حل أخيراً فصل الشتاء، حيث تتدنى درجات الحرارة بشكل كبير، وقد يكون كل ما ترغب فيه هو الجلوس في مكان دافئ طوال الوقت وتناول مشروبات ساخنة! ولكن هل سألت نفسك يوماً إذا ما كان هنالك فوائد صحية لفصل الشتاء على جسمك؟ هذا ما سوف نتناوله فيما يلي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
1- الطقس البارد يحسن جودة النوم
يتبع الجسم عادة إيقاعاً منتظم الوتيرة في أنماط النشاط اليومية التي نؤديها، مثل النوم وتناول الطعام. وقد وجدت الدراسات أن أي تغيرات تطرأ على إيقاع الجسم المنتظم هذا قد تؤثر بشكل سلبي على جودة النوم، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
وقد وجدت البحوث العلمية أن عدم الحصول على قسط كافي من النوم، قد:
يقلل من جودة القدرات الإدراكية للشخص.
يزيد من فرص الإصابة بأمراض الكلى.
يزيد من فرص الإصابة بمرض السكري.
وقد كشفت البحوث أن المصابين بالأرق مثلاً، وعلى عكس غير المصابين به، لا تستطيع أجسادهم القيام بخفض درجة حرارتها بالشكل المناسب عند محاولة النوم، الأمر الذي يقلل من قدرة مرضى الأرق على الحصول على قسط كافي من النوم.
وهنا يأتي دور الأجواء الباردة، فهي تساهم في خفض درجة حرارة الجسم أثناء النوم بشكل يسمح للشخص أن يغرق في نوم عميق دون أرق أو مشاكل.
2- البرد يزيد من شهيتك
وقد صدرت مجموعة من الدراسات في هذا الخصوص، منها:
في دراسة نشرت نتائجها في المجلة الأوروبية للتغذية المرضى (The European Journal of Clinical Nutrition)، وجد أن الشهية للطعام تزداد في فصل الشتاء بشكل خاص مع تدني درجات الحرارة.
في دراسة أجراها علماء على حيوانات، وجد أن استهلاك الحيوانات للطعام كان أقل بشكل ملحوظ في درجات الحرارة المرتفعة، بينما ارتفعت شهيتها في الطقس البارد بشكل كبير.
وجدت دراسة أن القيام بالتمارين الرياضية في الجو البارد يزيد من الشعور بالجوع.
لذا إذا كنت من الأشخاص الذي يعانون مع شهيتهم المتدنية للطعام، فإن مجرد المشي أو الجري في الجو البارد أو بعض التمارين الرياضية البسيطة، قد يكون كفيلاً بجعلك تشعر بالجوع.
3- تحويل الدهون البيضاء إلى بنية!
إذا كنت تخاف من شهيتك المفتوحة طوال فترة الشتاء، وتخاف من الكيلوغرامات الزائدة التي قد تجلبها هذه لك، لا تقلق كثيراً، فالجو البارد قد يعزز من قابليتك لخسارة الدهون.
ومن الجدير بالذكر أن الدهون التي يتم تخزينها في الجسم، تنقسم عموماً إلى نوعين:
دهون بيضاء: وهو النوع السيء من الدهون، ويتراكم هذا في الجسم ليسبب السمنة.
دهون بنية: وهي الدهون الجيدة، والتي تمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها.
ولطالما بحث العلماء عن طرق تعمل على تحويل الدهون البيضاء إلى بنية، الأمر الذي أظهرت الدراسات الحديثة أن تدني درجات الحرارة يلعب دوراً فيه!
في الشتاء، يبحث الجسم باستمرار عن طرق تمكنه من الحفاظ على نفسه دافئاً، الأمر الذي بالطبع يتطلب منه حرق مخزونه من الدهون، وفي حال تعرض الجسم لبرد قابل للتحمل، أي لم تصاحبه ارتعاشة، فإن هذا يساعد على تحويل الدهون البيضاء إلى بنية.
4- قشعريرة البرد تساعد على خسارة الوزن
أظهرت الدراسات أن القشعريرة وحدها التي يشعر بها الشخص في الأجواء الباردة تعمل على حرق الدهون الزائدة، إذ أن القشعريرة تعمل على تحفيز إنتاج هرمون الإيريسين، وهو هرمون يحفز حرق الدهون.
ولكي نكون أكثر دقة، فإن الارتجاف لمدة 15 دقيقة في الطقس البارد يعادل في تأثيره ما يقارب ساعة من التمارين الرياضية.
5- التقليل من فرص حدوث الالتهابات
إحدى الفوائد المعروفة للبرودة، هي التقليل من فرص الإصابة بالالتهابات المختلفة، ومن هنا أتت طريقة وضع الكمادات الباردة ومكعبات الثلج على الكدمات بعد الإصابة.
وهنا يرجى توخي الحذر، إذ أن تطبيق مكعبات الثلج على جزء معين من الجسم لفترة طويلة أو بحدة تتجاوز احتمال جسم المصاب، قد يأتي بنتائج عكسية. أما استعمالها بالشكل الصحيح فقد يخدر المنطقة بشكل يخفف من حدة الألم المرافق للإصابة، كما أنه يقلل من شدة الإصابة.
6- الشتاء والحالة النفسية
مع أن فصل الشتاء يعتبر لدى كثيرين فصل الاكتئاب والتقلبات المزاجية السلبية، نتيجة متلازمة تغير الفصول الموسمية، إلا أن الأمر ليس كذلك تماماً لدى الجميع، فالبعض يشعر بالعكس تماماً!
ووجدت دراسة قام بها الباحثون في جامعة نيوكاسل في بريطانيا، أننا غالباً نميل لإجراء مكالمات هاتفية أطول خلال الأيام الأكثر برودة في السنة، أي في فصل الشتاء، ولكن مع عدد أقل من الأشخاص.
أو بكلمات أخرى، فإن الدراسات ترجح أن:
الطقس البارد الذي يجعلك حبيس منزلك في بعض أيامه، قد يحفزك على التواصل مع العديد من الأشخاص والأقارب بشكل أفضل ولو عن بعد.
الطقس البارد يجعلك أكثر إبداعاً من أي وقت آخر.