أجمع المشاركون في “الملتقى الوطني الأول حولهذه المنطقة محفوظ في تقارير عسكرية متوفرة حاليا بضواحي العاصمة الفرنسية باريس تاريخ منطقة بوسعادة” الذي اختتمت فعالياته أول أمس على أن تاريخ تاريخ هذه المنطقة محفوظ في تقارير عسكرية متوفرة حاليا بضواحي العاصمة الفرنسية باريس
وذكر الدكتور مياسي -أستاذ في جامعة الجزائر- أن أرشيف تاريخ هذه المنطقة موجود في شكل تقارير عسكرية أعدتها القوات العسكرية الفرنسية إبان فترة احتلالها للجزائر، وتندرج ضمن المخططات الحملات العسكرية التي كانت تقوم بها للقضاء على المقاومات وإخمادها، مؤكدا أن هذا الجانب لازال في حاجة إلى بحث• وأوضح “بيرم” أن المطلع على الأرشيف الاستخباراتي المعد عن منطقة بوسعادة سيقتنع بعدم صحة ما كتب عن البوسعاديين الذين وصفتهم التقارير بأنهم “مستقبلون للغزاة الفرنسيين واعتبروهم بمثابة الفاتحين والمرحب بهم كجالبين للحضارة والرقي”• وحسب شهادة أحد المختصين التاريخيين فإن الشريف بن شبيرة الذي قاد معركة المطاريح عام 1864 لم تتوفر مدونات عن سيرته الذاتية ما عدا الجزء القليل الموجود في الأرشيف الفرنسي الذي كثيرا ما يوصف الرجل بما ليس فيه، باعتباره إماما وفقيها وداعيا وثائرا وما توفر من شهادات شفوية تختصر– في ما يتداول في وسط أحفاد بن شبيرة عن خصال هذا الرجل• وانصبت مختلف الملاحظات التي أثارها الأساتذة المشاركون حسب ما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية حول أن تاريخ المنطقة يبقى غير مستغل ويحتاج إلى البحث الأكاديمي بالاستعانة بالأرشيف الفرنسي وإخضاعه للمقارنة بالوقائع والأحداث التي شهدتها المنطقة، بغية الخروج ببحث ينصف المنطقة من خلال ما قدمته للمقاومة وللثورة التحريرية• وفي هذا السياق قال شيخ زاوية الهامل مأمون القاسمي الحسني وعضو المجلس الإسلامي الأعلى - حيث خصص اليوم الثاني والأخير من الملتقى لزيارة زاوية الهامل والتعرف على مخزونها المعرفي - “إن ما توفر من أرشيف استخباراتي فرنسي خلال أربعينيات القرن الماضي يحذر من الدور البارز الذي تعلبه الزاوية القاسمية الرحمانية في صقل العقول وإنارتها وتوجيهها وجهة صحيحة لمقاومة الاستعمار بالوسائل المتاحة أهمها القلم”• وهنا تبرز أهمية المعلومات التي احتوتها التقارير الموجودة في الأرشيف الفرنسي حول هذه المنطقة في الاطلاع أكثر على تاريخ المنطقة• وأضاف في ذات السياق: “إن ذات الوثائق تقنع المطلع عليها بأهمية ما تقدمه الزاوية من برنامج علمي وفقهي وديني في تلك الآونة مما أهل طلابها وخريجيها للمقاومة من خلال إنشاء مجلة “الروح” التي شنوا عبرها حملة شرسة ضد الاستعمار الفرنسي، ونددوا بجرائمه في الثامن من ماي من عام 1945 مخاطبين إياه بمختلف أشكال الاتصال من مقالات ممضاة بأسماء مستعارة وقصائد حماسية توقظ الروح وتقدس الجهاد• ومن جهة أخرى حذرت ذات التقارير التي تعرض إليها المشاركون في الملتقى من دور الزاوية في التنسيق ما بين المقاومات التي كانت تشتعل في مختلف مناطق الوطن كثورة الأمير عبد القادر والمقراني والزعاطشة، ودعت السلطات الفرنسية إلى ضرورة خنق الزاوية وتسليط الرقابة الشديدة عليها حتى تحول دون توسيع رقعة عملها الإصلاحي• وأوضح المتدخلون بأن منطقة بوسعادة أطرت جمعية العلماء المسلمين بالعديد من الأعضاء منهم عبد الرحمان الجيلالي، كما أدت الحركة الإصلاحية بها دورا توجيهيا وإصلاحيا في فترة الاستعمار الفرنسي