العليق مقر بلدية ولتام ... التاريخ يتكلم ...
أ. الموقـع والحـدود:
تقع قرية العليق بلدية ولتام بجنوب شرق مدينة بوسعادة ولاية المسيلة، يحدها من الشمال بوسعادة، ومن الجنوب جبل امساعد (عين غراب سابقاً)، ومن الغرب الهامل، ومن الشرق بلدية الحوامد ( الرمانة سابقا ) .
ب. التركيبة السكانيـة:
تتكون العليق و ولتام عموماً من عرشين، المراكسة السكان الأصليين الذين عمروا المنطقة منذ قرون، وأولاد عمر فرج الذين أتوا إلى المنطقة خلال فترات متعاقبة انطلاقاً من الحيز الجغرافي لبلدية جبل امساعد؛ ولعلَّ أقصاها يرجع إلى نهايات القرن التاسع عشر بعد مقاومة أحمد بن البكاي ومكوثه بالعليق ، ويعود ذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية وجغرافيـة.
ج. نبذة تاريخيـة:
تعود النواة الأولى لتأسيس قرية العليق ـ حسب المصادر ـ إلى رجل قدم من الشرق منذ حوالي 10 قرون وذلك بعد أن طُورد من حوش المركسي الكائن على سفح جبل كردادة بوادي بوسعادة من طرف البدارنة السليميين الذين حلوا بجنوب الحضنة بعد الحملة الثانية للهلاليين بدايات القرن 06 هـ /11م.
العليق من شجرة العليق المعروفة، كما أشارت إلى ذلك المصادر، تمتاز بموقعها الخلاب. محاطة بسلسلة من الجبال متوسطة الطول تنبت فيها أشجار العرعر والإكليل والحلفاء والجرتيل..، وهي تمثل الواجهة الشمالية لغابة جبل امساعد الساحرة، المصنفة كأكبر غابة في ولاية المسيلة. العليق عامرة بالبساتين منذ القدم، عرف أهلها العمران والتوطن، كما هو حال بوسعادة والهامل المجاورتين، ومن الشواهد: القصر، المسجد العتيق، مقبرتي السابط ولقبي، منبع طكوكة، البساتين.. وأهلها بسطاء في غالبهم، إذ دوَّن التاريخ أنهم أهل نصرة وسخاء ومقاومة وجهاد، ودليلنا في ذلك ما يلي:
1- دعمهم لمقاومة الأمير عبد القادر عن طريق عائلة بسكر التي تمتد جذورها إلى العليق، ويشهد على ذلك ما قاله الأمير عبد القادر لابنه الهاشمي أثناء إقامته بالشام: (( إذا رغبت في العودة إلى الوطن العزيز مسقط الرأس، انصحك بالتوجه إلى بوسعادة، حيث لا زلت أحتفظ بأصدقاء مخلصين من عائلة شريف وبسكر )) . وعندما زار الإخوة الحاج محمد والحاج امحمد ابنا اقويدر بن بسكر دمشق بالشام، أقاموا أكثر من شهر لدى الأمير عبد القادر الجزائري أثناء رحلتهم إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، ثم مرورهم بالقدس الشريف. هذا الأخير الذي رحب بهم و أحسن ضيافتهم؛ بسبب الدعم الذي قدمه والدهما اقويدر للأمير أثناء المقاومـة.
2- احتضان أرضهم لأول مقاومة في التاريخ المعاصر للحضنة سنة 1849م بقيادة أحمد بن بكاي، الذي مكث ودفن بالعليق حسب بعض الروايات.
3- نصرة آل شبيرة قادة مقاومة بوسعادة خريف سنة 1849م فساهموا في هجرتهم إلى تونس هروبا من المتابعات وبطش العدو، وتحملوا وزر ذلك، فأطلق ضباط فرنسا الاستعمارية على جنوب العليق مأوى المتعصبيـن.
4- الاتصال المبكر بالثورة سنة 1955م وهيكلة العرش في إطار الولاية السادسة التاريخية أواخر ربيع 1956م.
5- وتصنيف قرية العليق كمنطقة محرمة من سنة 1958م إلى غاية الاستقلال.
عرف مراكسة العليق وولتام منذ زمن ليس ببعيد ممارسة جملة من الحرف والصناعات؛ وأهمها: الفلاحة، النجارة، صناعة القطران والمتاجرة، النسيج، تربية المواشي، البناء، صناعة البارود.. وكانوا أهل قراءة وكتابـة، بدليل المكتبة التي كانت بحوزتهم في مسجد شطة بوناب.إلا أنَّ جيش الاحتلال الفرنسي وفلول بلونيس أتلفت شطراً، وما بقي منها تم نهبه من طرف الأشخاص، إضافة إلى وجود الكثير من حفظة القرآن من عهد شطة بوناب..
اليكم بعض الصور للعليق من تصويري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]