استيقظ الوسط الفني، صبيحة أمس الأربعاء، على فاجعة وفاة الفنان سمير بلخير، الشهير فنيا بـ "سمير السطايفي"، بعد معاناة طويلة مع داء السكري.ووري الراحل الثرى في نفس اليوم بمقبرة "سيدي الخيّر" بعد الصلاة على روحه بمسجد "عمر بن الخطاب" بحضور عدد كبير من رفقائه من الوسط الغنائي وأفراد من عائلته وذويه.
علما أن الراحل، (66 عاما)، كان يعاني أيضا من سرطان الكبد الذي أتعب كاهله، ليلفظ الفقيد أنفاسه بمصلحة الطب الداخلي لمستشفى "سعادنة عبد النور" بسطيف.
وكانت الحالة الصحية لفنان الأغنية السطايفية قد تدهورت منذ عدة أيام ودخلت مرحلة الخطر، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى ووضعه تحت العناية الطبية الفائقة.
والمعروف أن الراحل كان يعاني من مرض السُكري منذ مدة طويلة، حيث تم بتر أصبع رجله اليسرى في سنة 2010، ليخضع بعدها لفحوصات معمقة ومتابعة صحية من أعلى مستوى بأمر من والي ولاية سطيف بعدما أكد الأطباء على ضرورة بتر رجله بسبب انتشار الجرثوم في قدمه اليسرى.
الجدير بالذكر أن سمير السطايفي دخل المستشفى عدة مرات للعلاج خلال السنوات الفارطة، وبمناسبة عيد الأضحى المبارك، قامت مجموعة كبيرة من فناني مدينة عين الفوارة من مثقفين وإطارات بزيارته للرفع من معنوياته ومساندته في محنته.
كما قام محمد بودربالي، والي ولاية سطيف، بزيارة إلى المستشفى الجامعي "سعادنة محمد عبد النور" وهذا من أجل الاطمئنان على صحة الفنان، ووقف رفقة المدير العام للمستشفى على ظروف الاستشفاء الخاصة بالفنان وأعطى تعليمات بتخصيص الرعاية الصحية اللازمة له. كما تحدث مع الفنان عن أحواله الصحية متمنيا له الشفاء والعودة القريبة إلى الساحة الفنية قبل أن يُسلم الفقيد روحه لخالقه.
ونقل مقربون من المرحوم أنه كان يعتزم تقديم أغنية خاصة بوفاق سطيف، بعد تتويجهم بكأس رابطة أبطال إفريقيا إلا أن المرض ثم الوفاة جعلت المشروع يتوقف.
واشتهر الفنان الذي ينحدر من منطقة "طانجة" بسطيف، بعديد الأغاني السطايفية على غرار أغنية "خاتم صبعي" و"وينك يا عين الفوارة" و"مول الشاش".
وقد تم تكريم الراحل سنة 2012 مع بكاكشي الخير في مهرجان "جميلة" الذي قال بشأنه سمير السطايفي: "إنه سعيد جدا بهذا التكريم، الذي جاء في ختام مشواره الفني"، مؤكدا على ضرورة المحافظة على التراث السطايفي الذي أفسده بعض الفنانين الشباب، مشددا على مواصلته لمسيرته الفنية حتى تتوقف حنجرته عن الغناء.
وكان آخر ظهور للراحل من خلال الكاميرا الخفية "الجن حاب يسكن" التي بتتها "الشروق تي. في" رمضان الماضي. وكانت من الحلقات التي استمتع بها جمهور الراحل.
المرحوم سمير بلخير الذي اشتهر باسم سمير السطايفي من مواليد سنة 1948 فارق الحياة وعمره 66 سنة، مخلفا وراءه جملة من الأغاني السطايفية التي تغنَّى بها في الأفراح والحفلات، ويعد من الأوجه البارزة التي اعتادت على تمثيل الأغنية السطايفية في مختلف المحافل والمهرجانات. لتنطفئ شمعته إلى الأبد، وتبقى أغانيه تخلد ذكراه.
وكانت "الشروق اليومي" قد تنقلت في أيام عيد الأضحى المبارك إلى المستشفى والتقت بأفراد من عائلته الذين وصفوا حالته بالمتدهورة للغاية، وظل يشكو من داء على مستوى البنكرياس، وقد أمضى يومي العيد بالمستشفى، وطلب الأطباء من أهله عدم الإكثار من الزيارات وعدم إزعاجه خاصة أن حالته حرجة للغاية، وتتطلب العناية المركزة.
ولام بعض المقربين من الفنان وزارة الثقافة التي لم تقم-حسبهم- بأي خطوة تجاه سمير الذي قدم الكثير للأغنية السطايفية، ومنها التي تحمل عنوان "وين راهم ناس سطيف؟"، والظاهر أن سمير لم يجد ناس سطيف، ولا ناس الجزائر. فعانى في صمت بالمستشفى إلى أن فارق الحياة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]