تريد أن تعرف المرأة الفاضلة ؟
لقد أهدت المرأة إلى الحياة جواهر ثمينة من غالي الصفات
لا يعرف قيمتها بعض الرجال إلاّ من رحم الله
لأن بعضهم لم يحسنوا قراءة عبقرية أنوثتها
والتفكر في شموخها ورسم كبريائها
لإنها لوحة أجمل من الفتنة وأعذب من الفكرة
فهي ينبوع لحنان نادر أكبر من الوصف وأغلىَ من المدح
وفهي عاصمة الخيال الجميل في ميدان روعة الحياة
والمرأة دائماً تجدها تبحث عن الأجمل لإنها تعرف قدرها جيداً
وإن كن بعضهن نسين أنوثتهن فهذا شأنهن وحدهن !!
[المرأة والحزن]
للمرأة مع الحزن صفحات
وللحزن في حياة المرأة قواميس ومجلدات
وأنظر إلى المرأة كيف تمسك بأناملها ذاك القلم
وكأنه سلاح لها ضد كل حزن يجابهها لتقتل وحدتها
وتعيش حزنها على أوراق الذكريات بصفحات مضيئة عبر الزمن
فهي تجيد صناعة الكلام بعناية وتختار الكلمات عن قصد
لتغرز حروفها في قلب كل حزن يجابهها
لتتعمد قتله ولو للحظات مع سابق الإصرار والترصد
ليستقبلها الإبداع وليرحب بها الإمتاع فيتيه الشعر هائماً في فكرها
لأنها أثبتت عبقريتها في بحوره واستوطنت قوافيه لتكسب جمهوره
ولتعيش أكثر من الشعر نفسه لأنها أصابت كبد المعاني بقلمها
فقد أوجزت الأقوال لتصادقها كل الأفعال
[المرأة والحب]
لا يعيش الحب بدون إمرأة
لأن الحب يعرف المرأة حق المعرفة
فهي رقيقة المشاعر .. جميلة الإحساس
والحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود
وأغلىَ حرفين في قاموس الحياة
لأنه صلة روح بروح .. رفقة قلب إلى قلب
فالحب لا يستغنىَ أبداً عنها
لأنها هي من أوجدته وهي من سحرته وهي من فتنته
فهو يعرف إنه بدونها سيُطرد من القلوب
ولأن قصور القلوب هي المرأة
ولكم إنبهر هذا الحب من حكمتها
ولكم خاف من غضبها ولكم تعجب من صبرها
لإنه قد أيقن بُعد نظرها الذي ترجم له إخلاصها
ليشهدها هذا الحب بوفائها
ولأن الحب هو قتيل العيون .. ولكن أي عيون ؟!
إنها عيون المرأة التاريخية الجمال والباسقة بالحنان
لغتها الدموع وسحرها الصمت ونظرتها هي روعة الحياة
[ المرأة والوفاء]
للمراة مع الوفاء حديث طويل الأيام
وللوفاء مع المرأة منزل يتجدد في كل يوم
لأن المرأة أدهشت الوفاء بمعانيها الفائقة
فقد رآها الوفاء كصورة خلابة تفرد بها الزمان على أبجديته
فالمرأة تفوقت بوفائها لثراء تجربتها ولقوة موهبتها
ولصدق محبتها وصحة قلبها وجلال رثائها
وانظر إلى القلم كيف تمسكه أناملها
لتعزف أنشودة وفائها على نهر أوراق الخريف الماضي
والذي تتساقط أوراقه على ميادين الثقافة في كل بحر وفي كل مكان
[ المرأة والصمت]
للصمت مع المرأة حكايات هي بطلة للروايات
تجعلك حائراً في طبعها
في الوقت الذي تجبرك على إحترام صمتها
تمر من حولها أزمات طاحنة وتجدها صامتة
وتأتي عليها الكُرب الساحقة وتجدها صامتة
وتزورها كل يوم البلايا الماحقة وتجدها صامتة
حيّرت الزمن وأسرت الدهر وكأنك تسمع صمتها
لأن قلبها دائماً يُغادر في جوانح الأيام
فهي تقرأ الحياة بمعناها من بدايتها إلى أقصاها
فروحها تنصهر بمعاناتها وتذوب أحشائها لمأساتها
إن قضيتها الدموع ولغتها الخالدة الصمت
لإنها تعرف أن الحياة دائماً تضيق بأعدائها
لتشاهد حياتها وكأنها لوحة حزينة لا ينفعها كلام ولايبكيها فؤاد
ولكن هذه المرأة تعرف إنها قد حفرت عنفوانها في ذاكرة الأجيال
ونقشت كبريائها في ضمائر البشر لابالقول فقط .. بل وبالأفعال
[المرأة والجمال]
الجمال مخلوق من المرأة لإنه هائم في شخصيتها
متوقد لصنفها ومنبهر لصفاتها
لقد وجد هذا الجمال ضالته في المرأة وكأنها في يده كقطعة من الشهد
مثل زلال بارد من معين صافي .. فيقلبها تقلب الدُرة في اليد
والفكرة في القلب لإنها خاطرة رائعة قد سكنت وتربعت على عرش الجمال
فقد تأملهاهذا الجمال فوجدها ساحرة زمانه وفاتنة لوحاته وآسرة لريشته
فقد سافرالجمال مع المرأة فاكتشف في رفقتها إنها مُبدعة في عالمه
ممتعة في بحوره تبحث عنه ولا تنساه وإذا غاب عنها سألت عنه
فاندهش هذا الجمال لوفائها ليقولها كلمة تدل على هزيمته
وشهادة تستحق صراحته وتسحق هندامه حينما قال :
(المرأة أجمل من الجمال نفسه
لإنه علم وعرف أن المرأة محلقة في سماء الإمتاع
وفي كل مجال تنشد الإبداع
ليقوم الجمال ويعطي المرأة قيادته
فتأخذ لجام خيله لتسابق الزمن باحثة عن الأجمل)
نعم هكذا سحرالمرأة في طبيعتها وأنوثتها وروعتها
لإنها إمرأة فوق الحروف وأغلىَ من الكلمات
فهي ناصعة البيان .. عالمة بفنون الإنسان
تعرف طباع الحرمان وتتذوق عسل العنفوان
[
المرأة والحياة]
المرأة هي قصيدة الحياة ومدرستها الخالدة
لاتتجمل الحياة إلا بحياتها
لأن المرأة هي طعمها الشاهد وشهدها الباقي
فالحياة تعرف المرأة جيداً لإنها زميلتها في مدرستها
وتلميذتها في كتابها وقلمها في كتاباتها
برعت المرأة في منهج الحياة لتكون مكانتها قوية لامعة
وحسنها فياض قويّ الأسر.. عميق الأثر
لأن براعتها تكمن في إستهلالها وإشراقة عنوانها
وكأنها على هامة الحياة تاجاً مُرصعاً بالذهب والأرجوان
لتحطم أعداء الجمال من مُحيط الحياة إلى خليجها
لإنها تنسف أقاويلهم وتقتل أفعالهم
فسلاحهم القول الكاذب والفعل الدنيء وسلاحها هو الضعف
نعم ضعفها الذي أدهش علماء النفس وأساتذة علم الإنسان
لإنها تحاربهم بضعفها لترحب الحياة بإنتصاراتها
على ميادين الأرض الواسعة
ولإنها مدرسة الأجيال وعلم من أعلام الحياة
يرفرف على هامة الدهر
الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق
[المرأة والتفوق]
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة
فلا نسمع بيت شعر إلا والمرأة عُنصر أساسي في بيته
ولا نعرف مجالاً من مجالات الحياة
إلا والمرأة تقف على عنوان المجالات الرائعة والأعمال النافعة
لإنها موهوبة بالفطرة .. فرضت أنوثتها على الزمن
لتسمع لها أذن الدهر حتى الأعمىَ الذي لا يبصر
قد سحره قوة ذيوعها ووسمع عن شيوعها
فهو قد أنصت لإبداعها واستمع لإمتاعها
فالأيام تبحث عن تفوقها
والسنين تفيض شعراً لمحبتها وعلو رفعتها
فقد خطفت الأضواء ببراقة سريرتها ومطلع أحاديثها
لإنها عنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة
وقديماً قالوا : (وراء كل رجل عظيم إمرأة)
شهادة من الزمن وبرقية شكر من الدهر
ورسالة تودد وتلطف من كل إنسان يبحث عن النجاح
لأن النجاح هو المرأة نفسها
فلتفوقها ذيوع ولموهبتها سطوع ولعبقريتها نبوغ
[المرأة والدموع]
الدموع لغة المرأة .. تطرق سمع الإنسان لتصل إلى القلب
لإنها تختار دموعها بعناية فائقة وترحل مع همتها مُحلقة مسافرة
فتبدأ دموعها ضعيفة إلى أن تحتفل بجمال عيونها ورشاقة رموشها
لأن دموعها ساحرة .. شاردة .. سائرة على ديوان الزمان
تعاتبنا بتفجع وتحاكينا بتوجع
وكأنها تتقطر عسلاً أو شهداً مُصفىَ
تعاند بكلمة وتصافح بدمعة وترضى ببسمة وتغازلك بحكمة
ألا وهي حكمة الدموع .. فأي قلب ساكن بين جوانحها ؟!
فالمراة تمزج الحب مع الحكمة
لأن ألفاظها سهلة على اللسان راقية في منزل الفكر
ترعىَ الوداد وتبكي بكاء الأبطال
فدموعها حارة وعواطفها مؤلمة وقوة صبرها عظيمة
فمعاناتها تحترق وآلامها تلتهب ونياط قلبها تتقطع
تريد قلباً نقياً يسع لأسرارها
ويحنو عليها ويسعىَ لإحتوائها
فنفسها تذوب مع أول قطرة لدموعها
فتطير إلىَ مرتبة الكمال (والكمال لله وحده)
لأن الله يبارك دموعها لحظة تضرعها ودعائها
[ المرأة والأخلاق]
عبقرية المرأة تكمن في أخلاقها
لأن للأخلاق في حياة المرأة صفحات
وللمراة مع الأخلاق أخوة نادرة وزمالة سائرة
فالمرأة خبيرة بالأخلاق .. بصيرة بمذاهبها .. مُبحرة في حقائقها
لإنها لاتعرف خيانة الضمير وتحترم أمانتها
بل كل همها هي ظاهر الأخلاق كيف تعُم مساحات الأرض كلها
فهي تكتم أخلاقها في داخلها
لكي تقذفها إلى قلوب البشر فتأسرهم
وترميها إلى عقولهم فتسلبهم
فهمها نشر الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر
لكي يعُم الخُلق الحسن في أطراف زمانها وأركان دهرها
لإنها أعرف البشر بمعانيها
فعواطفها تجاه أخلاق البشر مكبوتة
وكإنها تريد من قلبها أن يُغادر بعيداً عنها
لكي ينشر الخُلق الحسن في مساحة أكبر من ميدانها
[في الختام]
لم تُكتب هذه الحروف لتلك المرأة
التي تتزين لتعطر هندامها لتلبس فتنتها
فتتجول في باحات الأسواق بحثا عن رجل جذاب وعاشق كذاب
لم تُكتب هذه الحروف للمرأة التي ترفع صوتها على والديها
ولا تحترم عائلتها لإنها لم تحترم نفسها فكيف تحترم غيرها ؟!
لم تُكتب هذه الحروف للمرأة
التي تبحث عن إثبات نفسها على حساب غيرها
لتقتل كبريائهم .. إنتقاماً لنقص ما في نفسها
لم تُكتب هذه الحروف للمرأة التي أحرقت عبائتها
لتلبس زيف الحضارات المتقدمة
وتتجمل بزخارف مُعتقدات موهومة
إن هذه الحروف كُتبت لتلك المرأة المعتزة بدينها
المُحتشمة في لبسها
والفاتنة بفكرها والشامخة بقلمها
تلك المرأة التي لاترضىَ بالعبودية مهما كانت
لإنها ليست صريعة الشبهات ولاأسيرة الشهوات
مُميزة بنفسها مُتميزة عن غيرها
فهي لاتعرف المصاعب ولاتعرف إدراك المقاصد
نادرة المثال ليست نسخة مكررة من باقات الأسواق
ونقية تبتعد عن المكائد
وليست عملة مزيفة من هاويات القلوب
ممن ينصبن المصائد
لها طموح يُحطم الوجود
ولها روح تأسر كل موجود
وهي بالحياة رائعة الوجود
اللهم أحشرنا بزمرة نساء العالمين وأمهات المؤمنين