ألا بذكر الله ... تطمئنُ القلوب
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزتي القارئة ... الكريمة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
عندما يأوي الإنسان إلى فراشه ، كثيراً ما ينتابه ويعتريه شيء من القلق والأرق والتفكير في المشاكل الدنيوية ، فتراه يتقلب على جنبه الأيمن تارة ، وثم يتبدل على جنبه الأيسر ... محاولاً أن يمسك طرف حبل النوم ولكن للأسف يجد صعوبة في النوم .
وكثيراً ما يلجأ الإنسان في مثل هذه الحالة لاستعمال العقاقير المنومة والمهدئة للأعصاب ، التي تزيد الطين بلل ، حيث لها عواقب وخيمة وعوارض جانبيه سلبيه على صحة الإنسان .
سهدت أعينٌ ونامت عيـون """" في شئون تكون أو لا تكون
فاطرح الهـم مـا استطعت """ فحمـلانك الهمـوم جنـون
إن ربا كفاك ما كان بالأمس""" سيكفيـك فـي غدٍ ما يكون
لا ... لا تبتئس ، ولا تُحمل نفسك ما لا طاقة لك به
أرح جسمك (( فإن لبدنك عليك حق ))
أرح عقلك فطالما كان متوتراً مشغولاً طوال فترة النهار والمساء
أرح عينيك فلقد انقلبتا إلى جمرتين مشتعلتين من كُثر الدوران والأنوار
أذهب للماء البارد واشرب منه وتوضأ
أحسِن وضوئك ، وافرش سجادتك ، ويممها بتجاه بيت الله العتيق ، فصلى ركعتين أو أكثر ، وأوتر بركعة واحدة ، ثم أرفع كفيك في دياجير الظلام ، وأرسل ما تريد من شكاوي ، إلى الله جل جلالة ، علام الغيوب وملك الملوك ، الذي يعلم السر وأخفى ، والذي يعرف ما توسوس بهِ الأنفس
والذي قال في محكم تنزيله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )
وثم اقرأ ما يتيسر لك قراءته من القرآن الكريم لكي تُريح أعصابك ، وتهدأ أنفاسك ، وتسكن جوارحك
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )
ثم اتجه لفراشك واضطجع على جنبك الأيمن في البداية ( على الأقل ) وقل أذكار النوم بهدوء وصفاء فكر
وبعدها كرر ... سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ، استغفر الله ، الله أكبر
وهكذا ،، ستجد أنك نمت وأنت تسبح وتُكبر وتستغفر وتوحد الله ، وعلاوة على ذلك لقد كسبت بعض الحسنات من التسبيح والتكبير والاستغفار ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
ستنام وأنت قرير العين ، طاهر ، ذاكر ، مُسبح ، مُصلي ، مرتاح نفسياً ، ذو وضعيه جميلة وطيبة
أحرص على هذهِ الوصفة ... فإنها تجلو الكدر والضجر وضيق الصدر
دع الأمور تمشي في أعنتها""" ولا تنم إلا وأنت خالي البال
ما بين غمضه عين والتفاتها """يبدل الله من حال إلى حال
لا تفعل كما يفعل بعض ( التائهين ) من الناس ، الذين ينامون على أصوات الموسيقى والإيقاعات الصاخبة
باحثين عن النوم السريع والراحة النفسية !!
واللهِ لقد خابوا وخسروا هؤلاء الحمقى المغفلين ، الذين ينامون على هذا الجو الشيطاني الخبيث ، ظانين أن هذا الجو ... هو الجو الذي سوف يطمئن القلب به وتسكن به وتهدأ الجوارح !!
واعلموا أن النوم على أصوات الموسيقى أو السجائر أو الأفلام ، هو من الأسباب الأولى اللتي تعمل على حدوث الاكتئاب والضجر ، والقلق النفسي ، والضيق الصدري ، والكثير من الكوابيس والأحلام المزعجة
فشتان ما بين من ينام على طهارة وهو يقرأ القرآن ، ذاكراً ربه ،،، وذاك الذي ينام على الموسيقى والدُخان و الأفلام !!