في أول
حوار خارج عن المألوف يقدمه الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد لوسيلة إعلامية
عام 1981، تحدث عن أموره الخاصة مع أسبوعية المستقبل اللبنانية التي كانت
تصدر في العاصمة الفرنسية باريس، وتطرق إلى نشاطه الرياضي عندما فاجأ
الصحافي بالقول أن هوايته الأولى هي الغطس التي كان لايزال يمارسها أنذاك
وكان عمره حينها 52 سنة، والذين يعرفون الشاذلي بن جديد إبن بلدة السبعة
التي لا تبعد عن شواطئ الطارف وعنابة إلا ببضعة كيلومترات يعلمون أنه عشق
البحر، وكان يحبّ الغوص بين الصخور منذ أن كان صبيا خلال ثلاثينات القرن
الماضي.وعندما تسلم الرئيس الراحل زمام القيادة، وجد
الرياضة الجزائرية تجني بعض ثمار الإصلاح الرياضي، ففي زمنه حقق منتخب كرة
اليد أول لقب إفريقي وأتبعه بأربعة ألقاب ضمن سيطرة لم تعرفها الجزائر من
قبل ولا من بعد، كما حققت الجزائر في 30 سبتمبر 1981 في ملعب 17 جوان
بقسنطينة أول تأهل لمنافسات كأس العالم لكرة القدم، ومازال عهد الشاذلي بن
جديد هو الوحيد الذي شهد مشاركة الجزائر في مناسبتين في كأس العالم، كما
ضيّعت الجزائر المشاركة الثالثة في عهد الشاذلي في المونديال في آخر مباراة
عام 1989 ضد المنتخب المصري، ولكن الإنجاز الأكبر الذي شهدته الجزائر قبل
رحيله بأربعة أشهر هو تواجد الجزائر في المركز السابع في البطولة العالمية
لألعاب القوى في طوكيو، حيث أحرزت الجزائر لأول مرة في تاريخها الميدالية
الذهبية في سباق 1500 متر بفضل نور الدين مرسلي وحققت حسيبة بولمرقة ذهبية
نفس المسافة وعادت البرونزية في سباق 3000 موانع للعداء عز الدين براهمي،
وكان زمن الشاذلي أيضا هو الذي نقل الجزائر لتحقيق أولى الميداليات
الأولمبية وهذا عام 1984 في لوس أنجلس بفضل الملاكمين محمد زاوي ومصطفى
موسى رغم أنهما كانتا من معدن البرونز، ولكن النقطة السوداء التي سجلت في
عهد الشاذلي برغم البحبوحة المالية التي جنتها الجزائر من ارتفاع سعر النفط
عام 1980 إلى حدود أربعين دولارا هو عدم إنجازه لمركبات رياضية ضخمة كما
حدث في عهد الراحل هواري بومدين، حيث لم تنجز أي قاعة كبيرة باستثناء قاعة
متعددة الرياضات في وهران، ولم تنجز الملاعب باستثناء ملعب 19 ماي في
وهران، الذي تم تسليمه في زمن الأزمة، وملعب الوحدة المغاربية بمعسكر، أما
ملعب بلعباس فقد بوشر العمل فيه في زمن بومدين وتم تسليمه في زمن الشاذلي
بن جديد، وتمكّنت الجزائر في عهد الشاذلي بن جديد من احتضان لأول ولآخر مرة
منافسة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم والفوز بها أيضا، وفي عهده أيضا حققت
الأندية الجزائرية أشهر ألقابها، حيث فازت شبيبة القبائل عام 1981 بكأس
الأندية البطلة ولحق بها وفاق سطيف عام 1988، ومثل كل رؤساء الجزائر فإن
سعر النفط هو الذي يحدّد الإنجازات في كل المجالات بما فيها الرياضية، وحلّ
الشاذلي بن جديد معضلة الاحتراف في الخارج التي كان الزمن البومديني
يمنعها ولم يكن بمقدور أي لاعب جزائري الاحتراف في الخارج إلا بعد أن
يتجاوز سن 28 وتساهل الشاذلي مع رابح ماجر الذي انتقل إلى راسينغ باريس
وعمره 25 سنة وتساهل بعد ذلك مع البقية، ومن أشهر وزراء الرياضة الذين
واكبوا زمن الراحل الشاذلي بن جديد جمال حوحو.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]