ما معنى مصطلح " ندرة المياه "؟
ندرة المياه: عدم توازن بين العرض والطلب تبعا لتدابير النمط الإجتماعي السائد و/ أو الأسعار، أو أنه زيادة في الطلب عما هو متوفر من عرض، أو أنه معدل إستهلاك عالي مقارنة بالعرض المتوفر خاصة إن كانت إحتمالات العرض المتبقي صعبة أو مكلفة التحقيق.
الماء من الموارد الأساسية للحياة والصحة. وقد باتت ندرة المياه اللازمة لسدّ الاحتياجات اليومية واقعاً يعيشه ثُلث سكان العالم..
والوضع ما فتئ يتفاقم في جميع أنحاء العالم بسبب اتساع المدن والنمو السكاني وزيادة استخدام المياه في الزراعة والصناعة.
أخذ الاستخدام المائي في العالم ينمو بأكثر من ضعف معدّل النمو السكاني خلال القرن الأخير
وتؤثّر ندرة المياه على جميع القارات إذ تنعكس على أكثر من 40 بالمائة من مجموع سكان الكوكب. وبحلول عام 2025 فأن نحو 1.8 مليار نسمة سيجدون أنفسهم في بلدان أو تعاني ندرة مطلقة في المياه، ونحو ثلثي سكان العالم أجمع قد يعانون من أوضاع الإجهاد المائي.
ولكي نحيط حقاً بمدى خطورة المشكلة علينا أولاً أن نضع في الاعتبار مقدار التأثير الهائل للماء في حياتنا اليومية إزاء قدرتنا للعمل من أجل مستقبلٍ أفضل.
فلا غرار أن تعذُّر الوصول إلى موارد المياه المأمونة والكافية إنما يحدّ من قدرتنا على إنتاج غذاءٍ كافٍ سواء للاستهلاك أو لتحقيق كفاية من الدخل. كذلك يحدّ من قدرتنا على تشغيل الماكينة الصناعية وتوفير الطاقة. وبلا وصول لمياه الشرب ومتطلّبات النظافة الصحية، من الأصعب علينا الحد من انتشار الأمراض الخطيرة وآثارها مثل فيروس نقص المناعة/الإيدز. فكلّ يوم، يهلك 3800 طفل من جرّاء الأمراض المرتبطة بقلة الماء الصالح للشرب والآمن للاستهلاك بسبب نقص شروط الصحّة العامة.
أسباب ندرة المياه:
يرجع العلماء هذه المشكلة إلى عدة أسباب من بينها:
1 – الارتفاع المتزايد لسكان العالم – يسجل عام 2001 زيادة 3% عن عام 2000
2 – التلوث.
3 – سوء استخدام المياه.. خاصة في نظم الري، والتي تهدر من 30 إلى 70 % من المياه.
4 – درجة حرارة الأرض الآخذة في الارتفاع، وهو ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming ، والتي تزيد من مساحات الجفاف والتصحر.
عواقب ندرة المياه:
1ـ تُلاحظ ظاهرة ندرة المياه حتى في المناطق التي ترتفع فيها مستويات الأمطار أو كميات المياه العذبة. والجدير بالذكر أنّ طرق حفظ المياه واستخدامها وتوزيعها في المجتمعات المحلية، ونوعية المياه المتوافرة، من الأمور التي يمكنها التأثير في تحديد الكميات الكافية لسدّ احتياجات الأسر والمزارع ودوائر الصناعة والبيئة
2- تلحق ندرة المياه أضراراً بكل قارة وبثُلث سكان العالم.. والوضع ما فتئ يتفاقم بسبب ارتباط زيادة الحاجة إلى المياه بالنمو السكاني والتوسّع العمراني وزيادة استخدام المياه في البيوت والمصانع
3- يعيش خُمس سكان العالم تقريباً (أي نحو 1.2 مليار نسمة) في مناطق تشحّ فيها المياه. كما يعيش ربع سكان العالم في بلدان نامية تعاني من نقص المياه بسبب انعدام البنية التحتية اللازمة لاستغلال مياه الأنهار والمياه الجوفية
4- تجبر ندرة المياه الناس على التعويل على مصادر غير مأمونة لمياه الشرب. كما أنّ تلك المصادر لا تتيح لهم إمكانية الاغتسال أو تنظيف ثيابهم أو بيوتهم بطرق سليم
5- يمكن أن يسهم تدني نوعية المياه في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض الإسهال، مثل الكوليرا وحمى التيفود والزحار وغير ذلك من أنواع العدوى المنقولة بالمياه. ويمكن أن تؤدي ندرة المياه أيضاً إلى الإصابة بأمراض مثل التراخوما (وهي من أنواع العدوى التي تصيب العين ويمكنها أن تسبّب العمى ) والطاعون والتيفوس
6- تشجّع ندرة المياه الناس على تخزين الماء في بيوتهم. ويمكن أن تسهم تلك الممارسة في زيادة مخاطر تلوّث المياه داخل البيوت وتهيئة تربة خصبة لتكاثر البعوض- الذي ينقل أمراضاً مثل حمى الضنك والملاريا وأمراض أخرى
7- تبرز ندرة المياه الحاجة إلى تحسين إدارة المياه. ذلك أنّ إدارة المياه بطرق سليمة تسهم في الحد من مواقع تكاثر الحشرات مثل البعوض الذي ينقل الأمراض، والحيلولة بالتالي دون سراية أنواع العدوى المنقولة بالمياه، مثل داء البلهارسيات الذي يُعد من الأمراض الخطيرة
8- قد أدّى نقص المياه إلى استخدام المياه المُستعملة لأغراض الإنتاج الزراعي في المجتمعات المحلية الحضرية والريفية. ويستهلك أكثر من 10% من الناس في جميع أنحاء العالم أغذية تم سقيها بمياه مُستعملة يمكن أن تحتوي على مواد كيميائية أو كيانات حيّة تسبّب الأمراض
9- يتمثّل الهدف 10 من المرمى الإنمائي للألفية رقم 7 في تخفيض نسبة الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول بشكل مستدام على مياه الشرب المأمونة ووسائل الإصحاح الأساسية إلى النصف بحلول عام 2015. وندرة المياه قد تضع عقبة أمام التقدم صوب تحقيق هذا الهدف
10- إنّ الماء من الموارد الأساسية لاستمرار الحياة. وفي الوقت الذي تمنح فيه الحكومات والمنظمات المجتمعية الأولوية لتزويد الناس بكميات كافية من الماء، يمكن للأفراد تقديم المساعدة بتعلّم مبادئ حفظ هذا المورد وحمايته في حياتهم اليومية
90 ثانية استحمام:
بحلول عام 2025 ستعاني 48 دولة من نقص المياه الحاد، و½ سكان الأرض لن يجدوا مياه نظيفة. والدول الفقيرة ستكون أكثر معاناة من غيرها.. فبينما تكون حصة الفرد في إنجلترا من المياه تعادل 150 لترًا / يوميًا.. سيكون هناك أفراد يعيشون بحصة تعادل 90 ثانية استحمام
الحل.. حافظ على قطرة المياه:
يظن العلماء أن الحلول تكمن في عدة نقاط:
1 – إدخال التكنولوجيا الحديثة التي قد تنقذ المهدر من المياه، وتحسين أنظمة الري وإبقاء فائض من المياه.
2 – الاتفاقيات السياسية بين الدولة لا مفر منها لحل مشكلة توزيع المياه.
3 – توعية الناس توعية سليمة بطرق الاستخدام الصحيحة للمياه، من خلال إنشاء جمعيات ومؤسسات ترفع هذا الشعار.. هذا فضلاً عن الدور الإعلامي للدولة.
4 – ارتفاع استثمارات المياه من القطاع الخاص من 70-80 مليون دولار سنويًا إلى ما يقرب من 180 مليون دولار سنويًا.
المياه الجوفية.. لا تعد حلاً كما يظن البعض؛ لأنها تؤدي في النهاية إلى جفاف البحيرات وتسبب طبقة صخرية مائية.. تؤدي إلى نزول مستوى سطح الأرض، ونضح الماء كما هو الحال في المكسيك وفينيسا .. وضخ المياه الجوفية يسحب مخزونا لا يعوض؛ فمدينة دلهي بالهند كمثال ستستهلك مخزونها من المياه الجوفية في خلال الـ 15 عامًا القادمة.