لم نكن نعلم أن هذا الرجل الذي يجلس كل يوم على كرسي بلاستيكي أمام منزله المتواضع بحي الجعافرة العتيق في قلب مدينة المسيلة هو مجاهد.. وقاض أثناء الثورة بمنطقة المسيلة، بل ومدرس لعلم المواريث في أعرق الزوايا بالجزائر "زاوية الشيخ السعيد بوداود" بآقبو في بجاية، التي انتقل إليها رفقة والده في 1947وبقى هناك إلى غاية 1957، اين غادر المنطقة بترخيص. إنه الشيخ المجاهد والمعلم بكري محمد السعيد الذي التقته الشروق وخصها بما لاتزال تحتفظ به ذاكرة رجل مجاهد زاهد وعالم متواضع.[rtl]الشيخ بكري محمد السعيد بالمسيلة يفتح قلبه لـ"الشروق":[/rtl]
[rtl]المسكن ليس باسمي.. وقطعة الأرض ضاعت!؟ [/rtl]
[rtl]لم نكن نعلم أن هذا الرجل الذي يجلس كل يوم على كرسي بلاستيكي أمام منزله المتواضع بحي الجعافرة العتيق في قلب مدينة المسيلة هو مجاهد.. وقاض أثناء الثورة بمنطقة المسيلة، بل ومدرس لعلم المواريث في أعرق الزوايا بالجزائر "زاوية الشيخ السعيد بوداود" بآقبو في بجاية، التي انتقل إليها رفقة والده في 1947وبقى هناك إلى غاية 1957، اين غادر المنطقة بترخيص. إنه الشيخ المجاهد والمعلم بكري محمد السعيد الذي التقته الشروق وخصها بما لاتزال تحتفظ به ذاكرة رجل مجاهد زاهد وعالم متواضع. [/rtl]
[rtl]استقبلنا في بيته قائلا: من أين ابدأ والى أين انتهي؟ أصبحت عاجزا عن استرجاع الكثير من الأحداث، ولكن بحول الله سأبذل معكم قصارى جهدي لأفرغ ما في دفاتري وذاكرتي، فحياتي -يقول الشيخ بكري محمد السعيد- بدأت مع الوالد رحمه الله في رحلة نحو الزاوية الكائنة بمنطقة اقرم دائرة آقبوا ولاية تيزي وزو، طلبا للعلم حوالي 1947، تعلمت في الزاوية، ثم صرت مدرسا بها لأصول الفقه وتحديدا علم المواريث، وتشكلت بين أسرتي ومشايخ الزاوية رابطة قوية حتى صرنا عائلة واحدة ولاتزال إلى غاية اليوم.[/rtl]
[rtl]سنوات بزاوية آقبو وقصة اللقاء مع عميروش [/rtl]
[rtl]يقول الشيخ بكري أنه تعلم في الزاوية على مدار 04 سنوات القرآن الكريم، ثم درسنا منهاجا متكاملا: العبادات والمعاملات والبيوع والإيجار حسب السنوات، استمر الوضع إلى غاية اندلاع الثورة وفي 1956 او 1957نشبت معركة بين المجاهدين وقوات الاستعمار في المنطقة. وكان لي الشرف -يقول عمي السعيد- أن جلست مرة مع الشهيد العقيد عميروش رفقة ابن شيخ الزاوية محمد الطيب بن أبي داود الذي زكاني أمامه، وبعدها وفي ظل الظروف الجديدة وأمام توسع الثورة وانتشارها، قررت العودة إلى المسيلة، حيث خرجت بترخيص، لأنه كان لا يوجد التحرك من منطقة إلى أخرى "قانون استعماري". [/rtl]
[rtl]وفي المسيلة، بدأ الشيخ محمد السعيد بكري حياة جديدة بعد أن غادرها وعمره 18سنة، وجهنا له سؤالا عن أهم المحطات والنشاطات، فقال انه وبأمر مما كان يعرف إبان الثورة باللجنة الخماسية في الناحية ,سميت قاضيا رفقة "الشيخ الديلمي بن زقود جدي"، أما القضايا التي فصل فيها تنوعت بين نزاعات ذات الصلة بتقسيم التركات وأملاك عقارية وأراض، وهنا أشار إلى "دبارتين"، الأولى تحمل تاريخ 1912 والثانية 1918 ففصل لصالح الأولى، ورغم الطعون التي قدمت لقضاة أعلى كالأستاذ موسى الأحمدي نويوات تم تأكيدها.[/rtl]
[rtl]أخفيت عشرات الوثائق في مطمور الشعير لعامين كاملين؟ [/rtl]
[rtl]نشاط الشيخ بكري كان كافيا لسلطات الاستعمار وعيونه لترصده فألقي عليه القبض وسجن بمعتقل بن صوشة بأولاد دراج بالمسيلة لمدة 22 يوما، استنطق لأيام حتى أن المكلف بالبحث -يضيف المتحدث- قال له "كنت تخدم قاضيا مع الثورة، لقد فتشنا كيسا من الوثائق للعثور على دليل، لكن لم نعثر على توقيعك". . ومن جملة الأعمال التي فرضت عليه وبقية المساجين من أمثال الشيخ محمد الطاهر نور .. انجاز لبن البناء "التي كانت تصنع من الطين"، واعتبرها بمثابة الأعمال الشاقة، لكن المتابعات والمطاردات لم تتوقف لحظة، حيث مرة تعرض مسكننا -يقول المتحدث- إلى مداهمة وتفتيش رهيب انتهى بسلب المعني قنطارين من أمهات الكتب والمخطوطات التي رميت كما قال في الزبالة؟ ليتمكن بالمقابل من إخفاء العشرات منها في مطمور الشعير لمدة سنتين. ومما تجدر الإشارة إليه، أن الشيخ بكري محمد السعيد يمتلك حاليا مخطوط مصحف عمره يفوق القرن كتب في 1336 هجرية إضافة إلى كتب أخرى مخطوطة تتعلق بأصول الفقه والمواريث على مذهب الإمام مالك.[/rtl]
[rtl]لست منسيا عند الله والشهداء [/rtl]
[rtl]وإذا كانت هذه هي ظروف الاحتلال، فكيف كانت الحياة بعد الاستقلال؟.. عين كإمام في بمسجد سيدي إسحاق 1962/1964 بمدينة المسيلة أنذاك ومعلمت. وعن حقوقه، تأوه عمي السعيد، ثم قال لقد يئست من البيروقراطية.. ورميت كل شيء منذ سنوات، ولكني- كما أضاف- فوضت أمري لله، مؤكدا انه لا يمتلك لحد اليوم أية وثيقة تقر بأنه كان مجاهدا إبان الثورة..[/rtl]
[rtl]ورغم ذلك أبى أن يطرح ويثير أمامنا وضعه الاجتماعي، معتبرا حياته لله وفي سبيل هذا الوطن، لكن تمكنا من معرفة البعض من هذه الحياة من خلال ابنه الذي أكد بأن والده لا يملك لحد اليوم مسكنا باسمه. والغريب يقول هذا الأخير انه استفاد بقطعة أرض للبناء في 1996، لكن وفي ظل الفوضى التي شهدها العقار بالمسيلة أنذاك ضاعت منه القطعة، بحجة استفادة مضافة ليبقى في منزله العتيق بحي الجعافرة الذي ليس باسمه، وهو يعيش حاليا على المبلغ الذي يقبضه نظير تقاعده في 1987، حيث لا فرق بينه وبين المبلغ الذي يتقاضاه شباب عقود ما قبل التشغيل. هذه الوضعية بالتأكيد أثارت أكثر من علامة استفهام أمام ما قدمه هذا "المجاهد المنسي" يقول ابنه.. وهنا رد والده "لكن عند الله والمجاهدين والشهداء الذين سبقوني لست منسيا". [/rtl]
[rtl]تعيش ظروفا قاهرة في ظل التهميش المتعمد [/rtl]
[rtl]المجاهدة بوكة تجر ساقها المكسورة وتصرخ "نوكل عليهم ربي!"[/rtl]
[rtl]ظروف قاسية تعيشها المجاهدة "بوكة روابح" ابنة مؤسس عاصمة البترول حاسي مسعود "مسعود روابح" وهي المرأة التي قدمت أعز ما تملك من شبابها لأجل الثورة التحريرية المظفرة، لكنها اليوم وقد بلغت 95سنة تعاني المرض وطريحة الفراش، دون أن تلتفت إليها السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية الذي راح يكرم المجاهدين بسيناريو يتكرر كل سنة تقريبا.[/rtl]
[rtl]العجوز التي بلغت من العمر عتيا تقطن في بيت متواضع ولم تمنح لها الجهات المختصة أي مساعدة، رغم انها تشكو السقم وكسرا على مستوى الفخذ، وقد تجاهلتها الدوائر المعنية ولم تتكفل بعلاجها لحد كتابة هذه الاسطر، ومعلوم أن المجاهدة المذكورة، قدمت نشاطا مميز أثناء الثورة من خلال جمع السلاح، وتقديم العون للمجاهدين وتمرير الرصاص في التمر، غير أن ذلك لم يمكن أي زيارة للمسؤولين في بيتها المتواضع الذي يقع في منطقة الرويسات.[/rtl]
[rtl]المجاهدة المريضة التي زارتها "الشروق" الخميس في بيتها، لم تنل أي امتياز سواء كان معنويا أوماديا من طرف أصحاب القرار، وقالت بالحرف الواحد "كرموني مرة في حياتي بمنحهم لي تلفازا قديما" ومنذ 20 سنة لم يتذكرني أي مسؤول، مؤكدة أن عائلتها لازالت تعاني من الحڤرة، ولم تأخذ حقها منذ الاستقلال وإلى غاية اليوم مرددة عبارة "نوكلوا عليهم ربي" [/rtl]
[rtl]ولم تشفع لها شهرة والدها الذي حفر البئر وأصبح يعرفه العالم أجمع في حصولها على حقها الشرعي، كما أن عملها الدؤوب إبان الثورة لم يحترمه المسؤولون، إذ لازالت منذ شهور تتخبط في المرض على فراش وهي بحاجة إلى من يأخذ بيدها .[/rtl]
[rtl]وبقلب مجروح وإيمان بقوة الله، أشارت محدثتنا، إلى أنها لم تتمكن حتى من شراء الدواء بسبب قلة الحاجة ومرضها المتمثل في ضغط الدم، التهابات المعدة، وضعف النظر وسقوطها مكسورة منذ شهور، وناشدت المصالح المعنية مساعدتها لإجراء عملية جراحية، مؤكدة أن عائلتها لم تأخذ من حاسي مسعود سوى (الشهرة).[/rtl]
[rtl].. الفقر يحرمها من إجراء عملية جراحية عاجلة[/rtl]
[rtl]العجوز التي ملأت وجهها تجاعيد الأسى و"الميزيرية" تحدثت لـ"الشروق" عن الحڤرة والمرارة التي تتكبدها موضحة بأن المسؤولين يتعمدون إقصاءها رفقة أسرتها لأسباب غير مفهومة منذ 60سنة، علما أن أبناءها لم ينل أحد منهم ولو وظيفة بسيطة في كبرى الشركات النفطية بالأحواض البترولية، وتضيف قائلة "أنا لا أكره أي مسؤول، ولا أطالب سوى بحقي الدستوري في العلاج والسكن في بلدي الذي ضحى لأجله مليون ونصف شهيد.[/rtl]
[rtl]وعلمت الشروق من مصادر مؤكدة أن الوالي لم تقدم له أي نصيحة من طرف مستشاريه لزيارة هذه المجاهدة، بالرغم من أن هذا الأخير تعود في السنوات الأخيرة على تفقد المرضى في بيوتهم وتقديم المساعدة لهم خاصة أيام الأعياد الوطنية والدينية.[/rtl]
[rtl] هكذا كافأ جيل الاستقلال من ضحت بشبابها وأمومتها في سبيل الوطن[/rtl]
[rtl]مجاهدة من الرعيل الأول تعيش في خيمة منذ عامين بتيزي وزو[/rtl]
[rtl]لم يكن منظر خيمة منصبة وسط الحطام والأعمدة الكهربائية في قرية ثورية، كافيا ليروي معاناة تتقاسمها مجاهدة مع جدران وبقايا منازل احتضنت الثورة وصناعها، وهي التي رشحها أسد الجبال يوما أن تكون رئيسة للجزائر المستقلة، بعدما تجردت من أنوثتها ونافست الرجال في ساحات الوغى، ليكافئها اليوم جيل الاستقلال "بإقامة جبرية" تحت سقف خيمة، لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء.[/rtl]
[rtl]"الشروق " زارت "نا وزنة"، القاطنة بقرية آيت عبد الكريم في بلدية واضية جنوب تيزي وزو، للوقوف على الوضعية المأساوية التي تعيشها، بعدما جار عليها الزمن وتجاهلتها السلطات على مختلف مستوياتها، لتنقل واقعها المزري لعل مسؤولينا يحركون ساكنا لمحو وصمة العار هذه عن جبينهم في الذكرى الـ60 لاندلاع ثورة التحرير.[/rtl]
[rtl]المجاهدة "حاند وزنة"، البالغة من العمر 78 سنة، تحمل على الورق بطاقة مجاهدة ومعطوبة حرب التحرير بنسبة مائة بالمائة، لكنها في الواقع منكوبة ومهمشة، حيث تحالفت عليها الظروف الطبيعية وتجاهل السلطات وتقاعسها، ما جعلها تعيش رفقة زوجها المعاق في خيمة لا تصلح حتى للبهائم، سقفها لا يقيهم حر الصيف ولا قر الشتاء، وفي حال هبوب الرياح يتشبث كل واحد منهما في زواياها حتى لا تقتلعها فوق رؤوسهم، ناهيك عن المخاطر التي يمثلها لهما التيار الكهربائي المربوطة خيوطه بشكل عشوائي، وغياب الصرف الصحي.[/rtl]
[rtl]معاناة هذه المجاهدة تعود إلى العاصفة الثلجية التي اجتاحت المنطقة سنة 2012، عندما انهار جزء من المنزل الطوبي الذي تقطنه رفقة زوجها وبقيت في العراء، قبل أن تقطن غرفة مجاورة للمنزل المنهار، لتتهاوى هي الأخرى في الشتاء المنصرم، ولحسن الحظ حدث الأمر نهارا، وإلا كانت جثتاهما لتنتشل من تحت الأنقاض، وعلى إثر ذلك، تجند سكان القرية وبمعية مصالح الحماية المدنية، ونصبوا الخيمة كحل مؤقت، على أن يستفيد الضحايا من عملية إسكان مستعجلة، إلا أنه وبمرور أكثر من سنتين تحول المؤقت إلى دائم، وبقيت الضحيتان تصارعان للبقاء بتحدي صعوبة تغيرات الطقس وتلاعب السلطات.[/rtl]
[rtl]عميروش لقّبها برئيسة الجزائر وفي الاستقلال عجزت عن مقابلة رئيس الدائرة[/rtl]
[rtl]بحرقة امرأة تنكر لها المجتمع بعدما نقشت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر، وهي التي حاربت جنبا إلى جنب مع العقيد "عميروش"، حدثتنا المجاهدة عن تخليها عن أنوثتها لتكون وقودا للثورة وسندا للثوار، عن حملها للأسلحة وسيرها وسط الجبال والأودية بدل حمل أطفالها، ليتلاعب بها المسؤولون على مختلف مستوياتهم ليس لشيء سوى لأنها لا تملك ابنا تستند إليه في كبرها ويدافع عنها، حيث أكدت محدثتنا أنها لم تتمكن إلى يومنا هذا من لقاء رئيس الدائرة، والسلطات المحلية تتنصل من مسؤوليتها تجاهها، في حين تمكن ديوان الترقية والتسيير العقاري من تحصيل مستحقاته لديها إلى آخر سنتيم، بعدما سلمها مفاتيح منزل يأويها لكنه مقتحم وطالبها بأن تستعيده بنفسها.[/rtl]
[rtl]"نا وزنة" وبشهادة التاريخ ورفقاء السلاح لم تكن امرأة عادية بل مجاهدة تترك بصمتها في كل مكان تمر به، جابت جبال المحور الجنوبي والجنوبي الشرقي لولاية تيزي وزو طيلة تواجدها بالجبال منذ سنة 1958إلى غاية الاستقلال، فكانت تسابق الثوار إلى القضاء على الفرنسيين وتنتزع أسلحتهم، رجاحة عقلها وذكائها الخارق سمحا لها باكتساب ثقة قادة الثورة، فكان "العقيد عميروش" يمازحها بأن ينصبها رئيسة للجزائر بعد الاستقلال، وترد بخجل وتواضع يجعلك تنحني أمامها تقديرا لامرأة من ذهب وإن طالها صدأ التهميش، إنها أمية ولا تصلح إلا للميدان وهدفها الأسمى أن تحيا الجزائر مستقلة.[/rtl]
[rtl] جيل اليوم والذي ضحى الآلاف من أجله ليحيوا في أرض ارتوت بدماء الشهداء وانتزعت حريتها بتضحياتهم الجسام، لم يكلفوا أنفسهم عناء توفير سقف يأوي هذه المرأة الرمز، التي قالت إنه لا البرد ولا الحرارة ولا الجوع قهروها، بقدر ما قهرها تلاعب واستخفاف المسؤولين بها وهي تشارف على الثمانين، "أتمنى فقط لو يعود رفاق دربي يوما للحياة ليروا أين انتهى بي المطاف في الجزائر التي اقتلعت من أجلها رقاب جيش الاحتلال بكل فخر، لنستعيدها حرة مستقلة" تختم المجاهدة حديثنا إليها.[/rtl]
[rtl]فهل تلقى صرختها صدى لدى مسؤولي الولاية وعلى رأسهم الوالي السيد "عبد القادر بوعزقي"، المطالب اليوم بتدارك الإهانة التي تسبب فيها مسؤولون متعددون في حق امرأة لم يكن جيل اليوم ليوفيها حقها، لقاء ما قدمته للوطن؟[/rtl]
[rtl]بناء على تعليمة من والي معسكر[/rtl]
[rtl]في ذكرى الثورة.. قرار بهدم محل مجاهد [/rtl]
[rtl]وجه المجاهد موفق مالك نداء إلى رئيس الجمهورية يطالبه بالتدخل وحمل سلطات ولاية معسكر على العدول عن قرار هدم محله التجاري الذي احتفل بخمسينية إنشائه قبل أشهر. وقال المجاهد -في رسالة تسلمت الشروق نسخة منها- إن والي معسكر دخل على الخط في معركة قضائية بينه وبين بلدية معسكر التي تنازعه من أجل طرده من المحل لضمه إلى مقر المسرح الجهوي لمعسكر الذي يعرف حاليا مرحلة ترميم، مضيفا بأنه رغم حصوله على حكم قضائي ممهور بالصيغة التنفيذية يلزم البلدية بإلغاء القرار المتضمن تحرير عقد إيجار لفائدة المجاهد، مع العلم أنه يملك القاعدة التجارية بعد شرائه للمحل سنة 1976. وقال المعني في رسالته إن البلدية لم تحترم الصيغة التنفيذية وراحت ترسل لجانا من أجل تقويم المحل بناء على تعليمات من الوالي. [/rtl]
[rtl]وأكد المجاهد موفق مالك، بأن ثمة تناقضات عندما أصدر الوالي تعليمة لمصالح بلدية معسكر سنة 2011 يخطرهم فيها بعدم المساس بجميع المحلات الواقعة بالسوق المغطاة اعتبارا من أن اصحابها يملكون قواعد تجارية، ومن جهة ثانية يلزمهم بالخروج منها، وتعويضهم، مضيفا بأن الجدوى من نزع الملكية لا يمكن تطبيقها في هذه الحالة، اعتبارا من أنه لا يوجد ثمة مشروع للمنفعة العامة ولا يوجد ثمة توسعة للمسرح، أضف إلى ذلك أن نشاط المحل الخاص باللوازم المكتبية لا يتعارض مع نشاط المسرح الجهوي. واستغل المجاهد فرصة عيد الثورة ليجدد مطلبه من الوالي للعدول عن قراراته السابقة، خاصة وأن صراعه مع البلدية والأوامر والمراسلات تتهاطل من الولاية. من جهته والي معسكر وبخصوص قضية هذا المجاهد، أكد للشروق ان المسرح الجهوي صرح ثقافي تابع لوزارة الثقافة ولا ينبغي توجيه نشاطه أو جزء منه لغير النشاط المسرحي، مضيفا بأن ثمة أموالا تصرف من أجل أشغال الترميم، لذلك وجب تطهير محيطه وجوانبه من أي نشاط آخر، وقد جرى في سنين ماضية منح وثائق للتجار لاستغلال المحلات، غير أن ذلك ليس من القانوني حسبه في شيء. وقال الوالي إن تسعة تجار من أصل 11 سلموا مفاتيح المحلات للدولة مع القبول بالتعويض عدا اثنين فقط منهم المجاهد، وقد كان من الواجب التعامل مع الدولة على أساس الإحترام المتبادل، أما في حال العكس فإنه "يقصد الدولة" سترمي بكل ثقلها من أجل استرجاع أملاكها بقوة القانون حسب الوالي. [/rtl]
[rtl]سجنت في مركز التعذيب مخلفة وراءها ابنها الفطيم[/rtl]
[rtl]مجاهدة تعيش في كوخ من مخلفات ديغول تصرخ: خدعوني.. لكن سأبقى وفية للعلم[/rtl]
[rtl]خرجت المجاهدة وردة سعدالي، أرملة مانع، التي ناهزت 86 سنة، والمنحدرة من قرية اقنة ببلدية بني زيد، غرب ولاية سكيكدة، عن صمتها الرهيب بعد ما كشفت لنا آلامها، أين كانت تعمل كناقلة للسلاح للمجاهدين إبان ثورة التحرير المجيدة، تحت أوامر قادة ناحية سكيكدة، وحسب شهادة عدة مجاهدين بالمنطقة، حيث كلفت بنقل السلاح، وتروي لنا المجاهدة وردة تفاصيل التحاقها بجبهة التحرير الوطني سنة 1955 بجبال تيوطيان ببلدية بني زيد تحت قيادة مسؤولي الناحية مسعود بوالرحايل ومسعود ليزيدي رحمهما الله، حيث تنقلت بين عدة مناطق كبني قلادة، والدوار وغيرها، حتى كشف أمرها الاستعمار الفرنسي بقرية الطهرة التابعة لبلدية بني زيد، حيث كانت المجاهدة تحمل كيسا مملوءا بالسلاح، وابنها محمد الذي لم يتجاوز عمره 23 شهرا وهو الفطيم حديثا، الذي تكفلت بتربيته عمته بعد دخولها السجن رفقتها لترمي الكيس داخل الغابة الكثيفة، وهذا باتفاق مسبق مع المجاهدين لكي لا تقع في أيادي الاستعمار.[/rtl]
[rtl]الزبانية عجزوا عن انتزاع اعترافاتها رغم التعذيب[/rtl]
[rtl]رغم ألوان التعذيب الذي تعرضت له، إلا أنها رفضت البوح بأسرار الثورة، وهو العمل الذي سجنت من خلاله عدة مرات بعين زيدة بدائرة القل، تنقلت ما بين مراكز التعذيب بكل من الطبانة، عين زيدة، حيث لم تتذوق أحيانا طعم الأكل لمدة 15 يوما كاملة بعد إلقاء القبض عليها من قبل القوات الفرنسية ليتم إطلاق سراحها، أين عادت لعملها في صفوف جيش التحرير الوطني، والذي يتوجب على المسؤولين التاريخيين بسكيكدة الاهتمام بها قبل الاعتراف بالمجاهدة كثورية حقيقية شاركت في صفوف جيش التحرير، حين كان زوجها في فرنسا، وتضيف خالتي وردة أنها هي أول من حملت العلم الوطني قبل الاستقلال بأسبوعين إلى بلدية بني زيد، وهي تردد الأناشيد الوطنية، وعند الاستقلال، اتصلت بالمسؤولين المعنيين بالأمر للاعتراف بجهادها ووعدوها بذلك، لكن البعض منهم تماطل في مساعدتها حتى وافتهم المنية، وهي تحملهم المسؤولية أمام الله، ونظرا للتماطل والبيروقراطية التي تعرض لها زوجها رحمه الله بدائرة القل خلال سنوات السبعينيات، مزق ملف زوجته المجاهدة وردة، وبعد وفاته بتاريخ 12 جوان 2009 وانفصال ورحيل أولادها عنها بحثا عن لقمة العيش منهم من توجه إلى الجلفة والآخر إلى دائرة تمالوس وكبيرهم بالقرب منها، ازدادت معاناتها، فهي اليوم ليس لها أي معيل أو مؤنس غير العلم الوطني الذي تمسي وتصبح عليه، وهي تردد "خدعوني، ورغم ذلك، سأبقى وفية لألوانك البيضاء والحمراء والخضراء حتى وفاتي". هي المجاهدة وردة من بين الملايين الذين دفعوا غاليا كي يخرجوا المستعمر ويعيشوا أحرارا في بلدهم، نعم، تمكن هؤلاء من إخراج فرنسا، لكن لم يذوقوا بعد طعم الحرية، فصور المحتشدات والتعذيب والحڤرة لاتزال تلاحق الكثيرين.[/rtl]
[rtl]رغم الجحود.. العلم مؤنسها الوحيد[/rtl]
[rtl]ليس ببعيد، تتحدث المجاهدة عما لاقته من تعذيب من طرف المستعمر قائلة: فرنسا لم تكن سهلة، لكن نحن أيضا كنا أبطالا واستطعنا هزمها، فالشعب الجزائري كانت لديه روح الثورة، فأنا تحملت مسؤولية حمل السلاح وإيصاله إلى المجاهدين في الجبل.. سكوت خالتي وردة من حين لآخر كان يخفي وراءه حزنا عميقا، تارة تستحضر ما لاقته من تعذيب قبل الاستقلال، وتارة أخرى تتألم لما تشهده اليوم من إهانة وإذلال. وتضيف بعد الاستقلال وجدت نفسي أعيش في كوخ من مخلفات أبناء ديغول، وكانت تتمنى أن تتذوق طعم الحرية. [/rtl]
[rtl]وتضيف خلال المناسبات الثورية من كل سنة، كنت أحب التفرج على الأشرطة التي تبثها التلفزة حول ما لاقينا من تعذيب على يد المستعمر، لكن مؤخرا اختلف الأمر، ويبقى إقصاؤها، وعدم الاعتراف بجهادها مجهول الأسباب، لم تجد أمامها سوى العودة إلى منزلها القديم، وها هي اليوم تقطن فيه وحيدة، لا أحد يؤنسها سوى العلم الوطني.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/rtl]