السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
ولد توفيق الحكيم في الاسكندرية وتوفى في القاهرة، هو كاتب وأديب
مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة
في تاريخ الأدب العربي الحديث ، تبلورت خصوصية تأثير أدب وفكر
الحكيم على أجيال متعاقبة من الأدباء ، و الحدث الهام في الدراما العربية هي
مسرحيته الشهيرة { أهل الكهف } فقد كانت تلك المسرحية بداية تكوين
و نشوء فكرة المسرح الذهني. بالرغم من الانتاج الغزير للحكيم فانه
لم يكتب الا عددا قليلا من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة
المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كتب ليقرأ فيكتشف القارئ من
خلاله عالما من الدلائل والرموز التي يمكن اسقاطها على الواقع في سهولة
لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق و
الوعي ، سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل
مسرحي وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في احدى اللقاءات
الصحفية : "اني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا
تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة
بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال الى الناس
غير المطبعة". كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية
موضوعات مستمدة من التراث المصري .
و أشهر ما يقال عنه أنه عندما قرأ توفيق الحكيم ان بعض لاعبي كرة القدم
دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة: "انتهى عصر
القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل
أدباء مصر من أيام اخناتون".
عاصر الحربين العالميتين وعاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل طه
حسين والعقاد وأحمد أمين وسلامة موسى. وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي
وحافظ ابراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد و
القصبجى، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيض ويوسف وهبى
والريحاني ، و أشهر كتبه الرائعة حمار الحكيم ...