منقول بتصرف من صيد الفوائد
{الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} - النور 3-
أحبتي في الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عذراً إن فاجأتكم بهذا العنوان، ولكن الشيطان لم يترك أحدا من المسلمين إلا ويريد له ان يسلك طريق الهلاك وعذاب جهنم والخلود فيها، عياذا بالله .
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ(40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ(41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ(42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ(43)} -الحجر-
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ(16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ(17) قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ(18)} -الأعراف-
تختلف طبائع البشر، ويختلف فيما بينهم..درجة الوعي الديني وقوة الإيمان،
فكما تتواجد المؤمنات الصالحات، هناك أيضا أخوات غير صالحات، لاهيات في دنياهن، منهن من لا تعمل بالقرآن، وتعصي الله، فترفض الحجاب..
ومنهن من تخون زوجها، ومنهن من تزني والعياذ بالله.
وهنا لي وقفة بسيطة، إلى الأخت الزانية..
أخيتي ، إن الله تعالى أعد للعفيف والعفيفة مكافآت وجوائز وأجر عظيم ، وخيرات لا يتصورها الخيال مما لا عين رأت...ولا أذن سمعت..ولا خطر على قلب بشر..مما لا مجال لتفصيله.
وقد يكون مما غلبه الهوى وتغلب عليه الشيطان، فزلت قدمه بارتكاب جريمة الزنــا، فينسى رحمة الله تعالى ..وربما تمادى في جرائمه.
ان ديننا العظيم، قد فتح باب للمغفرة والتوبة، للمؤمنين المؤمنات النادمين.
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67)وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} -الفرقان -
فيفتح الله باب التوبة لمن أراد ان ينجو من هذا المصير السيئ بالتوبة والإيمان الصحيح والعمل الصالح: {...إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا..}..
وان الله يعد المؤمنين أن يبدل الله سيئاتهم حسنات.
{...فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات...}..على المؤمن ان يتوب توبة صادقة، ويعاهد الله ان لا يعود على ما كان عليه، ويستغفر الله دائما وأبدا..
{...وكان الله غفورا رحيما}.
وباب التوبة دائما مفتوح، يدخل اليه كل من استيقظ ضميره، وأراد العودة...
لا يصد عنه قاصــد، ولا يغلق في وجهه لاجئ..أيا كان، وأيا ارتكب من الآثام!!
وتذكروا دائما ما دمتم أحياء
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} - الزمر53-
أخيتي، تذكري أن باب التوبة مفتوح، ما إن ظهرت أول علامة من علامات الساعة الكبرى..يغلق باب التوبة.. وحينئذ..لن ينفعنا إلا أعمالنا الصالحة ..
فلا توبة تقبل، ويومئذ تكون الندامة والحسرة يوم لا تنفعهم ندامة و لا حسرة على عدم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا(66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً(68)} –الأحزاب-.
أخيتي، ما كتبت الموضوع إلا من أجلكِ، ربما لن تصلكِ رسالتي الآن، ولكن..
أتمنى ان تصل إلى قلبكِ...وضميركِ، فاني أختٌ لكِ، وأخشى عليكِ ومن واجـبي أن اكتب كلمة بسيطة لعلها توقظكِ مما أنتِ فيه..!!
يا من فقدت عفتها..وشرفها، هل انتِ سعيدة ومرتاحة الآن !! وماذا بعد !!
ما هو موقفكِ ما إن عرف اهلك فيما تفعلين..ماذا سيكون ردك !!
إن تقدم لكِ شاب وطلبكِ للزواج، ما هو موقفكِ !! هل ستوافقين..!
أم سترفضين دوماً لأنكِ لست لها...
ماذا لو جاءكِ ملك الموت، ليقبض روحكِ...وأنت في حضن عشيقكِ..
يا لها من ســـوء خاتمة لكِ.. ستقومين عليها بلا شك..وتقابلين ربك..
وأنت زانيــــــة !! أهذا ما تريدينه..!!
أمامك حل بلا شك..وربما يكون لديك وقت تلجئين إلى ربك وتطلبين منه المغفرة ...ولكن السؤال:
هل ستباشرين التوبة من اليوم، من لحظة قراءتك لرسالتي، أم أنك تريدين التمتع بقية الأسبوع، أو السنة..!! هل تضمنين عمرك !! هل تضمنين أن يأتي عليكِ الصباح ليومكِ الثاني !! بالطبع...لا...ولهذا عليكِ ان تفيقين مما أنت عليه.. فلا تسويف في التوبة والعودة إلى دين الله والآجال لا يعلمها إلا الله عالم الغيب والشهادة فكيف ستعلمين موعد الرحيل كي تتوبي !!؟ (التسويف قول سوف أتوب ، سوف أعود)
عليك ان تغتسلي، وتتوضئين..وتصلي وتدعين الله أن يغفر لكِ..
وأن تكون توبتك توبة صادقة لا عودة لما كنتِ عليه سابقا، وأن تلتزمين دين الله تعالى وسنة حبيبنا الرسول عليه الصلاة والسلام..
لا تعتقدي إن كنت تعيشين في بلاد الكفر، أن هناك من سينقذك مما هو مكتوب لكِ !! فالله أكبر..ومنتقم جبار...
ولكنه غفور رحيم..فباشري في توبتك على الفور...
واعلمي أخيتي، ان الله لا يقبل ان يسامح من يستغيب ..!!
ولكنه يقبل توبة الزاني....يا سبحان الله، ولا اله الا الله..
ابتعدي عن صحبة السوء...واذكري الله دوما وأبدا..حتى يحميك من عمل الشيطان!! هل تريدين ان تسلكين مسلك الشيطان،، وتهلكي مع من يتبعه!!
انظري كيف يخذل الشيطان أوليائه في قول الله تعالى:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} - إبراهيم22- آآه، لقد كذب علينا الشيطان وليس لنا اليوم من ولي ولا نصير إلا الله سبحانه وتعالى، فهل عملنا ليرحمنا الله في هذا اليوم، يوم الحساب والعقاب !!؟
لا يا أخيتي، إنك مسلمة، وإن أخطأت..فإن الله غفور رحيم..
ولكن..إياك أن تستمعين الى الشيطان وأوليائه، ولا تباشرين في توبتك في الحين والموت قريب !!
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } -الحشر16-
حتى لا يُنـزل الله سخطه عليكِ، وتخسرين دنياك وأخراكِ... توبي ثم تذكري وقولي
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } –الأنعام-15
أتمنى أن تصلكِ رسالتي، يا فتاة الإسلام...لعلكِ تصلحين ما بنفسك..
وتذكروا دائما وعد الله الحق الذي تؤول إليه الأمور:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } - الزمر53-
وإن الله تواب رحيم... وإن لله وإن إليه راجعون.
منقول