ياسين زياية مشرف
. عدد المساهمات : 4374 نقاط : 16053 عضو نشيط : 0 تاريخ الميلاد : 25/01/1990 تاريخ التسجيل : 09/01/2012 العمر : 34 الموقع : منتدي اولاد بوسعادة المزاج : كل نهار كيفه
| موضوع: مقالة الاحساس والادراك 31/10/2012, 19:28 | |
| طرح المشكلة: وصف أرسطو الإنسان بأنه الحيوان المدرك الوحيد، كونه الوحيد الذي يمتلك قدرات عليا كالذكاء والخيال والتذكر، بينما الإحساس وظيفة مشتركة لدى جميع الكائنات من حيث أنه يقترن بالحواس والمؤثرات الخارجية المباشرة، ومن هنا طرحت العلاقة بين هاتين الوظيفتين المعرفيتين لدى الإنسان، فذهب علماء النفس الكلاسيكيين إلى الفصل التام بينهما، اعتبارا لاختلافهما في الطبيعة والقيمة، بينما رأى علماء النفس المعاصرين عكس ذلك، حيث جعلوا من الإحساس والإدراك وجهين مختلفين لوظيفة نفسية واحدة متصلة، يستحيل الفصل بين أجزائها، وهنا نجد أنفسنا أمام موقفين متناقضين كليا، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل: هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟ المذهب الحسي: يعتقد أصحاب المذهب الحسي أن جميع معارفنا وإدراكاتنا متأتية من الحواس، وأهم من عرف بهذا المذهب، الانجليزي جون لوك، والفرنسي كوندياك، فهما يعتقدان أن العقل أول ما يوجد يكون صفحة بيضاء، وأنّ جميع المعارف التي تحصل لديه لاحقا تأتيه من الأعضاء الحسية المختلفة. الحجة: بالنسبة لجون لوك (1632-1704): "إنّ التجربة الحسية هي مصدر جميع معارفنا ومدركاتنا"، ففي البداية تثير الموضوعات الخارجية أعضاءنا الحسية فتدخل هذه الحواس جملة المدركات المتميزة عن الأشياء إلى روحنا، وذلك بحسب الكيفيات التي تؤثر بها تلك الموضوعات على حواسنا، وهكذا نكتسب الأفكار التي لدينا عن اللون الأبيض والأصفر، وعن الحار والبارد، وعن الصلب واللين، وعن الحلو والمر، وعن كل ما ندعوه كيفيات حسية. وذهب كوندياك (1715-1780) إلى أبعد من هذا، فهو يقول أنّ جميع " أفكارنا ناتجة عن إحساسات مقارن بينها أو إحساسات مترابطة"، لكن ليست أفكارنا وحدها مستمدة من الإحساس، بل جميع قوى العقل ليست سوى تغيرات طرأت على إحساساتنا. فالذاكرة على سبيل المثال ليست سوى أثر لاحق لإحساس سابق، أي استرجاع لإحساسات سابقة، والانتباه هو انشغال الوعي بإحساس واحد بحيث يقصي غيره من الاحساسات. وهو ما نستنتج منه أنّ الاحساس عند الحسيين، هو أساس جميع أفكارنا ومعارفنا وشعورنا وجميع قدراتنا الذهنية. النقد: الإحساس يتداخل مع الشعور والإدراك بشكل كبير وواسع في الحياة اليومية، لكن هذا لا يعني أنّ الشعور والإدراك يرجعان إلى الإحساس، فالإنسان يحس بالبرد، والألم والرائحة والذوق والملمس. ويشعر بكل ذلك ويدركه في الوقت نفسه، وفي مقابل ذلك فهو يشعر بالفرح والحزن والقلق ونشوة الانتصار والنجاح وغيرها من الحالات النفسية ويدركها ولكنه لا يحس بها. وهذا يدل على فساد أطروحة كوندياك التي يرد فيها جميع القدرات العقلية إلى الاحساس. أما فساد الأطروحة التي ترد المعرفة كلها إلى الحواس فقد أثبته أفلاطون في رده على بروتاغوراس وهيراقليطس، إذ لو كانت معرفتنا مستمدة من الاحساس بشكل كلي، فلابد أن تشترك معه في خصائصه وصفاته، وهذا أمر مخالف للواقع والحقيقة، لأن الاحساس من جهته لا يبقى، بل يزول باستمرار بزوال الأشياء المحسوسة وكفها عن التأثير في حواسنا. بالإضافة إلى أنه متغير وخاص، ويلزم عن هذا أن يكون الاحساس بالموضوع الواحد متعددا وغير منظم، وفي مقابل ذلك المعرفة التي هي ثابتة وعامة ومنظمة، وهذا التناقض في الخصائص لا يسمح أن تكون معرفتنا ذات طبيعة حسية. المذهب العقلي: يميز الذهنيون بين الاحساس والادراك، فيعتبرون الاحساس نشاطا فيزيولوجيا يرتبط بالجسم ويشترك فيه الانسان مع الحيوان، والاحساس يساعد الكائن الحي في التكيف مع الوسط الطبيعي الذي يعيش فيه. أما الادراك فهو نشاط ذهني، يرتبط بالروح ويخص الانسان دون الحيوان. ومن هذا المنطلق فهم لا يقبلون باختزال الادراك إلى مجرد إحساس. الحجة: يربط الذهنيون معرفة موضوعات العالم الخارجي بالإدراك، أما الحواس كما يعتقد ديكارت (1596-1650)، فليست مصدرا موثوقا به في الوصول إلى المعرفة. ولشرح ذلك يستخدم مثاله المشهور حول قطعة الشمع، التي تبدو في البداية من خلال جملة من الصفات الحسية؛ كشيء صلب؛ وبارد؛ وله رائحة؛ ويصدر صوتا خاصا عندما يضرب، وإذا قربنا قطعة الشمع من النار فإن جميع هذه الصفات تزول، ولن تعوضها صفات أخرى، ولكن لا يقال أن هذا الشيء الذي أمامنا هو شيء آخر غير الذي كنا نلاحظه من قبل، إنها قطعة الشمع ذاتها قبل وبعد عرضها على النار. إذن فما أدركته من قطعة الشمع بواسطة الحواس لا يوضح لي ما هو الشمع. لكن الذهن يستطيع أن يخبرنا بذلك. يقول ديكارت: "فأنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحس أني أراه بعيني". وبهذا فإن ديكارت يميز بين الأفكار التي هي أحوال نفسية موجودة داخل الذات، وبين الأشياء المادية التي هي امتدادات موجودة خارج الذات، وما دام الاحساس حالة غير ممتدة فهو لا يستطيع أن يعرفنا بالممتد. إنّ إدراك الأشياء الممتدة إنما يكون بواسطة حكم عقلي يعطي للأشياء صفاتها وكيفياتها. يقول ديكارت "لا تطمئن لما يخدعك ولو لمرة واحدة". يتأكّد أيضاً دور العقل من خلال تفسير معاني الانطباعات الحسية، استناداً إلى معارف سابقة، وهذا ما ذهب إليه إميل أوغست شارتـيــي (آلان) (1868-1951) في إدراك المكعب، فنحن عندما نرى الشكل نحكم عليه مباشرة بأنه مكعب، رغم أننا لا نرى إلا ثلاثة أوجه وتسعة أضلاع، في حين أنّ للمكعب ستة أوجه واثنى عشر ضلعا، لأننا نعلم عن طريق الخبرة السابقة أننا إذا أدرنــا المكعب فسنرى الأوجه والأضلاع التي لا نراها الآن، ونحكم الآن بوجودها. فإدراك المكعب لا يخضع لمعطيات الحواس، بل لنشاط الذهن وأحكامه، ولولا هذا الحكم العقلي لما تمكنّا من معرفة المكعب من مجرد إحساس .قال ألان: "الشيء يدرك ولا يحس به". مثلاً: هناك فرق بين إدراك شاب مهتم بالسيارات وإدراك رجل عجوز متقدّم في السن (أو شاب غير مهتم بالسيارات) لسيارة متوقفة أمامهما، فالعجوز يدرك سيارة فقط أمّا الشاب فيدرك نوعها وطرازها وقوّة محرّكها.... ويؤكد باركلي، أنّ الأكمه (الأعمى) إذا استعاد بصره بعد عملية جراحية فستبدو له الأشياء لاصقة بعينيه ويخطئ في تقدير المسافات والابعاد، لأنه ليست لديه فكرة ذهنية أو خبرة مسبقة عن المسافات والابعاد. قال باركلي: "إنّ تقدير مسافة الأشياء البعيدة جدا ليس إحساسا بل حكم مستند إلى التجربة". وبعد عشرين سنة أكدت أعمال الجرّاح الانجليزي شزلندن ذلك. وحالة الأكمه تماثل حالة الصبي في مرحلة اللاتمايز، فلا يميز بين يديه والعالم الخارجي، ويمد يديه لتناول الأشياء البعيدة، لأنه يخطئ – ايضا – في تقدير المسافات لانعدام الخبرة السابقة لديه . النقد: لا بدّ من الاعتراف بدور مهمّ للمعارف والتجارب السابقة في عملية الادراك، لكنّ هذه النظرية لم تستطع إثبات الفصل بين الانطباعات الحسية ودور العقل في معالجتها، إذ أنّ الانسان لا يستطيع أن يميّز بينهما في الواقع، وبالتالي تكون هذه النظرية مستندة إلى افتراضات أكثر ممّا هي مستندة إلى وقائع. كما شرحت هذه النظرية عملية الإدراك وكأنّه وظيفة عقليّة خاصة بالإنسان الراشد، ولذلك يصعب تطبيقها على إدراك الأطفال الّذين لا يملكون عقلاً ناضجًا يحكمون بواسطته على الانطباعات الحسيّة المفترضة. كذلك لم تشرح هذه النظرية كيفيّة إدراك المواضيع الجديدة التي لا نملك عنها أيّة معرفة مُسبقة. المذهب الغشطالتي: وخلافا لما سبق، يرى أنصار علم النفس الغشطالتي ومن بينهم الألمانيان كوفكا وكوهلر والفرنسي بول غيوم، أنّ إدراك الأشياء عملية موضوعية وليس وليد أحكام عقلية تصدرها الذات، كما أنه ليس مجموعة من الإحساسات، فالعالم الخارجي منظّم وفق عوامل موضوعية وقوانين معيّنة هي "قوانين الانتظام"، ومعنى ذلك أنّ الغشطالت يعطون الأولوية للعوامل الموضوعية في الإدراك ولا فرق عندهم بين الإحساس والإدراك. الحجة: وما يثبت ذلك، أنّ الإدراك عند الجميع يمر بمراحل ثلاث: إدراك إجمالي، إدراك تحليلي للعناصر الجزئية، وإدراك تركيبي حيث يتم تجميع الأجزاء في وحدة منتظمة. وفي هذه العملية، ندرك الشكل بأكمله ولا ندرك عناصره الجزئية، فإذا شاهدنا مثلا الأمطار تسقط، فنحن في هذه المشاهدة لا نجمع بذهننا الحركات الجزئية للقطرات الصغيرة التي تتألف منها الحركة الكليّة، بل إنّ الحركة الكليّة هي التي تفرض نفسها علينا. كما أنّ كلّ صيغة مدرَكة تمثل شكلا على أرضية، فالنجوم مثلا تدرك على أرضية هي السماء، ويتميز الشكل في الغالب بأنّه أكثر بروزا ويجذب إليه الانتباه، أمّا الأرضية فهي أقل ظهورا منه، وأحيانا تتساوى قوة الشكل مع قوة الأرضية دون تدخل الذات التي تبقى تتأرجح بين الصورتين .ثم إنّ الإدراك تتحكم فيه جملة من العوامل الموضوعية التي لا علاقة للذات بها، حيث أنّنا ندرك المواضيع المتشابهة في اللّون أو الشكل أو الحجم، لأنها تشكل في مجموعها "كلا" موحدا، من ذلك مثلا أنه يسهل علينا إدراك مجموعة من الجنود أو رجال الشرطة لتشابه الـزي، أكثر من مجموعة من الرجال في السوق أو الملعب . وأيضا يسهل علينا إدراك المواضيع المتقاربة في الزمان والمكان أكثر من المواضيع المتباعدة، حيث أنّ المواضيع المتقاربة تميل إلى التجمع بأذهاننا، فالتلميذ مثلا يسهل عليه فهم وإدراك درس ما إذا كانت عناصره متقاربة في الزمان، ويحدث العكس إذا ما تباعدت. وأخيرا، ندرك المواضيع وفق صيغتها الفضلى، فندرك المواضيع الناقصة كاملة مع أنها ناقصة، حيث أننا ندرك مثلا الخط المنحني غير المغلق دائرة، وندرك الشكل الذي لا يتقاطع فيه ضلعان مثلثا بالرغم من أنهما ناقصان. ويتساوى في ذلك الجميع، مما يعني أنّ المواضيع المدرَكة هي التي تفرض نفسها على الذات المٌدرِكة. النقد: لا شكّ أنّ لبنية الموضوع دور مهمّ في عملية الإدراك، كما يُسجّل لنظرية الغشطالت أثرها في تعليم القراءة، فقد أصبحت الطرق التربوية الحديثة تنطلق في تعليم القراءة من الكلمة إلى الحرف، لكنّ هذه النظريّة أهملت دور الإنسان المُدرك وميوله واستعداداته، فلو كان الإدراك يرتبط فقط ببنية الموضوع أو بشكله الكلّيّ، لكان جميع النّاس يدركون معنًى واحدًا في الموضوع الواحد. أمّا في الواقع فالأمر مختلف. مثلاً: إذا زار كلّ من الصيّاد والحطّاب والرسّام وعالم النبات الغابة نفسها، لأدرَكَ كلٌّ منهم شيئًا مختلفًا عن الآخر يتناسب مع استعداداته. المذهب الظواهري: يرى الظواهريون أنّ الإدراك ينتج عن تفاعل بين الإنسان المُدرِك والموضوع المُدرَك. فلا ذات دون موضوع، ولا موضوع دون ذات. وهكذا يغدو وعي الإنسان فعلاً موجّهًا نحو الخارج، ولا يُفهم إلاّ من خلال موضوعه. فالوعي حسب هوسرل: "هو دائمًا وعي لشيء ما". وقد اغتنى هذا الطرح الفينومينولوجي الذي بدأه هوسّرل، زعيم الفينومينولجيا بآراء العديد من الفلاسفة من مثل ميرلوبونتي وديلاي وسارتر وغيرهم. الحجة: يرفض الظواهريون الفصل بين الإحساس والإدراك، لأنّ موضوعات العالم الخارجي لا تدرك إلا بواسطة الحواس. ولا "يوجد إحساس خالص" كما يقول ميرلوبونتي، لأن الإحساس هو الوسيط بيننا وبين والعالم الخارجي، ومن حيث هو وسيط فإنه لا يوجد إلاّ وهو متعلق بالأنا من حيث هو ذات مدركة، وبالعالم الخارجي من حيث هو موضوع مدرَك. إنّ هذه النظريّة تتبنّى نظريّة الشكل وتعتبرها صحيحة من ناحية دور الموضوع، لكنّها ناقصة من ناحية دور الإنسان، لذلك ركّزت النظريّة الظواهرية على دور الإنسان المُدرِك وخصوصًا على بنيته النفسيّة والبيولوجيّة، أي أنّها اعتبرت الإدراك إدراكًا ذاتيًا (Subjective) يرتبط بميول الإنسان وحاجاته وأفضليّاته في لحظة الإدراك، كما أنّه يرتبط (الإدراك الذاتي) بإمكانات الحواسّ ووضع الجسم كمنطلق للإدراك. فالإدراك ليس معرفة عقليّة بل شعور عفويّ متلازم مع الوضع النفسيّ والبيولوجيّ. أمثلة: في كلّ مرّة نمرّ بالشارع نفسه نرى أشياء مختلفة عن كلّ مرّة تبعًا لحاجاتنا أو لما نبحث عنه، مع أنّ الشارع كموضوع هو نفسه. كما أنّ الإنسان يرى الحركة الظاهريّة للشمس مع أنّها ثابتة وهو المتحرّك، وذلك لأنّ الإنسان يعتبر نفسه ثابتًا لأنّه مركز الإدراك ونقطة انطلاقه. التركيب: الفلسفة الكلاسيكية نظرت للإدراك على أنه تأليف وتنظيم الاحساسات، أمّا الفلسفة المعاصرة فلا تميّز بين الجسم والنفس وبالتالي بين الاحساس والادراك، ولهذا فهي تنظر له كتمثل لبنية أو صورة الموضوع المدرك بفضل العلاقة التي تنشأ بين الجسد والعالم. ومن ثم لا يكون الادراك نشاطا حسيا خالصا ولا نشاطا عقليا خالصا، وإنّما نشاط شديد التعقيد تتفاعل فيه جملة الوظائف النفسية، وتتكامل من خلاله المعطيات الموضوعية والذاتية، فلا يتوقف الادراك على الموضوعات وحدها، ولا على الذات وحدها، بل وتتدخل إلى جانبهما العوامل الاجتماعية والثقافية، على اعتبار أن الانسان ينشأ على طريقة معينة في إدراك العالم. فإذا أردنا الوصول إلى المعرفة العقليّة العلميّة، علينا أن نتخطّى حواسنا ونعتمد على الأدوات التقنيّة وعلى المنهجيّة العلمية للبلوغ إلى هذا الهدف. حل المشكلة: لا شكّ أنّ هذه النظريات تباينت لتتكامل وتعطينا صورة متكاملة للإدراك. لكن هذه الصورة بقيت جامدة. فنحن نرى أنّ الإدراك ليس موقفًا سكونيًا جامدًا، بل موقف دينامي متحرّك، موقف ذاتي يعبّر عن الشخصيّة بكامل أبعادها. وهذا يعني أنّنا لا ندرك العالم كما هو، بل كما نحن. وطالما نحن في تطوّر مستمرّ فإدراكنا متطوّر أبدًا. وهنا نتطلّع مع باشلار إلى نافذة جديدة وهي ضرورة التوصّل إلى الفصل بين إدراك موضوعي علمي، وبين إدراكنا الذاتي الذي يحمل ميولنا وإسقاطاتنا اللاشعورية: فالشمس بالنسبة لعالم الفلك تختلف عن الشّمس التي ندركها بحواسنا فقط. | |
|
فريحة عضو مميز
عدد المساهمات : 188 نقاط : 961 عضو نشيط : 0 تاريخ الميلاد : 20/01/1994 تاريخ التسجيل : 30/11/2011 العمر : 30 الموقع : هنا المزاج : مليح
| موضوع: رد: مقالة الاحساس والادراك 1/11/2012, 00:02 | |
| | |
|