من
أعجب ما سمعت في الأسبوع الماضي: قصة طفل صغير لا يجاوز العاشرة من عمره:
لما ذهبت إلى القاهرة في خطبة جمعة رأيت هذا الطفل بين يدي إلى جوار
المنبر، فتعلقت به وتعرفت عليه، وفي الجمعة الماضية أقبل علي والده يبكي،
فقلت له: أين ولدك؟! فبكى، قلت: سبحان الله! ما الذي حدث؟! قال: مات! قلت:
إنا لله وإنا إليه راجعون، أسأل الله عز وجل أن يعوضك خيراً، وأن يجعله
فرطاً لك على الحوض، فقال لي: والله يا شيخ! أنا ما أبكي لفراقه، وإنما
أبكي لحاله، فلقد رأينا منه عجباً عجاباً. هذا الطفل الصغير رأى الإخوة
الكبار العجب العجاب في حياته؛ فقد كان يأخذ مصروفه فيشتري شريطاً، ويسمع
الشريط ثم يعيره لبعض إخوانه، ويأخذ جزءاً من مصروفه فيضعه في صندوق
المسجد، ويشتري بالجزء الآخر قدراً من الحلوى ليوزعه على الفقراء، سبحان
الله! وفي اليوم الكريم المبارك في أول جمعة من شهر رمضان اغتسل في بيته
وقال لهم: أريد أن أخرج مبكراً حتى أكون في أول الصفوف في صلاة الجمعة،
ولبس ثوباً أبيض جميلاً وتطيب وتعطر، وهو في طريقه إلى المسجد ينزل من
السيارة وبينه وبين باب المسجد أمتار، فتأتي سيارة أخرى لتصدمه في الحال،
فيُحمل وهو في غيبوبة الموت إلى المستشفى، وقرر الأطباء أن الطفل يحتضر،
وأنه بالفعل في غيبوبة الموت. ولما هم الطبيب أن ينصرف وقبل أن يخرج من
غرفة العمليات أو من غرفة العناية المركزة، إذا بالأذان يرفع على المآذن
للمساجد القريبة من المستشفى، إنه أذان الجمعة، فلتفتت الأنظار إلى هذا
الطفل العجيب حينما رفع يديه وأشار بسبابته إلى السماء، بعد أن عجز لسانه
أن يردد (لا إله إلا الله) فتحرك القلب في صدره فأصدر الأوامر إلى هذه
الجلود
والأعضاء، فارتفعت اليد وأشارت السبابة بإعلان توحيد الله