صلاح الدين مشرف
عدد المساهمات : 1737 نقاط : 7041 عضو نشيط : 3 تاريخ الميلاد : 11/04/1990 تاريخ التسجيل : 23/06/2009 العمر : 34 الموقع : منتدى اولاد بوسعادة
| موضوع: سيناريو الحرب البرية على غزة 7/7/2014, 20:01 | |
| سيناريو الحرب البرية على غزة ليست نزهة ما سيقدم عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي –نتنياهو- وحكومته الاستيطانية إذا ما شنت حرباً بريةً على غزة. هذه الحرب إذا اشتعلت نيرانها ستطال كل شيء، فهي حرب مختلفة عن كل حروب إسرائيل التي خاضتها في السابق. فغزة من حيث الجغرافيا والبشر تختلف عن كل الأماكن، ونحن على أبواب الحرب نحاول أن نرسم سيناريو متواضعاً لما قد يحدث عسكريا وسياسيا في غزة والضفة والقدس والداخل الفلسطيني وفي الشتات والمنطقة والعالم. منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 أو ما تعرف بخطة فك الإرتباط أحادي الجانب" هو الاسم الذي اختارته الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون في حينه، وغزة تعمل على قدم وساق من أجل تحصين وتطوير نموذجها المقاتل. منذ ذلك الحين وهي تستعد لمواجهة كبرى ميدانية من بيت لبيت ومن حارة لحارة ومن شارع لشارع، لدرجة أن غزة تحولت إلى كتلة اسمنتية صلبة محشوة بالحديد والنار، وباطن أرضها ملتهب، ومكتظ بالأنفاق والمقاتلين والمؤمنين بقدرتهم على النصر وتحقيق المعجزة. ما تم إعداده بغزة من القوى والفصائل المقاتلة، سيجعل جيش الإحتلال يغرق في بحر من الوحل، وسيجعل تقدمهم من بيت إلى بيت مجبولا بالدم وعلى جثث الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء. نموذج غزة سيكون استنساخا لتجربة "بنت جبيل" ولكن هذه المرة بشكل مكثف ويحمل خصوصية غزة كنموذج وبشر وجغرافيا وموقع وتركيبة اجتماعية واقتصادية. يدخل قادة جيش الإحتلال غزة مدركين ومتأكدين بأنها ليست لقمة سائغة ولا فسحة ولا نزوة مقاتل، فغزة كابوسهم الليلي. ولن يكون بمقدور جيش الإحتلال إلا استخدام أسلوب الأرض المحروقة من خلال الطيران والمدفعية تمهيداً للإجتياح البري، مما يعني سفكاً لدماء الأبرياء، وربما التقدير الأقرب للواقع بأن إسرائيل بعملياتها الجوية والبرية سوف تقتل على الأقل 10,000 فلسطيني خلال شهر تقريبا، وغالبيتهم العظمى ستكون من الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الإعاقة وبالتأكيد العزل من الشباب والرجال، وهذا الرقم يعني أن عدد الذين سيسقطون يوميا سيتجاوز 300 شهيد. ومن جهة أخرى فإن التقديرات تشير كذلك إلى أن إسرائيل ستخسر عدداً ضخماً من جنودها في حرب الشوارع، والحديث عن 500 أو 1500 من القتلى في صفوف جيش الإحتلال ربما لا يكون صيغة مبالغة، فالغطاء الجوي سيكون شبه مشلول وستكون المعركة وجها لوجه، بين صاحب الأرض والمؤمن بالنصر وفي المقابل الجندي المحتل الغازي المجرور عنوة للمعركة. إضافة لذلك فمن المؤكد أن القوى المقاتلة على الأرض قد وضعت أمام أعينها أهدافا أخرى لا تقل أهمية عن المواجهه والصمود وتتمثل في الإستعداد من أجل أسر أكبر قدر ممكن من الجنود في الميدان، هذه العملية إذا ما تمت فإنها ستقلب المعايير الميدانية للحرب الشرسة رأسا على عقب، وستضع بيد القوى المقاتلة ورقة رابحة جديدة يمكنها من إملاء شروطها في أي محاولة لوقف إطلاق النار. أمام الحرب ومشاهد الموت والقتل لن يكون أمام القيادة السياسية من خيار آخر إلا التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة "إسرائيل" على جرائمها، وهذا الأمر سيشكل نقلة نوعية كبرى في طبيعة وشكل الصراع السياسي، ومرحلة سياسية جديدة بامتياز. وهذا التوجه سيعني بلا شك أن تبدأ مرحلة مطاردة عكسية لكل قادة جيش الإحتلال بوصفهم مجرمي حرب، وهنا فإن الفعل الميداني على الأرض سيتكامل مع فعل سياسي ولأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية سيحدث تزاوج حقيقي بين القوة والبندقية والسياسة. | |
|