الحمد لله الذي جعل الزواج سكناً، ففيه يجد الإنسان المودة والرحمة، وأصلي وأسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي من حديثه وهديه نتعلم كيف نعيش الحياة الزوجية السعيدة، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً..أما بعد:
يطمح الزوجان في أن يعيشا في حياة ملؤها السعادة والمحبة والهناء، وهذا حق ومطلب مهم، وفي هذا الموضوع أحاول أن أسهم في هذا الباب وباختصار على شكل نقاط أركز على بعض الأمور الأساسية لكل حياة زوجية سعيدة:
الأول: أن يسعى الزوجان في جعل حياتهم وعلاقتهم الزوجية تُقربهم من الله - عز وجل -، فيتعاونا على البر والتقوى، ويجتهدا في طاعة الله - عز وجل - وامتثال أوامره واجتناب معاصيه، فان هذا الباب هو مفتاح السعادة لكل شيء، وتحقيق للغاية التي خلق لأجلها الإنسان، ويدخل في هذا الباب: الالتجاء إلى الله في أن يجعل حياتهما الزوجية سعيدة وأن يوفقهم، دائماً يدعون لا يملون في ذلك ويتحرون ساعات الإجابة، وكذلك الحرص على الدعوة إلى الله والاجتهاد في ذلك.
الثاني: أن يعرف الزوجان "الحقوق الزوجية" وأن تبنى العلاقة بينهما على أساس "المعروف والإحسان": فيسعى الزوج لإسعاد زوجته في حدود المباح وتسعى الزوجة كذلك، فإنهما شريكان ومسئولان في جلب السعادة في حياتهم الزوجية، ويدخل في هذا الباب: الهدايا والاحترام والتقدير، واحترام لأهل الزوجة والزوج...
الثالث: أن يحافظا على "الأسرار الزوجية" وعلاقاتهما الخاصة، فلا يطلع عليها القريب ولا البعيد ـ ويتقون الله في ذلك-، ويدخل في هذا الباب " المشاكل الزوجية والاختلافات بين الزوجين" لا يطلع عليها أهل الزوج ولا أهل الزوجة ويسعى الزوجان في إصلاحها بمفردهما ما لم يصلا إلى باب مسدود لا يمكن فتحه بمفردهما..
الرابع: أن يكونا مُتفاهمين في حياتهم المعيشة، فتفهم الزوجة الزوج ويفهم الزوج الزوجة، ويتفقا في النواحي المادية وفي الرؤية المستقبلية، ويدخل في هذا الباب: التقبل: فيتقبل الزوج الزوجة ويركز نظره على محاسنها والأمور الحسنة في أخلاقها ومظهرها، ويتجنب الأمور السيئة ويساعدها في إصلاحها وكذا الزوجة، وكذلك يدخل في هذا الباب طرق تربية الأبناء...
الخامس: التجديد في الحياة الزوجية: الحب والمودة، التزين والتطيب باستمرار، ويدخل في هذا: أن يعف الزوجان بعضهما البعض ويتقنا هذا الفن ويسعدا أنفسهم فيه، فهو باب مهم يشبع أحدهما الآخر وينتبه له ويتأكد من ذلك...
السادس: أن يعرفا أنهما في الحياة الدنيا "دار الابتلاء" وان لا كمال فيها، فحدوث المشاكل شيء طبيعي، لكن يجب أن يتمرنا في حلها وتلافيها وعدم تكرارها...
السابع: الثقافة والاطلاع: فيثقفوا أنفسهم ويطلعوا على الكتب التي تتحدث عن الزواج الفقهية والإصلاحية، وإذا أمكن أن يأخذوا دورات فذلك مهم، إن المطلع المثقف يستطيع أن يدخل التجديد والسرور في حياته الزوجية..
نكتفي بهذا القدر ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً في حياتنا الزوجية، ويصلح أهلنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.