بادرت تلميذات من متوسطة أبي ذر الغفاري بأولاد جلال، غربي ولاية بسكرة، الثلاثاء، إلى تنشيط عملية تحسيسية بالطريق الرئيس للمدينة، من خلال توزيع حلويات وهدايا، عبارة عن باقات صغيرة من زهور محلية طبيعية، وأيضا قصاصات ورقية كتبت عليها حكم وأقوال مأثورة تدعو إلى الابتسامة والفرح ونبذ ثقافة الحزن، وأحاديث شريفة تدعو إلى ابتسامة الأخ في وجه أخيه، لينال جزاء الصدقة، مع نكت طريفة وهادفة، إضافة إلى الدعوة إلى السلامة المرورية ومحاربة حوادث السير، التي قد تكون أسبابها حالة غضب، ونتائجها حالات من الحزن والأسى.
التلميذات، أكدن لـ "الشروق اليومي" أن مبادرتهن كانت عفوية ولم يدعمهن أحد سوى أوليائهن الذين باركوا الفكرة وساهموا ماديا في العملية من خلال شراء أكياس حلوى وكعك وبعض الهدايا لتقديمها إلى السواق والمارة. وقلن بأن المبادرة تهدف أيضا إلى تأكيد انفتاح المدرسة الجزائرية على المحيط، وتؤكد بأن الكبير هو الذي يمرّر الابتسامة وحبّ الحياة إلى الصغار. فالتجاوب الذي حدث في هذه المبادرة الأولى من نوعها محليا أكد أن التلاميذ يمكنهم المساهمة الفاعلة في العمليات التحسيسية، إذا تلقوا التشجيع اللازم، وهو ما حدث أول أمس، حيث لوحظ تواجد رجال الأمن الذين ساعدوا التلميذات على تنفيذ مبادرتهن بنجاح وفي سلام وسط أجواء مرح متميزة لا نشاهدها إلا في الأعياد .
كما تجاوب السائقون إيجابيا وتفاعل المواطنون مع هذا النشاط التوعوي لتلميذات ضربن موعدا قادما في مستشفى المدينة لتوزيع الهدايا على المرضى، فالابتسامة وثقافة الفرح يجب أن تغرس في نفوس الجميع حتى ولو كان ذلك بحبة حلوى، قالت الصغيرة خلود، كما تمنى سائق عاصمي أدهشته المبادرة أن تنتقل إلى المدن الكبرى حيث العبوس هو أسلوب حياة قائم بذاته.