في كل عام تمر علينا الأعياد المختلفة، والمناسبات الحلوة
. في عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى المبارك، وغيرها من المناسبات السعيدة التي تمر علينا.
وفي كل عيد وكل مناسبة يفرح كل إنسان فينا بكل ما هو جديد، وخصوصًا الأطفال الصغار فهذه الأعياد بالنسبة لهم هي أوقات للمرح بعيدًا عن أعباء الدراسة والمذاكرة، وليس الأطفال فقط، ولكنها أوقات مرح لنا – نحن الكبار – أيضًا فنرتاح فيها من عناء العمل، وأعباء الحياة وهمومها.
في الحقيقة أكتب لكم مقالي هذا لأن في مثل هذه الأيام المباركة لابد أن نتذكر إخواننا الفقراء واليتامى والمساكين، الذين ينتشروا في كل مكان، والذين لا يستطيعوا أن يفرحوا بهذه الأيام التي ننتظرها بين الحين والآخر، فلا يستطيعوا أن يشتروا ملابس جديدة اوالأضاحي، اولا حتى لعب جديدة لأطفالهم الصغار.
أيضًا في مثل هذه الأيام المباركة التي تحل علينا مثل الضيف الكريم من العام للآخر أن نتذكرهم، فمن يستطيع أن يسعد هؤلاء الفقراء البائسين بأي شيء ولو بسيط، فمن المفترض ألا يتردد لحظة واحدة ويبادر بمساعدة هؤلاء، لأنهم أولى الناس بالمساعدة التي تجعلنا نأخذ الثواب الكبير من الله عز وجل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأقصد بذلك الجمعيات الخيرية التي أصبحت منتشرة في كل أنحاء الجمهورية، بل وفي كل أنحاء الوطن العربي والتي تضم هؤلاء المساكين والأيتام، فهذه الجمعيات نراها تشن العديد والعديد من الحملات التي تدعوا للتبرع من أجل هؤلاء، سواءًا كان بملابس مستعملة أو بأموال أو حتى باللعب القديمة.
ومما يلفت النظر أيضا أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف وقفة جادة أمام هذه الفئة وأمام احتياجاتها، والمشاكل التي قد تواجهها سواءً أكانت معنوية أم مادية أم اجتماعية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن العديدة في شأن اليتيم ، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسة،كلها تدور حول:دفع المضار عنه، وجلب المصالح له في ماله، وفي نفسه، وفي الحالة الزواجية، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.
قال تعالى ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) النساء36 فالإحسان إلى اليتيم متعين كما هو للوالدين ولذي القربى ، وليس هذا فحسب بل وقرنه رب العزة والجلال بالإيمان به وجعله من أعظم أعمال البر.
ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للهداية والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.