السلام عليكم و رحمة الله تعالى
ﻫﺬﻩ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻫﻤﻬﺎ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ
ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺃﺧﺰﺍﻩ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺭﺟﻞ.. ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺮﺍﻫﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﻛﻴﺪﻫﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻓﻠﻦ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻛﻴﺪﻩ
ﺛﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻋﻜﺲ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺇﺟﻠﺲ ﻭ ﺗﻔﺮﺝ ﻭﺃﺣﻜﻢ ﺑﻨﻔﺴﻚ
ﻭﻣﻀﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺗﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺴﺮﻗﺔ ﻓﺮﺩﺓ ﺣﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﻴﺎﺋﻬﺎ ﻟﺘﺨﻔﻴﻬﺎ
ﻭﻟﻮﺛﺖ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻋﻄﻮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭ ﺩﻗﺖ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺑﺮﺓ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﻧﻬﻜﺘﻨﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻻ ﺃﻃﻠﺐ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺃﺳﺪ ﺟﻮﻋﻲ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﻞ ﻓﺄﻃﻌﻤﻴﻨﻲ ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﻳﺤﺮﻣﻚ ﺍﻷﺟﺮ
ﻭﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﺃﺩﺧﻠﺘﻬﺎ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺃﻛﺮﻣﺘﻬﺎ ﻭﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻟﺘﺄﻛﻞ ﻣﻌﻬﺎ
ﻭﺇﺫ ﺑﺎﻟﻌﺠﻮﺯ ﺗﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺤﻀﺮﻱ ﻟﻲ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺑﻤﻠﻌﻘﺘﻴﻦ
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻭﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﻬﺎ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺗﺄﻛﻞ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﻤﻠﻌﻘﺔ ﻭ ﺗﺎﺭﺓ ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ
ﻓﺠﺄﺓ ﺩﻕ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟﺘﻔﺘﺤﻪ ﻣﺨﺒﺮﺓ ﺿﻴﻔﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺣﺘﻤﺎ
ﻓﺴﺎﺭﻋﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﻓﺮﺩﺓ ﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ
ﺩﺧﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﺍﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ؟؟
ﻓﺮﺩﺕ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ: ﻫﺬﺍ ﺯﻭﺟﻲ ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ..
ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺠﺐ: ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻌـﻨﺎ ﺇﺫﻥ ؟
ﺭﺩﺕ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ :ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﺪﺛﻴﻦ ﻋﻨﻪ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪﻙ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻌـﻨﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻠﻌﻘﺘﻪ [ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻌﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻛﻞ ﺑﻬﺎ]
ﻭﻫﺬﻩ ﻓﺮﺩﺓ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻓﺰﻋﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﻫﻨﺎ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﺴﺎﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺤﻠﻒ ﻭﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺪﻭﻉ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﺄﺧﺬ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻭ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﺎﺿﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭ ﻣﺎﺗﺖ
ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺿﺮﺏ ﺍﺑﻨﺘﻬﻢ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎ ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻬﺎ
ﻓﺄﻋﻤﺎﻫﻢ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻹﺑﻨﺘﻬﻢ
ﻓﻬﺮﻭﻟﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭ ﺃﺷﻌﻠﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺃﻥ ﺍﺷﺘﻌﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﻨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ
ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻋﺪﺕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻫﻠﻌﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﻛﻴﺪﻫﺎ
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻛﻴﺪﻫﺎ ﻏﻠﺐ ﻛﻴﺪﻩ ﻟﻌـﻨﻪ الله
اللهم لا تجعلنا ممن ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
في امان الله