السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
***********
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتدنا على انتقاد حكوماتنا، و نعتها بالتقصير، و سوء التسيير، و أنانيه المسؤولين و عدم اهتمامهم بنا كمواطنين
و لكن غفلنا و تجاهلنا ما تقدمه لنا من معونات و جهود ايجابية تساعد المواطن رغم قلتها ولكنها فعلا موجودة انما نحن ننكرها
لأننا نرى الامور من زاويتها السلبية و تعودنا ذلك ،و هذا سببه حسب رأيي المتواضع يرجع الى أنانيتناو حبنا لأنفسنا، و عدم أكتفائنا بما يصلنا و بما نحن فيه من مستوى معيشي لابأس به ،حتى وان كان مليئا بالنقائصو لكننا نبقى دائما لا نعترف بالجميل
من هذا الباب ادخل الى صلب الموضوع
تعودنا عند اقتراب كل موسم دراسي تقوم الدولة بالاعلان عن معونة خاصة للتلاميذ المتمدرسين المحتاجين ،أي الذين اولياؤهممحدودي الدخل أو المحتاجين معدومي الدخل المنتظم، و هي بادرة طيبة لاقت الاستحسان من الجميع لما فيها من مساعدة و تضامن
يزيل بعض الثقل من على كاهل هؤلاء الاولياء ،الى هنا الامر عادي و مقبول، فالجميع استحسن المبادرة، و لكن غير العادي هو عدم وصول هذه المعونة الى أصحابها
صحيح ينالها البعض من مستحقيها، و لكن يتقاسمها معهم بعض ممن لا حاجة لهم بها و هم عن غنّا عنها
نعم هو واقع مخزي .فيبدأ الجميع بتجهيز ملفاتهم لتقديمها و للتسجيل للاستفادة من المعونة
أناس ميسوري الحال من ذوي الدخل الوفير، تجار... و موالين...و غيرهم من هم في مستوى مادي جيد ان لم نقل ممتاز
و ثغرتهم في هذا انه لا يمكن رفض ملفاتهم لكونهم غير مقيدين لدى المؤسسات الرسمية كتجار أو لدى الضرائب
لأن كل اعمالهم حرة خارج القيد الضريبي،و باستطاعتهم سحب شهادة البطالة أو شهادة محدودي الدخل، و هذا من حقهم قانونيا
و عار عليهم أخلاقيا في نظري
و تحين لحظة صرف هذه المعونة، فتجدهم في اول الطابور دونما ذرة حياء، بينما من هم أحق بها تجدهم في آخر الطابور يقفون على استحياء ،و لولا حاجتهم التي فرضت عليهم حضورهم لما حضروا
اذن....
اليس عار علينا نحن من نتهم حكوماتنا بالتقصير في تلبية حاجياتنا كمواطنين ، بينما نحن نسطوا على حقوق بعضنا و نستولي على ماهو ليس لنا و ليس من حقنا
متى نكف و نرضى بالذي بين ايدينا و هو أصلا يغنينا عن الحاجة، .لماذا نقلل مما عندنا و هو كثير، و نطمع في ما عند غيرنا و هو قليل
كيف تغطي حكوماتنا حاجياتنا و نحن لا نتنازل على انانيتنا و حب انفسنا و نحب أن يكون كل شيئ لنا؟
أخذنا و أخذنا و مازلنا ناخذ....؟.و لكن متى نعطي... و لو الشيء القليل...؟
أتقوا الله يا اصحاب البطون التي لا تشبع رغم كل ما ابتلعته، تـاكلون ما عندكم و هو ليس باليسير ،و أعينكم على ما ليس لكم و هو لا يقاس بقطرة في بحر مما تملكون
---
في مثل هكذا تصرفات و سلوكيات نصبح كلنا متهمون و لا يستثنى احد، فنحن لسنا بعيدين عن هؤلاء الانتهازين ما دمنا ساكتين صامتين
فقبل أن نتهم حكوماتنا، علينا ان نتهم انفسنا و نسأل تقصيرنا لما نحن هكذا...، يوم نغير طباعنا و نقف في وجه هؤلاء الانتهازيين ،و أن نكون مقدمين مبادرين لتغيير كل ما نراه
معوجا .يجب علينا أن نتكلم وان نشير باصابعنا بأن هذا التصرف خاطئ ،وجب علينا أن نتدخل... أن نمنع... أن نقف في طريق الفساد و المفسدين
عيبنا هو سكوتنا... لقد تعودنا أن نفكر الا في انفسنا فقط ،حتى و لو مات غيرنا
الى متى نبقى غارقين في انانيتنا، و لا تهمنا سوى سلامة بيتنا من الحريق أذا شب, بينما تحترق بيوت غيرنا و نحن لا نكلف أنفسنا بسكب و لو قطرة ماء
فقطرة عند قطرة تولد فيضانا
لماذا لا نتعلم أن نساعد بعضنا عوضا على ان نسطوا على حقوق بعضنا
و أختم بخير الكلام و أصدقه و انفعه
قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد:إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ؟