مسكت قلمي قبيل أذان الفجر
كان النعاس قد تطاير من عيناي
وكنت أنافي أحلامي وأفكاري أتخبط
فرحت انطق بكلمات قي قلبي صامتة
ربما كان ذاك الهام ليلي
وأسئلة راودتني لما أنا محتارة وخائفة
ولم حروف أراها حزينة تلبس الحياء حجابا
وتعتنق الخوف ذهبا
و حتى قلمي حين يسمع عن العروبة يبكي ويدمع
ويأبى أن يخط على الورق
وهاو قلبي يخفق شوقا إلى بلاد العرب
وجدت في عتمة الغرفة نفسي غريبة
عن وطني وبيتي وأهلي
وتمنيت من صوت يخترق جوارحي ويصرخ
ويزلزل أرض من تحت المستعمر
عله يطعم الطفل الجائع
ويمسح دمع الأرملة
ويترك أم شهيد تزغرد على ابنها
على وقع الطمأنينة
ولكن في الاخير وجدت نفسي أتوه في ألحان من الأمنيات
وجدت فرشاتي ترسم وحدها طائرا جريحا وشخصا يأبى الركوع
وشجرة صامدة وسط عواصف الظلم والاستبداد
محزن ومخيف مارسته ولكنه وللأسف كان حقيقا
هرعت دموعي تسابق حنينا إلى تلك البلدان
بلدان رفعت رايات الحق وجعلت نفسها للبطولة عنوان
نخوة وشهامة وشجاعة الفرسان
ودموع أسى على حالي فقد اعتنقت الصمت عن الظلم والاستبداد
في وضح النهار أرى القتل والدمار وأنا أتابع بجبن وخجل
تسلسل الأحداث وموت الأحباب
ترى إلى متى سأضل على هذا الحال
أما أتى ذاك الصباح
يصيح فيه الديك يعلن بداية المغامرة وبزوغ الفجر فالبس الفستان واضع الشال الأحمر
واتبع والدي إلى رحلة عبر تراب وطني
ازور قدس واصلي في المسجد الأقصى واكل من طبخ نسائها
وأشرب من عذوبة ماء دجلة وفرات فيا عراق مااعظمك
وأتجول بين حارات دمشق القديمة وبشقاوة أرى جمال الادقية
وهل ستبقى زيارة المغرب حلما يراودني ورؤية أهرام أم دنيا
متى تتحق وهل لي أن أتعلم اللهجة التونسية
أم لايمكنني أن اسلم على ليبيا وأشهد على كرم أهل السودان
والبس حجاب خليجيا وامتطي خيلا عربيا
لماذا كل هذه أحلام أراها بعيدة
أليست بلاد العرب أوطاني
آه آه آه حين أرى أخي بجانبي يلعب
فأتذكر طفل الحجر فتسبقني دمعتي
هل اتحاد العرب وطرد المستمر مستحيلا
وصعبا لهذه الدرجة
أحمد ربي أني بين عائلتي وأهلي
هاهي أمي تمشط شعري وهاو أبي يعلمني الصلاة
وها أنا مع إخوتي العب وهاهو طفل الحرب
يلعب لعبة الشجاعة والبطولة مع المستعمر أمه ترملت
وأبوه استشهد وإخوته اسأل سجون المستعمر تخبرك عن أحوالهم
ترى لما لون الجدار الأحمر ولما الكوفية ملطخة بالدماء
وأين العرب ولما يتبعون الحكام
وأين كرامتنا ومتى سنظل على هذه الحال
أما لشمس تشرق تبدد هذا الضلام وصوت يكسر جدار الصمت
نزفت العينين دما وهاو أذان الفجر يأذن
وحان موعد الصلاة فقوموا لصلاة ودعوا النصر لفلسطين والعراق