جمعية عيسى بسكر لترقية ثقافة الطفل

نشأت " جمعية عيسى بسكر لترقية ثقافة الطفل " كذكرى
لعيسى بسكر اعترافا بإنجازاته الخيرية لصالح الشبيبة الجزائرية عامة،
والبوسعادية خاصة. هذه الأخيرة التي خصها بجزء كبير من حياته خدمة لترقيتها
على الصعيدين، التربوي والثقافي، وهذا أثناء حقبة الاستعمار المظلمة، حين
كان الشعب الجزائري ضحية محاولة إخضاع ومحو الشخصية الثقافية، وأيضا غداة
الاستقلال. فلم يدخر عيسى بسكر أي جهد لإكمال المهمة النبيلة التي أنيطت
به.

ولد عيسى بسكر عام 1908م في عائلة مثقفين
محافظين، فتأثر بالمسار الثقافي لوالده محمد بسكر الذي تتلمذ على يد الشيخ
عبد الحميد بن باديس، وكان يوقع ما ينشره على صحف ومجلات جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين (الشهاب، البصائر...) بالاسم المستعار"البوسعادي
الماضي"، كناية عن الموس البوسعادي الحاد ليشعر القارئ بحدة الشعب الجزائري
في الحفاظ على هويته العربية الأمازيغية المسلمة التي كان المستعمر يحاول
تشويهها.

كان عيسى بسكر من خريجي مدرسة المعلمين
ببوزريعة(الجزائر العاصمة)،دفعة 1926-1929، وقد درس على التوالي
بِ:الطاهير(إلى غاية 1932)، عين الديس (1932-1936)، بوسعادة (1936-1940)،
الجزائر(1940-1942)، عين الحجل(1942-1945)، الجزائر كمعلم بمدرسة ساروي
ومفتش لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين(1945-1947)، حول اخيرا إلى
بوسعادة عام 1947 كأول مدير جزائري للمدرسة الابتدائية " Lucien Chalon
"(سيدي ثامر حاليا) التي تحتوي أيضا مستوى تكميليا .

راهن عيسى بسكرعلى تمدرس مكثف لأطفال بوسعادة، وحذا حذوه في هذه المهمة
الشاقة مجموعة من المعلمين المتفانين الملتزمين، أمثال: محمد بن عزيز (سي
بلمهدي)، محمد البوطي ،المسعود (عبد القادر) عبد اللطيف ، ثامر عبد اللطيف ،
محمد قيرش ، عيسى بيوض ، عبد القادر بن رعاد ، العربي بن سلامة ،
وجزائريون آخرون من مدن أخرى، مثل : علي تومي والأخوين عزوق على الخصوص. إن
النشاطات الفعالة لهؤلاء الوطنيين المربين الملتزمين المتفانين، قد أعطت
النتائج المرجوة من مساهمتهم في إبراز أحد قادة الثورة الجزائرية (أول
نوفمبر 1954)،المتمثل في شخص الرئيس الراحل محمد بوضياف الذي كان من
التلاميذ القدامى لعيسى بسكر بمدرسة Lucien Chalon وآخرين كثيرين من إطارات
جيش وجبهة التحريرالوطني. عكف عيسى بسكر بعد الاستقلال- حين خروجه إلى
التقاعد من آخر منصب إداري شغله كأمين عام لوزارة الحبوس- على بناء المعهد
الاسلامي(ثانوية أبي مزراق حاليا) الذي ترأس أول إدارة له.

لدى الكثير من الإطارات البوسعاديين تكوين عال، وهم موزعون في أنحاء الوطن
وفي الخارج و أغلبهم مدينون إلى مشاركة أوليائهم وإلى المعرفة التي كانت
تدرس باستفاضة في" المدرسة البوسعادية " المنشأة والمنشطة، أثناء الحقبة
الاستعمارية الحالكة ، من طرف مجموعة مربين وطنيين، أبت جمعية عيسى بسكر
لترقية ثقافة الطفل إلا أن تحتفي بذكراهم محاولة نشر أعمالهم عبر مركزها
الثقافي الذي يؤمه تلاميذ المدارس ومراكز التكوين ببوسعادة.

يقدم، مركز "جمعية عيسى بسكر لترقية ثقافة الطفل"، دروسا في اللغتين
الفرنسية والإنجليزية ، الموسيقى، الرسم والأشغال اليدوية.كما تنظم في
مكتبة المركز المجهزة بما يحتاجه الطفل من كتب أغلبها مدرسية وثقافية،
نشاطات لتحبيب القراءة وتحسينها والتدرب على فن الخطابة والإلقاء ويتلقى
الأطفال بها مبادئ فن التمثيل.

تحيي الجمعية
منذ تأسيسها ذكرى اليوم العالمي للطفولة في أول جوان من كل عام.و قد صادفت
هذه المناسبة عام 2007الذكرى المائة والخمسين لإنشاء مدرسة "" Lucien
Chalon . نظمت التظاهرة في ساحة المدرسة بحضور أكثر من ألف شخص من بينهم
أولياء التلاميذ وأسر كثيرة من المدينة. و في عام 2008، نظمت في ثانوية أبي
مزراق الذكرى المئوية لميلاد عيسى بسكر وحضرها عدد كبير من العائلات
البوسعادية المعجبة بالبرامج الثقافية المتنوعة،المقدمة من طرف أطفال
المركز. و بعد كل تظاهرة،يوجه المدعوون لمعرض صور أقسام التلاميذ القدامى
(إناثا وذكورا)، وكذا أعمال فنية منجزة من طرف أطفال المركز. يشهد الحضور
الكثيف للعائلات البوسعادية على مدى الاهتمام الذي توليه هذه الأخيرة
للماضي والمستقبل الثقافيين لبوسعادة.

في كل سنة،
وبمناسبة العيد العالمي للطفولة،يعبر أطفال المركز عن عرفانهم بالجميل
لواحد من المربين الذين انتموا للمدرسة البوسعادية.بناء على هذا سيحتفل في
شهر جوان من هذه السنة 2009 بذكرى محمد بن عزيز، أحد رفقاء عيسى بسكر،
وذكرى التلميذات اللواتي درسن في"مدرسة بلاطو للبنات" (Ecole des filles du
Plateau)(ابن خلدون حاليا)، فمن بينهن الكثيرات هن جدات للعديد من أطفال
المركز.

إنّ "جمعية عيسى بسكر لترقية ثقافة
الطفل" ومن خلال مركزها المسير والمنشط بعزم وتفان من طرف مربين محترفين من
بوسعادة، ترجو أن تكون الوارث بجدارة لـ: "المدرسة البوسعادية " حتى
تواصل بناء أجيال مثقفة، سوية، معتزة بانتمائها إلى بيت ثقافي لمع دائما في
" مدينة السعادة ".

كما ترجوأن يكون هذا
الموقع منتدى ومكان تلاق لكل البوسعاديين وأحباب مدينة السعادة أينما
كانوا، حتى يتم نشر العادات الثقافية للمدينة، والسماح لأطفالها -على
الخصوص- بالسعي قدما بروح التفاني نحو ما يجب أن يكون عليه رجل الغد من
تفتح وازدهار.

مبادارة رائعة من جمعية عسى بسكري
شكرا لك على النقل اخي كريم

» بوسعادة ثقافة وتاريخ
» الحاج المهدي يقرر حل جمعية المقاصد الخيرية
» جمعية الشلف بطل الجزائر °° الف مبروك
» محضر جمعية عامة استثناية *امل بوسعادة
» ثقافة الأنسنة،وتكريم للانسان ...شرعها "الاسلام"..وتحققت في غير المسلمين؟؟؟