إلزموا منازلكم واحذروا إشعال النار أو الاقتراب من الغابات
قوات الأمن تلاحق شاحنتين محملتين بمادة "تي أن تي" في ضواحي بغلية
البرد ونفاد المؤونة يهددان بقايا الجماعات الإرهابية
كشفت مصادر أمنية مسؤولة لـ "الشروق" أنها جددت تعليماتها لسكان الجبال التي يرجح تواجد الإرهابيين بها لتفادي التنقل إليها لجني الزيتون، ووزعت مناشير على السكان تطالبهم بالتزام منازلهم لتمكين قوات الجيش من ملاحقة الإرهابيين المحاصرين منذ عشرة أيام بمرتفعات سيد علي بوناب بولاية تيزي وزو، كما حذرت المواطنين من إشعال النيران بالغابات على غير عادتها في إشارة إلى أن أتباع درودكال الذين يعانون من الأحوال الجوية السيئة ويبحثون عن مكان يسمح لهم بالتدفئة في ظل نفاد قارورات الغاز وقطع اتصالاتهم بالخلايا النائمة.
وأضافت مصادرنا أن قوات الأمن خلال عملية التمشيط التي شارك فيها حوالي 9 آلاف جندي، تمكنت من تدمير عشرات الكازمات التي يستخدمها الإرهابيون كمخابئ، والقضاء على أكبر قاعدة لوجيستية للتنظيم الإرهابي، في الوقت الذي لا تزال فيه قوات الأمن المشتركة تبحث عن مركبتين معبأتين بمادة "تي آن تي" المستعملة في صناعة المتفجرات، وذلك عقب ورود معلومات بوجود شاحنتين محملتين بكميات معتبرة من هذه المادة الخطيرة بمنطقة بغلية بولاية بومرداس.
وتقول مصادرنا إن الثلوج التي عرفتها الجبال الواقعة وسط وشرق البلاد انتقمت للجزائريين، الذين تعرضوا لمضايقات الجماعات الإرهابية، حيث حبسوا بالجبال خشية السقوط في أيدي قوات الجيش التي ظلت متربصة بهم لأكثر من عشرة أيام، حرصت فيها على قطع الإمدادات التي توفرها بعض شبكات الدعم والإسناد وحاصرتهم في وقت تعمد فيه في كل مرة إلى قصف وقنبلة المواقع المشبوهة، ما أجبرهم على ملازمة أماكنهم.
وأوضحت مصادر أمنية مسؤولة أن الجماعات الإرهابية تشكو نفاد المؤونة من الغذاء وقارورات الغاز المستعملة في الطبخ والتدفئة وأصبحوا عرضة للصقيع والجوع الشديد، حيث لم يتمكن أتباع الإرهابي أبو مصعب عبد الودود من الوصول إلى حل في ظل التضييق الأمني الذي لم تشهد المنطقة مثيل له منذ أكثر من ثلاث سنوات، في وقت أوضحت فيه مصادر متطابقة أن الحصار سيتواصل إلى غاية تحقيق العملية للأهداف التي تم التسطير لها، ومنها إجبار العناصر المسلحة على الاستسلام، خاصة وأن المحاصرة تزامنت مع حالة الشك والريب الذي تمكنت من العناصر الإرهابية في منهجها الذي اتبعته في ظل خطابات التائبين خاصة، رئيس اللجنة الشرعية الذي طالب رفقاء الماضي بمعية مؤسس التنظيم حسان حطاب المدعو حمزة بالعدول عن العمل المسلح قبل فوات الأوان.
وأضافت مصادرنا أن تعطيل شبكة الهاتف لليوم العاشر، حرم الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء كتيبتي الأرقم بوسط بومرداس والمتواجدة في جبال"جراح" و"تيجيجغة"بالحدود مع البويرة والأنصار بالحدود بين بومرداس وتيزي وزو والمتخذة من جبال سيدي علي بوناب مركزا لها من الاتصال فيما بينها خاصة في الوقت الحالي والذي يعد ضربة موجعة للتنظيم، وهو الذي كان يستعد لترتيب أموره بعد عملية التفكك التي عرفها نتيجة القضاء على أمير كتيبة الأرقم "حبيب مراد" في برج منايل قبل أسبوعين، حيث حاول ما يصطلح عليه أمير الإرهابيين، إعادة هيكلة التنظيم بجمع قادة كتيبة "النور" والأرقم ومعهما الأنصار ومطالبتهم بتفعيل نشاطهم بإشراف أمير المنطقة الثانية عبد المؤمن رشيد المدعو أبو حذيفة الجند، وذلك بجبال سيدي علي بوناب لتصطدم الجماعات بضربات قوات الجيش التي لا تزال تحاصر العناصر التي أفادت بعض المصادر أن عددهم يصل إلى 50 عنصرا، وأن تائبا سلم نفسه قدم تفاصيل وافية وكافية جعلت العملية العسكرية توصف بالنوعية.
المصدر
نوارة باشوش
الشروق اليومي الجزائرية