الحــيـــاء ...
ذلك الخلق النبيل .. والخصلة الزاكية..
وأهل الحياء سالمون من منكر الأخلاق .. وذميم الخصال ..
وإذا انعدم الحياء .. أورث الرقاعة .. وصفاقة الوجه .. والمجاهرة بالقبائح..
وأرفع الحياء,, الحياء من الله تبارك وتعالى .. فإنه جلّ شأنه أحق من استحيا منه العباد..
عن يعلى-رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يغتسل بلا إزار ..
فصعد المنبر .. فحمد الله وأثنى عليه .. ثم قال(( إن الله عز وجل حييٌّ ستّيرٌ , يحب الحياء والستر , فإذا اغتسل
أحدكم فليستتر)) رواه أبو داوود والنسائي
أيها المذنب:
هل استحضرت الحياء من الله تعالى ؟
ما بالك تستتر من الناس.. وتنسى أن الله جل شأنه يراك؟؟!!!!
قال تعالى
( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يُــبيـّـتـون ما لا يرضى من القول
وكان الله بما يعملون محيطاً )) النساء 108
قال الفضيل ابن عياض: (( تغلق بابك .. وتُرخي سترك .. وتستحيي من الناس .. ولا تستحيي من القرآن الذي
في صدرك .. ولا تستحيي من الجليل الذي لا تخفى عليه خافية ))..!!!!!
أيها المذنب: الحــيـــاااااااء ... الحــيــــااااااء
الحياء من علاّم الغيوب .. المُــطـّــلــع على السرائر والعيوب...
قال الجراح بن عبدالله الحكمي
( تركت الذنوب حياءاً أربعين سنة .. ثم أدركني الورع ))..!
وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي
( أحب أن لا أموت حتى أعرف مولاي , وليس معرفته الإقرار به,
لكن المعرفة, إذا عرفته استحييت منه))..
فيا من ركبت الذنب بعد الذنب...
ألا حياء من الله يردّك...؟؟!!
شديدٌ بك - أيها المذنب- ألاّ تستحيي من الله تبارك وتعالى..!!
قال بعض السلف لابنه:
(( إذا دعتك نفسك إلى كبيرة .. فارمِ بصرك إلى السماء.. واستحِ ممن فيها .. فإن لم تفعل ..فارمِ بصرك إلى
الأرض .. واستحِ ممن فيها .. فإن كنت لا ممن في السماء تخاف .. ولا ممن في الأرض تستحيي .. فاعدد
نفسك في عداد البهائم ))..أيها المذنب:
الحياء دواء لفلتات النفس .. وكبح لجماحها ..
وتذكــّــر دائمــاً..
أنّ أولى من استحييت منه الله تبارك وتعالى..
العالم بسرّك وعلانيتك .. والمطلع على أمرك كله..
وليكن شعارنا إذا هممنا بأي قول أو عمل :
<< الله ناظري .. الله شاهدي .. الله رقيب علي>>
قال الشاعر:
وإذا هـممت بريــبةٍ في ظـلمةٍ ................. والنفس داعية إلى العصيان ِ
فاستحِ من نظر الإله وقل لها .............. إن الــــذي خلـق الظــلام يراني
اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية إنك ولي ذلك والقادر عليه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
سبحان الله
***