انتقد والد الشابين المتوفيين قبل أيام ببلدية عبن الملح في
ولاية المسيلة، تعاطي مستشفى عين الملح مع مرض ولديه، واتهم المستشفى بأنه
لم يتعامل مع المرض كما ينبغي.
عمي إبراهيم وفي لقاء مع "الشروق" أمس، بمنزله أكد أن ولديه لم
تظهر عليهما أي أمور غير عادية، وسرد علينا قصة وفاة ولديه الأول عمر 22
سنة الذي لم يظهر عليه أي شيء، وفي الليلة التي سبقت يوم وفاته 01/01/2012
كان عمر يتسامر مع أفراد أسرته بمنزل العائلة الكائن بالمكان المسمى "جهة
التكوين"، وفي حدود الساعة الثانية صباحا أحس بآلام على مستوى بطنه فأيقظ
والدته وأخبرها بذلك، وفي حدود الساعة السادسة صباحا نقله شقيقه الذي لحق
به بعد ذلك إلى مستشفى عين الملح، وهناك يقول عمي إبراهيم وابنه جمال أن
الطاقم الطبي لم يقدم لولده سوى حقنا ومصلا ثم حررت له وصفة طبية، وطلب من أفراد عائلته إعادته إلى المنزل على أساس أنه سيتعافى مع تناول الدواء.
وفي نفس اليوم اقتنت العائلة الدواء لعمر الذي ساءت حالته ولم
يقدر على تناول الدواء، ليعيده شقيقه إلى المستشفى وهناك قضى نحبه من دون
أن يقدم له أي ترياق، ودون أن يعرف أي شخص بحقيقة مرضه.
الشقيق الطاهر البالغ من العمر 30 سنة كان هو الآخر عاديا في كل
شيء، ولم تظهر عليه أي علامات مرض أو عياء أو غيرها، وقام على شؤون جنازة
شقيقه عمر كما ينبغي يضيف الوالد، وقبل يومين من وفاته أحس بإعياء أخذه
شقيقه جمال إلى المستشفى، ويقول جمال: "قدموا له مثلما قدموا لشقيقي عمر من
قبله لنعيده إلى المنزل، وكون حالته لم تتحسن أخذناه إلى طبيب محلي بعين
الملح فكتب له هو الآخر دواء لم يحسن من حالته، وفي اليوم الأخير له أخذناه
إلى طبيب اختصاصي فكتب لنا رسالة كي نأخذها إلى المستشفى المحلي"، وعند
وصولنا هناك تباطأ الطبيب في تقديم العلاج للطاهر، وعندما طلبنا منه
الإسراع صرخ في وجوهنا واشتكانا إلى الشرطة وأخرجونا من المستشفى، وعوض أن
يهتموا بشقيقي اهتموا بمشاجرتنا، وبعدها دخل الطبيب على شقيقي وطلب من
الممرض أن يقدم له مصلا ما، ثم فتح رسالة الطبيب الاختصاصي وقرأها ليطلب من
الممرض تغيير المصل بسرعة لكن القدر كان أسرع وتوفي أخي الطاهر.
أفراد
العائلة انتقدوا إخفاء أسباب مرض الولدين عمر والطاهر، وانتقدوا كذلك
ادعاءات السلطات الصحية بعدم وجود أي إصابة بالتهاب السحايا بعين الملح،
والتي نشرتها مكبرات الصوت لسيارة إسعاف جابت شوارع عين الملح، في حين كشف
تقرير الطبيب الشرعي بولاية الجلفة إصابة زيان الطاهر بالتهاب السحايا.