غلاء المهـــــــــــــــــــــــــور
هذا المو ضوع اثار جدلا واسعا و عائقا كبيرا لدى الشباب المقبلين على الزواج نظرا لتغير زمننا هذا الذي اصبح لا يعترف إلا بالماديات اموال و ذهب..الخ فمشكلة غلاء المهور ، قد شغلت بال كثير من الناس وحالت بينهم وبين الزواج المبكر ، وفي ذلك مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم التي رغبت في الزواج المبكر وتيسير أسبابه لقوله صلى الله عليه و سلم:"يسروا و لا تعسروا"، كما أن في ذلك تعريض الشباب والفتيات للخطر والفتنة والفساد ، والسفر إلى الخارج ، لأجل ذلك فليتق الله كل مسلم في نفسه وفي أولاده وبناته ، وليبادر إلى تزويجهم بما تيسر ، فأعظم النكاح بركة ، أيسره مؤونة .
فطبعا كل فتاة في نظر اهلها جوهرة غالية لا تقدر مهما كانت قيمة جمالها او مستواها التعليمي ،و لكن هذا ليس سببا في رفع مهرها و اشتراط المستحيل لمن يتقدم لخطبتها.
فهل بنات جيل الرسول صلى الله عليه و سلم و حتى جداتنا لم تكن لهم قيمة لدى أولياءهم؟،بلا كانت لهم اعلى مكانة في قلوب اباءهم و لكنهم كانوا يطلبون الحماية و الهناء و البركة باشراطهم ابسط الأشياء للقيام بسنة من سنن الله. قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن ليس له مال كافي و اراد الزواج" التمس ولو خاتماً من حديد " [ متفق عليه ].فم هنا يتضح لنا ان الزواج هو حفظ و صيانة لشرف و عفة لشاب و شابة و ليس تفاخر و سمعة بين ناس لغلاء مهر فلانة..
و هذه قصة حدثت في عهد الأمراء :حيث انه كان امير قد بلغت ابنته سن الزواج بعدما رعاها و رباها احسن تربية ،فبطبيعة الحال نحن يخطر في بالنا انه سيزوجها بامير مثل منزلته و لكنه حدث العكس فقد كان يتهرب من امير ارادها لزواج خشيت ان يكون زواج ابنته غير مبارك من الله لكثرت اموال الخطيب الذي كان يود تقدم له.ففي احدى الايام و بينما هو خارج من المسجد بعد الصلاة رأى رجلا فقيرا يجلس بالقرب من الباب و يدعو الله ان يرزقه المال الحلال فسأله ذلك الأمير عن حاله فأخبره المسكين عن يأسه لفقره و عدم قدرته على الزواج لي تفادي الفتن،فقرر الأمير في تلك اللحظة ان يزوج بنته لهذا الرجل الفقير مستعجلا لكتابة الكتاب حتى انه قال له خذها فهي زوجتك ادفع ما تقدر عليه اي ابسط الأشياء و لا تحمل نفسك تكاليف العرس التي لا حاجة لها فالمهم ان تستر في بيتك و زوجتك.
فخطابي لإخواتي و الأبائنا ان لا تكونوا من الطامعين المتمسكين بمفاخر الدنيا و شهواتها..بل كونوا ممن يطمعون في بركة الرحمن و الحلال لحياتهم الجديد كهذا الامير الذي لم يعمل على كلام الناس و سمعته بينهم بل اختار رضا الله قبل اي شيء.
و بقول خير ناس قدوة لنا حبيبنا صلى الله عليه و سلم اختم كلامي و ارجو ان تأخذه بالعبرة كل فتاة تتمنى السترة و الابتعاد عن هاجس العنوسة:
" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"
" من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً " [ رواه مسلم ] .
قال ابن القيم : " فتضمنت هذه الأحاديث أن الصداق لا يتقدر أقله ، وأن قبضة السويق وخاتم الحديد والنعلين يصح تسميتها مهراً ، وتحل بها الزوجة ، وتضمنت أن المغالاة في المهر مكروهة في النكاح ، وأنها من قلة بركته وعسره " [ زاد المعاد 5/176 ] .
..اللهم اجعل خطانا مباركة و عملنا مؤجورا و حياتنا متوجتا برضاك يا رحمان يا كريم..
و شكرا .سلااااااااااااام.