[وان الياس لمن المرسلين [23] وادا قال لقومه الا تتقون [124] اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين ]
وقال تعالى :سلام على ال ياسين ] والعرب تلحق النون في الاسماء كثيرا وتبدلها من غيرها كما تقول:اسماعيل واسماعين واسرائيل واسرائين والياس والياسين
وهو الياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون } على ما ذكره ابن جريرالطبري في تاريخه واختاره فهو من ذرية {هارون} عليه السلام الى ان ينتهي نسبته صاعدا الى ابراهيم الخليل صلوات الله عليهم اجمعين ومن المقطوع به انه من انبياء بني اسرائيل .
قام الياس عليه السلام يدعو بني اسرائيل لعبادة الله وحده ونبذ ما كانوا عليه من عبادة الاصنام والتقرب للاوثان فمازال يدعوهم ما قامت به قدماه ونطق لسانه ونبض جنانه مع ردئه اليسع الذي كان يصدقه ويدور معه حيثما دار فما يئس عليه السلام من رفضه وصده وعنادهم وعتوهم فقام في محراب االالوهية ودعا في ميدان القدسية فقال :اللهم ان نبي اسرائيل قد ابو الى الكفر بك والعبادة لغيرك فغير ما بهم من نعمتك وحول عنهم ءالائك فاوحى الله اليه :ان جعلنا امر ارزاقهم بيدك فانت الذي تامر بذلك فما شئت من رزقهم فصرفه , وما شئت عنهم فصرفه ,فقال الياس :اللهم فامسك عليهم المطر , فحبس عنهم ثلاث سنين ’ حتى هلكت الماشية والشجر , وهلك الزرع وجف الضرع وجهد الناس جهدا شديداو ولما دعا عليهم استخف عن اعينهم وكان ياتيه رزقه حيث كان فكان ابن اسرائيل كلما وجدوا ريح الخبز في دار قالوا هنا الياس فيطلبونه وينال اهل المنزل منهم شر , ثم ان الياس قال لبني اسرائيل اذا تركتم عبادة الاصنام دعوت الله ان يفرج عنكم , فاخرجوا اصنامهم ومحدثاتهم حتى ملاو بها الصحاري والوهاد وقطعوا بها الطرقات وقد جعلوا على راسها كبيرها بعلا فقال لهم عليه السلام {تدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين} ثم دعا الله لهم ففرج عنهم واغاثهم فحييت بلادهم وعم الخير وطاب العيش وزكت الزروع وانتفخت الضروع واينعت الدنيا بعدما نعت واخضرت بعدما ضرت .لكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا , فلما راى الياس منهم دعا ربه ان يقبضه اليه فقبضه ورفعه وكان دلك في عقب انتهاء ملك سليمان بن داوود عليه السلام