اضطر
مصلون ليل الاثنين الثلاثاء إلى قطع صلاة التراويح والهروب من مسجد
الهداية فى مدينة باجة، بعد أن تطورت مناوشات داخل المسجد بين فصيلين من
السلفيين إلى اشتباكات، تم خلالها استعمال الغاز المسيل للدموع والسلاح
الأبيض، بحسب وكالة الأنباء التونسية.
وقالت الوكالة "إن الخلاف نشب بعد "إقدام مجموعة من المصلين (السلفيين)
على الإفطار داخل الجامع قبل أذان المغرب بدقائق اقتداء بأحد المفكرين
المشرقيين". وأضافت أن هذا "ما رفضته مجموعة أخرى محسوبة على التيار السلفى
الجهادى وإمام الجامع" الذين اعتبروا تصرف المجموعة الأولى "بدعة"
وقالوا إنه "يستند إلى أحاديث ضعيفة".
وتابعت أن الخلاف تطور إلى "أعمال عنف" استعمل خلالها السلفيون "الغاز
المسيل للدموع والأسلحة البيضاء وتبادلوا التهم وتراشقوا بالكلام البذىء،
فى ظل غياب كلى لمصالح الأمن"، دون أن تعطى تفاصيل حول سقوط جرحى أم لا.
وذكرت بأن "هذا الجامع شهد فى فترات سابقة عدة مشاحنات مماثلة بين هاتين
المجموعتين على خلفية أنشطة فكرية وخلاف حول امامة المصلين".
وتنتقد أحزاب معارضة ومنظمات حقوقية باستمرار ما تعتبره "عدم حزم" الحكومة
التى تقودها حركة النهضة الإسلامية فى التعاطى مع أعمال العنف السلفى فى
البلاد.
وليل الأحد الاثنين، أصيب الشيخ عبد الفتاح مورو العضو المؤسس لحركة
النهضة بجراح بعدما اعتدى عليه سلفى متطرف بالضرب بسبب دفاعه خلال مؤتمر
حول "الإسلام والتسامح" أقيم بمدينة القيروان عن المفكر التونسى يوسف
الصديق الذى يعتبره متطرفون إسلاميون "كافرا".
وقاد سلفيون يومى 11 و12 يونيو 2012 أعمال عنف كانت الأسوأ فى تونس منذ
الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن على فى 14 يناير 2011.
وتفجرت أعمال العنف التى أسفرت عن مقتل شاب سلفى برصاص الشرطة وإصابة أكثر
من 100 شخص، إثر عرض فنانين تشكيليين يوم 10 يونيو لوحات فى مهرجان
ثقافى أقيم بمدينة المرسى شمال العاصمة، اعتبرها سلفيون متشددون "مسيئة
للمقدسات الإسلامية".