أمير المحبة
عدد المساهمات : 748 نقاط : 8294 عضو نشيط : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: معنى الصدق ومنزلته وما يوصل إليه و خطورة الكذب والنفاق 1/12/2010, 10:43 | |
| معنى الصدق ومنزلته وما يوصل إليه و خطورة الكذب والنفاق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منزلة الصدق منزلة عظيمة ليس في دين الإسلام فقط بل في جميع الأديان ، لا لأنه خُلق منالأخلاق الحميدة فحسب ، بل لأنه أصل الإيمان المقبول عند الله عز وجل ،وهو أساس النجاة من عذاب الله عز وجل ، وبه يتميز أهل الإيمان الحق منالمنافقين الكاذبين ، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في منزلة الصدق :» وهو منزل القوم الأعظم الذي منه تنشأ جميع منازل السالكين ، والطريقالأقوم ، الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين « إلى أن يقول :» فهو روح الأعمال ، ومحك الأحوال ، والحامل على اقتحام الأهوال ، والبابالذي دخل منه الواصلون إلى حضرة ذي الجلال ، وهو أساس بناء الدين ، وعمودفسطاط اليقين، ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين « .ولقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف في فضل الصدق وخطورة أمره وعلو شأنه .ولقد اخترت هذه الوقفات التربوية لخلق الصدق في ضوء القرآن الكريم لمعالجة هذا الموضوع الذي يهم كل مسلم بصفة عامة ،ويهم الدعاة إلى الله عز وجل بصفة خاصة ، لاسيما في واقعنا المعاصر ،وتتجلى أهميته في الأمور التالية :الأمر الأول :لأنه أساس الإيمان ، وركنه الركين ،وأساس قبول الطاعات والقربات عند الله عز وجل ، وعليه يترتب الأجر والثوابيوم القيامة ، قال تعالى : (( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَبِصِدْقِهِمْ)) (الأحزاب: من الآية24), وقال تعالى : ((قَالَ اللَّهُهَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِيمِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)) (المائدة: من الآية119) ولأنه أساس الطاعاتوجماعها ، فقد أصبح الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق .يقول الإمام ابن تيميه رحمه الله تعالى : ( الصدق أساس الحسنات وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها ) ، ويظهر ذلك من وجوه منها :أن الصدق هو المميز بين المؤمن والمنافق ، ففي الصحيحين عن أنس عن النبي : (( آيةالمنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان ))[1]، وفيحديث آخر : (( على كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة )).وقد وصف الله المنافقين في القرآنبالكذب في مواضع عدة ومعلوم أن المؤمنين هم أهل الجنة، وأن المنافقين همأهل النار في الدرك الأسفل منها .أن الصدق هو أصل البر، والكذب هو أصل الفجور ، كما جاء في الصحيحين عن النبي : ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر )) .أن الصادق تنزل عليه الملائكة ،والكاذب تنزل عليه الشياطين كما قال تعالى : (()هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىمَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ،يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) (الشعراء:221 ، 222، 223)الأمر الثاني :أن الصدق في كل الأمور يوصل صاحبه إلى مرتبة ( الصديقية ) ، التي هي المرتبة التالية لمرتبة النبوة ، وعندما أقول في كل الأمور أريد من ذلك عدم حصر الصدق في اللسان فقط ، وإنما الصدق في النيات والأقوال والأعمال والأصل تحري الصدق في ذلك كله .إن مجاهدة النفس على تحري الصدق في جميع الأمور يوصلها إلى هذه المرتبة العظيمة مرتبة الصديقية ) كما جاءفي الحديث السابق الذكر : ((.. ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا )) .وهنيئاً لمن وصل إلى هذه المرتبة ، فيا لها من رتبة ، وما أشرف قدرها وأعظم فضلها ،يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالىفي وصف أهل هذه الطبقة : ( الطبقة الرابعة ورثة الرسل وخلفاؤهم في أممهم،وهم القائمون بما بعثوا به علماً وعملاً ودعوة للخلق إلى الله على طريقهمومنهاجهم ، وهذه أفضل مراتب الخلق بعد الرسالة والنبوة ، وهي مرتبةالصديقية ، ولهذا قرنهم الله في كتابه بالأنبياء فقال تعالى : (( وَمَنْيُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُعَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِوَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)) (النساء:69)الأمر الثالث :ثمرات الصدق العظيمة التي تحصل منه في الدنيا والآخرة من البركة والقبول والإصلاح فيالدنيا ، والأجر العظيم والثواب الجزيل في الآخرة وسيأتي تفصيل كل ذلك إنشاء الله تعالى في (ثمرات الصدق) .الأمر الرابع :خطورة الكذب والنفاق وأثرهما على الفرد والمجتمع والأمة وبخاصة في مجتمعاتنا اليوم التي كثر فيها الكذب والدجل والمداهنة ، وقل الصدق فيها والصادقون، ولا أعلم والعلم عند الله عصراً ظهر فيه الكذب والنفاق بوسائله الماكرة المتطورة كما ظهر في عصرنا اليوم، حتى أصبح الكذب له مدارسه وأساليبه التي تعلم الناس كيف يكذبون، وكيف ينافقون وكيف يدلسون... الخ ، ولا أبالغ إذا قلت إن وسائل الإعلام اليوم المقروءة منهاوالمسموعة والمنظورة قد قامت في أغلب برامجها على الكذب ، وقلب الحقائق وتسمية الأمور بغير أسمائه، وقد تجاوز الأمر حده حتى أصبحالمعروف منكراً والمنكر معروفاً ، وظهر الحق في صورة الباطل، والباطل فيصورة الحق، وأصبحنا نسمع من يقول عن المسلم الصادق الذي يتحرى الصدق بأنه ساذج وبسيط وسطحي ... الخ ، في الوقت الذييوصف الكاذب المنافق بأنه السياسيالحكيم المحنك ، إن مجتمعاً كهذا حري بالسقوط والدمار ، ولا نجاة ولا فلاحإلا بالصدق ، والأمة الصادقة مع ربها سبحانه ومع رسولها صلى الله عليهوسلم لا تهزم أبداً .الأمر الخامس :ظهور بعض علامات ضعف الصدق في صفوفنا معشر الدعاة إلى الله عز وجل ، وذلك بوجود بعض التصرفات والممارسات التي تتنافى مع الصدق في الدعوة إلى الله عز وجل والجهاد في سبيله ، فقلّ الصادقون الربانيونالذين يصدقون في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم، ويضحون في سبيل الله عز وجلبكل ما يملكون لنيل مرضاته وحبه ، نعم إنه بمحاسبة عجلى لنفوسنا يتبين لناهذا الضعف وأننا في أمس الحاجة إلى تقوية هذا الخُلق ، ونبذ كل ما يتنافىمعه من صور الكذب والنفاق ووهن العزيمة ، وضعف الهمة ، وإلا فما معنى وجود هذه الجهود الضخمة المبذولة اليوم في طرق الدعوة إلى الله عز وجل ،ثم لا نرى لها إلا أثراً ضعيفاً لا يكافئ تلك الجهود المبذولة ؟ !الأمر السادس :إن الصراع الذي نشاهده اليوم بين الحق والباطل ، بين دعاة الشر والكفر ودعاة الخير والإصلاح ، ليحتم على أهل الخير حرصهم الشديد على الصدق مع الله سبحانه واليقين بنصره وثوابه ، حتى لا تزل الأقدام ، وتضعفالعزائم إزاء هذا البلاء العظيم والمعركة الشرسة بين الحق والباطل ، وهذهالمواطن هي التي يتميز فيها الصادقون عمن سواهم ، قال تعالى : (( الم ،أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْفَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّالْكَاذِبِينَ)) (العنكبوت:1 ، 2، 3).وكذلك أيام الفتن لا يثبت فيها إلاالصادقون العالمون العاملون ، وهم الذين يشرفهم الله عز وجل بنصره ، ويمكنلهم في الأرض ، ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين .حقيقة الصدق :إن حقيقة الصدق أوسع من كونها الصدق في الحديث فقط ، وإنما حقيقة الصدق شاملة لصدق النية والعزيمة، وصدق اللسان ، وصدق الأعمال ، يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ومما ينبغي أن يعرف أن الصدق والتصديق يكون في الأقوال وفي الأعمال كقول النبي- صلى الله عليه وسلم- فيالحديث الصحيح : (( كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، فهو مدرك ذلك لا محالة، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما السمع ،واليدان تزنيان وزناهما البطش ، والرجلان تزنيان وزناهما المشي، والقلبيتمنى ويشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه )) .ويفصّل الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى القول في هذا المعنى فيقول : ( والإيمان أساسه الصدق ، والنفاق أساسه الكذب، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر ) .وأخبر سبحانه : أنه في يوم القيامة لاينفع العبد وينجيه من عذابه إلا صدقه قال تعالى : (( هذا يوم ينفعالصادقين صدقهم لهم جناتِ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداْ رضيالله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوزٍ العظيم)) .وقال تعالى : (( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) .فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله ، والصدق إنما يكون في هذه الثلاثة :فالصدق في الأقوال : استواء اللسان علىالأقوال كاستواء السنبلة على ساقها والصدق في الأعمال : استواء الأفعالعلى الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ،والصدق في الأحوال : استواء أعمالالقلب والجوارح على الأخلاق ، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ، فبذلك يكونالعبد من الذين جاءوا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور فيه ، وقيامها بهتكون صديقيته ولذلك كان لأبي بكرالصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنامالصديقية فسمي ( الصدّيق ) على الإطلاق ، و( الصدّيق ) أبلغ من الصدوق ،والصدوق أبلغ من الصادق ، فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الإخلاص للمُرْسل ) .الفرق بين الصدق والإخلاص :الصدق والإخلاص عملان قلبيان من أعظم أعمال القلوب ، وأهم أصول الإيمان ، فأما الصدق فهو الفرقان بين الإيمان والنفاق ، وأما الإخلاص فهو الفرقان بين التوحيد والشرك في قول القلب واعتقاده أوفي إرادته ونيته والأعمال التي رأسها وأعظمها ( شهادة أن لا إله إلا الله) لا تقبل إلا بتحقيق الصدق والإخلاص .ومن هنا كان الصدق والإخلاص شرطين من شروطها ، ولذلك كذّب الله المنافقين في دعوى الإيمان، وقول الشهادة لانتفاء الصدق ، فقال : (( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَلَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُيَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )) ، وقال : ((فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّالْكَاذِبِينَ)) .كما أبطل سبحانه زعم أهل الكتابوالمشركين أن دينهم هو الحق بانتفاء الإخلاص فقال : (( لَمْ يَكُنِالَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَحَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ )) ، إلى أن يقول : (( وَمَا أُمِرُواإِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَوَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)) .والصدق والإخلاص مع تقاربهما ترادفهماأحياناً يميز بينهما بتعريف ضد كل منهما : فالصدق ضده انتفاء إرادة اللهبالعمل أصلاً ، كمن آمن وصلى كاذباً ولم يرد الإيمان والصلاة ، وإنما فعلذلك لسبب آخر ، كما فعله المنافقون حفظاً لأنفسهم وأموالهم من السيف ،وجبناً عن تحمل أعباء المواجهة الصريحة للإيمان .والإخلاص ضده انتفاء إفراد الله بالإرادة والتوجه كمن آمن أو صلى صارفاًذلك لأحد مع الله ، وهذا هو الشرك الذيوقع فيه أكثر العالمين ، وعلى قدر ما يحقق العبد الإخلاص لربه يكون ترقيهفي ( المخلصين ) الذين صرف الله عنهم غواية الشياطين وأثنى عليهم في كلأمة » .المصدر: سبيل الدعوة إلى الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
أمير المحبة
عدد المساهمات : 748 نقاط : 8294 عضو نشيط : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: موضوع: معنى الصدق ومنزلته وما يوصل إليه و خطورة الكذب والنفاق 1/12/2010, 10:47 | |
| | |
|
حيـ الروح ـاة مشرفة مبدعة
. عدد المساهمات : 4380 نقاط : 22073 عضو نشيط : 9 تاريخ الميلاد : 12/08/1994 تاريخ التسجيل : 28/11/2010 العمر : 30 المزاج : حسب الايام يوم رائع و يوم اروع
| موضوع: رد: معنى الصدق ومنزلته وما يوصل إليه و خطورة الكذب والنفاق 3/12/2010, 20:15 | |
| الصداقة اجمل ما في الكون
شكرا عنتر بن شداد واصل ابداعك | |
|
أمير المحبة
عدد المساهمات : 748 نقاط : 8294 عضو نشيط : 0 تاريخ التسجيل : 14/12/2009
| موضوع: رد: معنى الصدق ومنزلته وما يوصل إليه و خطورة الكذب والنفاق 3/12/2010, 20:20 | |
| | |
|