الأطفال كما هم الكبار، اذكياء باشكال مختلفة: وكثير من الناس يحكمون على الطفل بانه ذكي بالاعتماد على شكل واحد او اثنين من هذه الاشكال. وتساعد معرفة هذه الاشكال من الذكاء الاهل على فهم طريقة الطفل في التفكير، وتمكنهم من تعزيز نقاط القوة في تفكيره وتعزيز قدرته على حل مشكلاته. كما ان معرفة اشكال الذكاء هذه تساعد الاهل والمعلمين في اختيار الطرق الامثل في تعليمه وتوجيهه في البيت والمدرسة. فبأي شكل من الاشكال يمكن ان تصف طفلك بانه ذكي؟
-الذكاء اللغوي: هنا الطفل قادر على استعمال اللغة استعمالا فعالا في التعبير عما يريد وفي اقناع
الاخرين والتفاوض معهم للحصول على ما يريد. وهو هنا قادر على تسلية الاخرين بلغته فهو يقص على الاهل حكايات وينقل اخبارا ويصف الناس وشخصياتهم بطرق تتسم بالعمق والطرافة. والطفل الذكي لغويا يحب القراءة والكتابة ويحب الاستماع الى ما يقوله الاخرون. فهو يفكر ويشعر بالكلمات.
-الذكاء المنطقي: يتمتع الطفل هنا بالقدرة على المحاكمة السليمة ووضع الافكار والاشياء في فئات محددة والربط بين السبب والنتيجة. وهو قادر ايضا على المقارنة بين الاشياء ومعرفة الفروق بينها. ويظهر ميلا الى حل المسائل الرياضية.
-الذكاء البصري: يمتاز الطفل هنا بالحساسية المتميزة للتفاصيل البصرية. وهو يتمتع بالقدرة على الملاحظة والمراقبة واعادة تكوين الصورة باشكال مختلفة فيها ابتكار وابداع. فهو يفكر بواسطة الصور الذهنية والمتخيلة. واذا تحدثت اليه عن شخص رسم في ذهنه صورة واضحة المعالم لذلك الشخص.
-الذكاء الموسيقي: الطفل هنا قادر على الاستماع الى قطعة موسيقية وتذوقها ويستطيع انتاج ايقاعات والحان. ونقول ان هذا الطفل يتمتع باذن موسيقية. وهذا يعني انه يدرك اهمية التوقيت في الانتاج الموسيقي ويعرف الفرق بين الاصوات. فهو يفكر عن طريق الصوت.
-الذكاء البدني: يمكن لهذا الطفل ان يتحكم في حركة جسمه. فهو يعرف كيف يمسك بالاشياء مثل سكين او
مقص بطريقة تمكنه من السيطرة على الاداة والاستفادة منها الى اقصى حد. وهو قادر على المشي برشاقة وقادر على الرقص والتمثيل. وقد يكون قادرا على تطوير مهارات في الخياطة او في بناء نماذج لآلة معينة. فهو يفكر عن طريق اللمس او تحسس الاشياء او عن طريق العضلات.
-الذكاء الطبيعي: يحب الطفل الانطلاق في البراري والحدائق، ويحب الحيوانات ويهتم بمعرفتها وطرق اكلها وحياتها والعناية بها. وله دراية بالنباتات والمعادن. وهو يعرف كيف يصنفها ويعرف قيمتها. فهو يفكر عن طريق بناء نماذج وفئات وعن طريق النبات والحيوان.
-الذكاء الاجتماعي: يدرك الطفل الفروق بين الناس المختلفين وامزجتهم ونياتهم ورغباتهم. ويميل هذا الطفل الى ابراز قدراته القيادية. وهو يستطيع ان ينظر الى العالم من زاوية شخص آخر. فهو يفكر في العالم حوله من زوايا مختلفة باختلاف الناس ويحب الاختلاط بالاخرين والتأثير فيهم.
-الذكاء الذاتي: يستعمل الطفل فهمه لنفسه في اثراء حياته وتوجيهها. فهو يحب التأمل في الناس والاشياء من حوله. ويميل الى الهدوء والبحث في الذات. وهو يتمتع باحساس قوي باستقلاليته وباحساس قوي بالانضباط. فهو يفكر تفكيرا عميقا وهو بحاجة الى الهدوء والسكينة والخصوصية. وقد يصعب توجيهه او تعليمه.
علينا بطبيعة الحال ان نعمل على تعليم الطفل، على اختلاف انواع ذكائه، ان يستعمل ذكاءه في خدمة نفسه والاخرين. وعلينا ان نعمل على تحفيزه ومساعدته في تحقيق ما فيه خيره وخير الاخرين. ويجب ان ندرك ان الطفل ليس نموذجا مصغرا عنا: فهو انسان مستقل علينا ان نساعده في اعداد نفسه لحياة تختلف عن حياتنا وعالم يختلف عن عالمنا.