ثم ان والدتي تكره قصائدي

شعر: محمد جربوعة

تقول والدتي – الله يحفظها – :
((ضيّعتَ عمركَ في الأشعار يا كبدي
ألا ترى الشيبَ في المرآةِ ؟)) قلتُ: بلى
قالتْ : ((وعيناكَ بعد الموج كالزبدِ
أرضى عليكَ، فقلّلْ مِن كتابتهِ..
فتلك أمنيتي.. لا أن تبوس يدي
في الفجر أدعو عسى الحنّانُ يقبلني
الله يهديكَ.. قل (آمينَ)..يا ولدي
منذ الطفولةِ مجنونٌ وتتعبني..
ماذا جنيتَ سوى الحسّادِ والحسدِ))
أمّي البسيطةُ.. روحُ الروحِ..جوهرتي
تظنُّ أني إذا قرّرتُ لم أعدِ

أنا بطبعي كتومٌ لا أحدّثها
بما أخبّئُ من عينيكِ في غددي
لا أستطيع بتاتا أن أخبّرها
بأنّ مليونَ جرحٍ مرّ في جسدي
ولستُ أجرؤ طبعا أن أقول لها:
دون القصيدة لا أرتاح في بلدي
دون القصيدةِ في حزني و(فضفضتي)
لا أفتحُ القلبَ يا أمي إلى أحدِ
إذا التقيتِ بأمي في مناسبةِ
فحدّثيها بأسراري ومعتقدي
ستفهمُ الأمرَ.. كانتْ في طفولتنا
أميرةَ الحسنِ…لا زالتْ…إلى الأبدِ

من اروع القصائد