أسبوع أسود للرئيس فرانسوا هولاند نتيجة سلسلة فضائح سياسية وأخلاقية
تستمر شعبية فرانسوا هولاند بالتدهور حيث وصلت حسب استطلاع لمعهد "سوفريس" لصالح جريدة "لوفيغارو" إلى 13 بالمئة. وما عقّد أمور الرئيس الفرنسي هي تلك الصورة غير الجميلة التي رسمتها عنه شريكة حياته السابقة فاليري تريرفيلر في كتابها "شكرا على تلك الأوقات".
منذ انتخابه رئيسا لفرنسا في ماي2012، لا يكاد يمر أسبوع أو شهر واحد دون أن يواجه فرانسوا هولاند مشاكل سياسية واقتصادية أو فضائح جعلت شعبيته تتدهور بشكل مستمر وغير متوقع.
ويرى بعض المتتبعين للشؤون الفرنسية أن في حال استمر الوضع على حاله، فهناك مخاوف أن تتدنى شعبية الرئيس الفرنسي أكثر لتصل إلى 5 أو 6 بالمئة من المؤيدين فقط. .
والغريب في الأمر أن كلما حاول هولاند أن يتقدم بصورة الرئيس القريب من الفرنسيين والمقاوم والجريء كلما اعترضته عقبات جديدة تحول دون تمكنه من تحسين صورته لدى الفرنسيين. ويعد هذا الأسبوع من أسوأ الأسابيع التي عاشها هولاند كرئيس لفرنسا لعدة أسباب أبرزها:
صدور كتاب فاليري تريرفيلر "شكرا على تلك الأوقات"
شريكة حياة الرئيس السابقة فاليري تريرفيلر كشفت صورة لهولاند، أقل ما يقال فيها أنها لا تخدم بتاتا الرئيس الفرنسي الذي سعى دوما إلى الظهور بمظهر الرئيس القريب من الفرنسيين، خاصة الفقراء منهم والذي يتفهم مشاكلهم كونه رجلا في منتهى البساطة ولا يبالي بعالم الأغنياء.
لكن احتقاره للفقراء ولعائلة فاليري تريرفيلر، إذ صحت رواية السيدة الفرنسية الأولى السابقة، أفقده الاحترام في الأوساط التي ما زالت مؤيدة له.
وكان كتاب تريرفيلر بمثابة ضربة قاسية للرئيس الفرنسي لكشفه العيوب التي حاول إخفاءها طيلة حياته السياسية الطويلة وخلال الحملة الانتخابية في 2012. وسيكون من الصعب أن يغير هولاند بسهولة صورته لدى الفرنسيين الذين تهافتوا على شراء كتاب تريرفيلر ، إلا في حال تحسن الوضع الاقتصادي وانخفاض نسبة البطالة التي تطال حوالي 9 بالمئة من الفرنسيين.
استقالة توماس تيفنو كاتب الدولة للتجارة الخارجية والسياحة
عشرة أيام فقط بعد تكليف الرئيس لفالس بتشكيل حكومة جديدة منسجمة للتصدي للبطالة وإعادة الأمل إلى الفرنسيين، ها هو هولاند يواجه اليوم فضيحة أخلاقية جديدة سببها وزير الدولة للتجارة الخارجية توماس تيفنو الذي استقال من منصبه أمس الخميس بطلب من الرئيس ورئيس الحكومة بعد أن "نسي" أن يدفع الضرائب لمدة ثلاث سنوات.
وفي تصريح اعترف توماس تيفنو (40 سنة) بذنبه، وأضاف أنه قام بتسوية وضعه ودفع مبلغ جزائي لمصلحة الضرائب.
والغريب في الأمر أن توماس تيفنو كان احتل منصب نائب رئيس اللجنة المختصة بالتزوير الضريبي في الجمعية الوطنية ومنصب رئيس لجنة التحقيق في قضية وزير المالية السابق جيروم كاهوزاك.
تدهور تاريخي لشعبية هولاند
أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "سوفريس" تدهورا مقلقا وخطيرا لشعبية الرئيس الفرنسي والتي وصلت إلى 13 بالمئة. وهي أدنى نسبة يعرفها رئيس فرنسي في الجمهورية الخامسة. والملفت أيضا هو أن انخفاض شعبية هولاند أثر سلبا على شعبية رئيس حكومته مانويل فالس التي وصلت إلى 30 بالمئة بعدما تعدت 50 بالمئة بعد تعيينه رئيسا للحكومة.
ويأتي هذا الانخفاض التاريخي في شعبية هولاند بعد 10 أيام فقط على تشكيل حكومة جديدة وقبل 10 أيام من خطاب "السياسة العامة" الذي سيلقيه فالس أمام الجمعية الوطنية ليطلب منها المصادقة على برنامج الحكومة الاقتصادي والاجتماعي.
ويخشى بعض المتخصصين في شؤون فرنسا أن ترفض الجمعية الوطنية منح الثقة لفالس ولا تصادق على برنامج الحكومة الجديد، ما قد يؤدي إلى أزمة سياسية خطيرة قد تصل إلى حل البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة.