إلى كل من لا يعرف الجزائر ... إليك رقم 10 أرجو أن يعرفك من هي الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

سيداتي سادتي أعضاء وزوار هذا المنتدى الكريم،
سيداتي وسادتي ممن جلبهم الفضول ليعرفوا تاريخ الجزائر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لن أكلمكم اليوم عن ثورة الجزائر ولا عن مجاهديها ولا عن شهدائها، بل سأكلمكم عن الرقم 10 ومدلولاته عن الجزائريين، وما أدراك ما هو الرقم 10، قد لا تفهمون قصدي لكني سأنطلق الآن، وسبب انطلاقي هو غيرتني على وطني ممن أطلقوا ألسنتهم وتكلموا عن ثورتنا ووضعوا أنوفهم في تاريخنا ولفتوا انتباه العالم على أن الفضل يعود لهم في كل ما جرى في الجزائر، ولعلكم تعرفتم عليهم، وأنا هنا لن أشتم أحدا ولن أتكلم في عرض أحد إنما فقط سأتكلم عن الرقم 10.

نعم لقد عاشت الجزائر 10 سنوات في أزمة إرهاب، أزمة داخلية نشبت بين أفراد مجتمعنا الطاهر، لسبب أو لآخر، وبقدرة قادر عشنا كجزائريين 10 سنوات كاملة من الإرهاب، مرت علينا ليل نهار وكلها مآسي، 10 سنوات لا ندري من كان السبب في دخولنا لعتمة ظلامها، لكننا دخلناها فأصبحنا نسمعنا يوميا عن ضحايا وعن تفجيرات وعن حواجز مزيفة، واصبحنا نحارب أفكارا آثمة خاطئة يحملها بعض شبابنا المغرر بهم واستخدموها للقتل، 10 سنوات من المآسي تشربناها مثلما تشربنا حليب أمهاتنا، كيف لا وقد ارتوينا دما بدل الحليب، 10 سنوات والشعب الجزائري يعاني سكرات الموت والكل ينتظر الجنازة، نعم الكل، كل من في هذه الكرة الأرضية كانوا ينتظرون جنازة الجزائر، كانوا ينتظرون موتها بسبب هذه الأزمة.
أتذكر جيدا وأنا الذي عايشت ولادة هذه الأزمة وقد كان عمري 8 سنوات وعايشت نهايتها وعمري الآن وفي هذه اللحضات 27 سنة ونصف، أتذكر جيدا أن لا أحد قدم لنا الدعم من دول العالم كلها بما في ذلك الأشقاء العرب والمسلمون، إلا أنهم كانوا فقط يحتفضون بسفرائنا عندهم ويتركون سفراءهم عندنا، بل إن الوقاحة التي رأيتها من طرف بعض الدول هي التدخل في شؤوننا أملا في الحصول على بترولنا بأبخس الأثمان فهذا الأمر كان يبكيني فقد كنت صغيرا لكني أفهم الكثير عما يجري حولي.
هذا وقد استغلت بعض الدول أزمة الجزائر لتجعلها مادة إعلامية فقد كان يشرفهم أن يتناقلوا ضعف المسؤولين الجزائريين وضعف الجزائريين على مقاومة أزمتهم، نعم 10 سنوات كاملة وصحافة بعض الدول ليس لها من الحديث إلا الإرهاب في الجزائر، لم نرى إلا بعض الإلتفاتات من بعض الأشقاء لكنها لم تكن في المستوى، وأتذكر جيدا أن هناك من الأشقاء من بادر بغلق الحدود طلبا لأمنه، وهناك من يحذر رعاياه ليل نهار ونحن من يدفع أجور رعاياه، ومع ذلك فقد كان الرقم 10 حاضرا دوما.

والحمد لله مرت 10 سنوات من القتل والذبح وانتهت والحمد لله وعددنا الآن ما يقارب 40 مليون نسمة (الله يبارك)، لم نمت جميعا كما كان يتصور البعض، والحمد لله لم تمت الجزائر كما كان يطلب البعض، لقد اجتزنا الصعاب واجتزنا ما لا يفهمه شعب طيلة حياته، والحمد لله كانت 10 سنوات ومضت في حال سبيلها، وما أثار اشمئزاز بعض الدول أننا عدنا للواجهة دون مساعدة منها نعم عدنا للواجهة وأصبحنا نتحكم فيما لا يدركه الكثيرون، وكل مشاكلنا هي في طور الحل بإذنه تعالى، نعم عدنا للواجهة والتي لا يعرفها الكثيرون.

والسؤال المطروح والذي أسوقه للذين تكلموا عن تدعيمهم لثورتنا وأكدوا أن الفضل يعود لهم في تحريرنا، أقول: أين كنتم في أزمة الجزائر وطيلة 10 سنوات؟
هذا سؤال واحد وأجيبكم أنكم كنتم تستمتعون بفناناتكم وراقصاتكم وحفلاتكم في كل صيف وشتاء، نعم عندما كان الأخ الأصغر يموت كانت الأخت الكبرى والأم ترقص على أنغام العري، نعم هذا ما أنتم عليه فكفاكم ذكرا لثورتنا العظيمة ولشعبنا العظيم فأنتم لم تفعلوا شيئا للجزائر ولن تفعلوا شيئا لها أبدا، لأنكم لا تحسنون إلا الرقص ذكوروا وإناثا، أما القلة القليلة التي لا تندرج ضمنكم فهم وللأسف مغلوبون على أمرهم ولا يمكنهم فعل شيء وأنا لا ألومهم.

إن الجزائر طاهرة مطهرة على مر السنين والحمد لله نقولها مثلما قالها الرئيس الراحل محمد بوضياف رحمه لله والذي اغتالته أيادي الغدر، فقد قال:
(الحمد لله لقد تم استدعائي للجزائر) وبعدما استدعي لمهام قيادة هذا الوطن توفاه القدر شهيدا، وقد قالها أيضا المجاهد رابح بيطاط قبل موته نعم الحمد لله هي الكلمة التي نقولها جميعا ولسنا أتباع فن وسينما ومسرح.

أسوق هذه المداخلة لكل جاهل بتاريخ الجزائر لعله يجد نورا يسير به أو لعله ينتبه لتاريخ بلده أولا قبل الحديث عن تاريخ الجزائر الحبيبة

» موقع يعرفك بأصل الصورة
» أرجو مساعدتكم
» أرجو من الجميع الاختيار
» أرجو من الجميع قراءة ملاحظاتي
» أرجو الترحيب والتشجيع على العمل أكثر