لقي، صباح أمس، ثلاثة تلاميذ حتفهم وأصيبت سيدة وتلميذ آخر بجروح متفاوتة الخطورة، في حادث مرور مروع تسببت فيه حافلة لنقل المسافرين بمنعرج خطير على الطريق الوطني رقم 69 الرابط بين مدينة القليعة، ومفترق الطرق بوادي مزفران وتحديدا بحي قصرلي أحمد.
الحادث المروع تسببت فيه حافلة مجنونة كانت تسير بسرعة فائقة رغم خطورة الطريق المتميز بخطورة منعرجاته، ووقع في حوالي الساعة السابعة والنصف، عندما كان تلاميذ المدارس ينتظرون على حافة الطريق حافلات النقل للتوجه إلى مؤسساتهم التربوية، حيث تفاجأ عدد كبير من التلاميذ بقدوم حافلة من نوع هيونداي كانت تسير بسرعة وتجاوزت حافلة أخرى لنقل طلبة الجامعة رغم أن المنعرج خطير وكذا وجود ممهلات وحارس يومي يقوم بتأمين اجتياز التلاميذ للطريق، حيث فقد السائق السيطرة على المركبة وتوجه مباشرة صوب التلاميذ مسببا كارثة مرورية، إذ دهس ثلاثة تلاميذ يدرسون بمتوسطة الإخوة معمري بمدينة القليعة. وهم لطرش عبد القادر 15 سنة، يدرس بالسنة الرابعة متوسط، سغوان زهير 15 سنة، ويدرس بالسنة الأولى متوسط، وفبوح لطفي 13 سنة ويدرس بالسنة الأولى متوسط، كما تسبب في إصابة والدة لطرش عبد القادر وهي في العقد الخامس من عمرها والتلميذ شويهب يونس البالغ من العمر 12 سنة ويدرس بنفس المؤسسة.
"الشروق اليومي" تنقلت إلى منازل الضحايا ونقلت شهادات التلاميذ الذين كانوا شهودا على الحادث، حيث أجمع فاتح بولعراس، باشا رياض، فقوصية إسلام وكريم محمد وتلاميذ آخرون من الحي على هول الحادث الذي أودى بحياة أبناء حيهم، وقال مواطن من الحي (بولعراس أحمد) إنه شاهد الحافلة المجنونة وهي تدهس الأطفال وتمر فوق أجسادهم. وأضاف أن القدرة الإلهية جنبت كارثة حقيقية نظرا إلى تواجد جمع كبير من تلاميذ المدارس بنفس مكان الحادث حيث تفرق التلاميذ عندما لاحظوا انحراف الحافلة في اتجاههم.
كما توجهنا إلى مستشفى فارس بن يحيى بالقليعة للاطلاع على الحالة الصحية لأم الضحية لطرش عبد القادر التي توجد تحت العناية الطبية بمصلحة الاستعجالات، ولم يسمح لنا الفريق الطبي الذي أكد عدم خطورة إصابتها، بالحديث إليها بسبب وضعيتها النفسية الصعبة.
وعبر تلاميذ الحي الذين فقدوا ثلاثة من زملائهم، أنهم سئموا المتاعب اليومية في التنقل إلى مؤسساتهم التربوية بالقليعة والعودة إلى منازلهم في غياب النقل المدرسي وطالبوا السلطات بوضع حد لمعاناتهم.
الحادث الأليم دفع بسكان حي قصرلي إلى قطع الطريق الوطني رقم 69 بالحجارة والمتاريس وأضرموا النار في العجلات المطاطية وأحرقوا المركبة التي تسببت في الكارثة، احتجاجا على فقدان الضحايا، وقالوا إن الطريق سبق أن شهد عدة حوادث بسبب تهور السائقين.
وقد شيع جثمان الضحايا مساء أمس في جو مهيب وبحضور جمع كبير من المواطنين وتلاميذ المؤسسات التربوية الذين أبوا إلا أن يشيعوا جثمان زملائهم إلى قبورهم.