إن الله جميلٌ يحب الجمال
ومن منا يكره الجمال فهو نعمة من نعم المولى عز وجل يهبها من يشاء
ولكن الجمال كما هو متعارف و صنفه الفلاسفة وقبل ذلك المنهج الإسلامي العظيم ينقسم إلى قسمين و تندرج تحت هذه الأقسام عدة نقاط سنستعرض سوياً البعض منها :-
جمال الجسد
ويشمل ذلك الوجه وكل ما يحتويه الجسد من أعضاء في تناسق جميل و ذلك كما هو مثبت في قول الله تعالى
(( خلق فسوى ))
فلجمال الجسد و الوجه متعة للرجل و المرأة على حد سواء عندما نذكر بين طيات موضوعنا وكان من أجمل الرجال على مر التاريخ هو سيدنا " يوسف " عليه السلام الذي كان جماله فتنة و آية في نفس الوقت ..
فمن هذا الباب نرى اليوم " جمال الأنثى " يساء فهمه من قبل الرجال أو يساء استخدامه من قبل النساء لأن حب الشهوات غريزة في بني أدم وقد يكون مدخلاً لأمور لا تحمد عقباها , وفي هذا هناك جمال مصطنع من قبل النساء في إبراز جمالهن مكتمل و الكمال لوجه الله تعالى فنرى إستخدام " الميك أب " يغير ملامح الأنثى 180 درجة فبمجرد إزالته تكون أنثى أخرى ويلازم ذلك الاكسسوارات التي ترتديها الأنثى و ثوبها الذي يبرز أنوثتها الطاغية لتكون أشبه برسم بالألوان إن أصابه ماء ذاب و تحول من الجامد إلى السائل لتكشف الأنثى على حقيقتها ويكون التأثير سلبي لمن لا يعرفها على حقيقتها , فمن باب الواجب أن تتجمل الأنثى لزوجها وترتدي أجمل الملابس له لتثيره عاطفياً لتستمد حبه لها , ولعلي أذكر في ذلك إحدى الروايات من قبل الشيخ " عائض القحطاني " عندما حكى موقفاً لرجل يشتكي له من زوجته أنها لا تتجمل له ولا تتزين إلا عند خروجها لمناسبة خارج المنزل في حفل زواج أو تجمع نسائي وقد روى هذاالرجلموقفاً للشيخ عندما كانت امرأته ذاهبة إلى حفل زواج و أرتدت أجمل الملابس وسرحت شعرها و تزينت بالذهب و الماكياج و تعطرت برائحة فواحه فقد استثارهالرجلذلك المنظر وطلب من زوجته عدم الذهاب لرغبته بها في ذلك اليوم فهي لم تكن كالعادة في البيت رفضت الزوجة ذلك الأمر ولكن مع اصرار الزوج قبلت فأنتظرالرجلفي مجلسه وصعدت المرأة لغرفة نومها وأزالت تلك البهرجة من ماكياج و ثوب و عطر و تسريحة و أرتدت ما تعودت عليه من ثياب المنزل و أسدلت شعرها كالمعتاد و نزلت لزوجها فتفاجاءالرجلمن زوجته في هذا المنظر ولم يكن يتوقعها فسألها عن سبب خلعها ملابسها الجميلة و الغاء تسريحتها الخطيرة و مسح مكياجها المثير فردت قائلة : إني كنت ذاهبة لفرح ولا داعي الآن لمثل هذه الأمور لأن هناك نساء تراني وأنت هنا وحدك تراني مما دعىالرجلالخروج من بيته مستصيباً من تصرف زوجته !!!
جمال الروح
هذا هو الأبقى و الأخلد حتى بعد الممات لأن الصفة التي يتصف بها الشخص بجمال الروح لا تزول بزمن أو وقت معين لانها تعتمد على التعامل ولا تشترى بمال أو تضع في مكان ولعل المثل الأعلى هو " نبينا محمد صلى الله عليه و سلم " في ذلك المثال و القدوة خاصة أن الله سبحانة وتعالى قد زكاه في قوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
فجمال الروح يتمثل في الخلق النابع من داخل الشخص ليس بمادة معينة أو زينة خاصة على الوجه أو الجسد فإن مات الشخص بقت محاسنه ليتذكرها من تعامل معه ويترحم عليه وكما جاء في الحديث الشريف ( الدين المعاملة ) و المعاملة هنا معناها التعامل بخلق و الالتزام بمبادىء , وفي ذلك عدة مواضع فنرى أن ذلك خفيف دم و هذا مؤدب , فإن التزمت الأنثى بجمال الروح مقروناً بجمال الجسد سيكون تأثيرها أكبر علىالرجلولا ننسى الحديث الشريف
( تنكح المرأة لأربع : لمالها و لجمالها ولخلقها و لدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك ) صدق الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ..
فالأنوثة قبل أن تكون تجملاً أو لبساً فهي تصرفاً يكسب القلب قبل العين