرقون إلى فرق، منها أولاد لبصير أولاد اربيعي وأولاد رقيق وأولاد عبد الوهاب وأولاد علي، وهذه الفرق مسكنها الأساس بلدية عين الملح ومنهم عائلات تسكن بوسعادة .
إبراهيم بن يحي بن نائل: وهو جد أولاد عيفة وهؤلاء يقطنون بدار الشيوخ بالجلفة .
خامسا: أحمد فكرون بن نائل: تذكر الروايات أن أحمد فكرون ابن نائل، إلا أن هناك من شكّك ورأى بأنه ابن يحي بن نائل ، وعند التحقيق ثبتت بنوة أحمد فكرون لنائل، وأنه أخو يحي وليس ابنه وذلك لأن يحي له ابن اسمه أحمد، ولا يعقل أن يكون له ابنان بتسمية واحدة وهي أحمد، أما سبب تسميته بفكرون، فيرى أن نائلا لما أراد الحج ترك زوجته حاملا، وأوصى برعاية الجنين وقال »تـْهَلاّوْ بَالْفْكَيْرِينْ إِللِّي فِى بَطْن أُمُه « وكلمة فكيرين، تصغير لكلمة فكرون، وتطلق تحبيبا أو تدليعا، لذلك غلبت تسمية فكرون بدل أحمد، وأصبح أبناؤه يعرفون بأولاد فكرون ابن نائل، أما أبناؤه فهم ثلاثة :
ابن زريقة. واسمه الحقيقي إبراهيم وهو دفين السمارة، ابناؤه يتوزعون بين السماره وجبل أمساعد وبوسعادة .
برق الليل. اسمه الحقيقي علي، ترك أسرة واحدة هي بيت أولاد محمد الذين يعرفون بأبناء جعيمةمحمد. وهو جد أولاد عبد العزيز، ويذكر أن من البيوت التي تنتمي إليه بيت قدور وبيت عمر.
هؤلاء إذاً أولاد نائل حسب الروايات. أما وفاته فيذكر صاحب مخطوط كتاب الأنوار في تحقيق نسب نائل، أنه »توفي بقرب الحضنة بموضع يقال له حمادة سيدي نائل ، وليس عليه شهد ولا قبة، ولعــل ذلك بوصية منه لأنه كان ممن لا يريد الشهرة « .
ومن الفرق الأخرى التي تسكن في بوسعادة الشرفة ، وهؤلاء ينحدرون من سيدي عبد الرحيم بن عبد الله بن سيدي بوزيد بن علي، وسيدي بوزيد بن علي يتصل نسبه بمؤسس الدولة الإدريسية بالمغرب. وتقول الروايات إن سيدي بوزيد بن علي رجل صالح وعالم جليل درس في فاس وأكمل دراسته بمعاهد الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وبعد الدراسة توجه إلى نشر الإسلام في غرب المغرب، وبعدها انتقل إلي الجزائر وانتهى به المقام في جبل راشد من سلسلة جبال لعمور قرب آفلو، وتزوج من أهل الجهة .
ترك سيدي بوزيد بن علي أربعة أولاد هم : محمد ، عبد الله ، علي، عبد الرحمن، ومنهم امتدت الفروع في أماكن عديدة من الوطن الجزائري .
وتقول الروايات إن أحفاد سيدي بوزيد لما قل شأنهم وضعف سلطانهم في المنطقة بسبب ما دُسَّ لهم من مكائد ، قرروا الرحيل حتى وصلوا المنطقة التي تسمى الآن بالهامل.
ترك سيدي عبد الرحيم بن عبد الله ولدين هما سيدي أيوب وسيدي أحمد ، ومنهما تفرع السكان الذين نجد منهم عدد كبير في بوسعادة .
يتفرع الشرفة اليوم إلى خمس فرق :
أولاد سيدي أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الله بن سيدي بوزيد.
أولاد سيدي علي بن عبد الرحيم بن أيوب بن عبد الرحيم بن عبد الله.
أولاد سيدي بلقاسم بن علي بن عبد الرحيم بن أيوب.
أولاد سيدي أحمد بوعدي الذي ينتهي نسبه إلى عبد الرحيم بن عبد الله.
أولاد سيدي أحمد البكاي الذي ينتهي نسبه إلى عبد الرحيم بن عبد الله.
إضافة إلي هذه الفرق فإن بوسعادة تسكنها فرق أخرى ، كالحملات والمراكسة وغيرهما. وهؤلاء لم أهتد إلى أصولهم.