مجلس الأمن يوافق على إنشاء مكتب اتصال له في دمشق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]طالب وزير الخارجية الروسي باجتماع سريع لمجموعة العمل الدولية حول
سوريا، لملء الفراغ الذي خلفه قرار سحب المراقبين الدوليين، كما وافق مجلس
الأمن الدولي على مقترح الأمين العام للأمم المتحدة، بإنشاء مكتب اتصال
أممي في دمشق، وفي غضون ذلك تواصلت المواجهات في المحافظات السورية
المنتفضة، في ظل حديث عن تسلم الجيش السوري الحر لدفعة من صواريخ
''ستينغر''.
ميدانيا، تواصلت، يوم أمس، الاشتباكات بعدد من أحياء دمشق بين الجيشين
النظامي والحر، بعد أن خلفت اشتباكات اليوم السابق مائة وثمانين قتيلا،
وحسب مختلف البرقيات الإخبارية، فإن أهم الاشتباكات سجلت في محيط مطار
المزة العسكري لتنتقل بعدها إلى ما يعرف بطريق المتحلق الجنوبي، ثم إلى حي
القدم جنوب على طريق درعا دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الأسود، كما
تعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفر سوسة للقصف من الطائرات المروحية،
لتمتد بعد ذلك المعارك إلى ريف دمشق خاصة في مدن وقرى داريا والسبينة
وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب. وحسب مصادر
الثوار، فإن ميزة مواجهات يوم أمس أن مقاتلي المعارضة هم الذين كان يبادرون
بالهجوم على القوات النظامية المتمركزة بمواقعها، لكن مع هذا اعترفت
المعارضة بأن مقاتليها انسحبوا من مدينة التل بعد هجوم عنيف للجيش النظامي.
وللتذكير، فإن المدينة شهدت خلال الأيام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات
على مداخلها، بعد سيطرة الجيش الحر عليها. وعن الخسائر البشرية، تحدثت
العديد من المصادر عن العثور على 65 جثة مجهولة الهوية في بلدة قطنا وثلاث
جثث أخرى في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق، وهما
منطقتان تشهدان منذ أسابيع تصعيدا عنيفا في العمليات العسكرية.
وبمدينة حلب استمرت الأوضاع على ما هي عليه من معارك كر وفر وقصف عنيف
من الجو والبر لقوات النظام، دون أن يغير هذا القصف شيئا على الأرض، وهو ما
يوحي بأن مشاريع دمشق لاستعادة المدينة من قبضة الثوار قد فشلت، وبالمقابل
عززت القوة المعنوية لمقاتلي المعارضة، وعن الأجواء العامة داخل المدينة
ومحيطها، ذكرت الهيئة العامة للثورة، أن حريقين هائلين اندلعا في مصنع
للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من وسط المدينة،
واندلع الحريقان بسبب القصف الجوي للطائرات الحربية السورية، وتحدثت عن
تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي لدرجة بدا وكأن إمكانية السيطرة عليه أكثر من
صعبة، نفس أجواء الحرب هذه عاشتها تقريبا مدن ومحافظات درعا وحمص ودير
الزور وإدلب وغيرها. أمنيا دائما، تحدثت مصادر إعلامية عن سقوط سبعة وخمسين
قتيلا في العملية التي استهدفت منذ أيام مقر هيئة قيادة الأركان للجيش
السوري وسط دمشق، ومن بين القتلى، حسب ذات المصادر، يوجد خمسة عشر ضابطا
وعشرة جنود، للتذكير كانت السلطات الرسمية قد قالت يوم التفجير، إن الأمر
يتعلق بتفجير عبوة ناسفة خلف الفندق الذي يقيم به المراقبون الدوليون ولم
تتحدث عن أضرار تكون قد لحقت مبنى قيادة الأركان، لكن على العكس من هذا
تبنى الجيش الحر العملية، وقال إنه استهدف رئاسة أركان الجيش السوري.
في شأن متصل، كشفت مصادر من المعارضة السورية المقيمة بالولايات المتحدة
الأمريكية أن الجيش السوري الحرّ تسلم بالفعل 14 قاعدة صاروخ أرض جو من
نوع ''ستينغر''، لكنه لم يشرع في استعمالها بعد، وقال المصدر إن الصواريخ
دخلت عبر منطقة لواء الإسكندرون وبمعرفة الأمريكيين والأتراك، يُذكر أن
الحديث عن إرسال الصواريخ المضادة للطائرات للجيش السوري الحرّ بدأ في
الانتشار عندما كانت معركة حلب تلوح في الأفق.
وعما إذا كانت عملية إسقاط طائرة ''الميغ ''23 جاء بهذا النوع من
الصواريخ، نفى المصدر ذلك، وقال إنها أسقطت بمضادات أرضية عادية، والصواريخ
موضع الحديث لم تستخدم لحد اليوم، وإذا ما صح هذا الخبر فإنه يعني أن
الإدارة الأمريكية قد خطت خطوة متقدمة في دعمها للثورة السورية، خاصة وأن
هذا النوع من الصواريخ التي كانت وراء هزيمة الاتحاد السوفياتي في
أفغانستان لا تسلمها أمريكا إلا لحسم حروب ذات طبيعة خاصة.
سياسيا، دعا وزير الخارجية الروسي إلى اجتماع مجموعة العمل الدولية حول
سوريا في أسرع وقت، حتى تجد بديلا يملأ الفراغ الذي خلفه قرار إنهاء مهام
المراقبين الدوليين، وضمن هذا الإطار كشف السفير الفرنسي في الأمم المتحدة،
جيرارد آرو، أن مجلس الأمن وافق على مقترح الأمين العام للأمم المتحدة،
بإنشاء مكتب اتصال في دمشق بعد إنهاء مجلس الأمن الدولي عمل بعثة المراقبين
الدوليين، لكنه أيد بالمقابل الدعوات المطالبة بضرورة إنشاء قناة تبقي
الاتصال مفتوحا مع دمشق، بهدف تشجيع الحكومة السورية ومسلحي المعارضة على
وقف الصراع بينهما، وهو نفس الطرح الذي تبناه وزير الخارجية الصيني يانغ
جيشي، الذي دعا الحكومة السورية، خلال لقائه بمستشارة الرئيس السوري، بثينة
شعبان، إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والقبول بوساطة دولية لوقف دوامة
العنف، وقال الوزير الصيني في حديثه إلى شعبان إن ''الصين تدعو الحكومة
السورية، وجميع الأطراف المعنية، إلى تطبيق وقف إطلاق النار بسرعة من أجل
وقف العنف، ومن ثم الشروع في حوار سياسي''.
في شأن سياسي آخر متعلق بالجار الأقرب إلى سوريا، اختتمت يوم أمس جلسة
الحوار الوطني اللبناني التي قادها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بدعوة
الحكومة إلى فرض الأمن على كافة الأراضي اللبنانية، على أمل تجاوز أجواء
التوتر التي غلفت أجواء الحياة اللبنانية، بعد إعلان عائلة لبنانية شيعية
عن تشكيل جناح عسكري لها وقيامه بخطف أكثر من عشرين مواطنا سوريا ردا على
أسر مقاتلي الجيش السوري الحر لمواطن لبناني من العائلة المذكورة، واتهامه
بالقتال إلى جانب القوات الحكومية السورية، وفي مؤشر على أن الأمور تتجه
نحو الانفراج، أعلن الجناح العسكري لـ''آل المقداد'' أنه لن يوقف سوريين
بعد الآن، ويكتفي بمن هم في حوزته، كما نفى أي نية له لأسر مواطنين عرب من
دول مجلس التعاون الخليجي، بل ويعتبر هؤلاء ضيوفا.