خبر عاجل// حريق مهول في المركز التجاري (la foire) بحي أيوف الغربي بمدينة جيجل
اندلع حريق مهول في المركز التجاري (لافوار- la foire )الكائن بحي أيوف الغربي المحادي للحي الإداري و على مقربة من مكتب الشروق اليومي ، و ذلك في حوالي الساعة السادسة و النصف كما أكده شهود عيان من السكان المجاورين للمركز ، و قد أتى الحريق على كل ما هو قابل للاشتعال في كارثة حقيقية تعتبر الأولى من نوعها بهذا الحجم، حيث أنه يمكنك مشاهدة ألسنة اللهب التي لونت المنطقة باللون الأحمر الناري و أعمدة الدخان السوداء و البيضاء من حي 500 مسكن في مشهد مروع يرجع بك إلى العشرية السوداء .
و ما زاد الطينة بلة أو إن شئت قل في هذا المقام ما زاد النار اشتعالا ، طبيعة المحلات التجارية المتواجدة في المجمع التجاري و التي أغلبها محلات بيع الألبسة و التي تعتبر مواد سريعة الاشتعال و خاصة المصنوعة مع المشتقات البترولية على غرار المنتوجات الصينية المنشأ التي غزت الأسواق لانخفاض أسعارها ، بالإضافة إلى محلات بيع مواد التجميل التي هي أصلا مواد كيميائية سريعة الالتهاب مثل مزيلات العرق و العطور التي تحتوي على نسبة 80 بالمائة من كحول الإيثانول سريع الاشتعال و محلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية زد إلى ذلك بنيوية المركز الذي يجمع بين القصدير و الخشب و البلاستيك و الذي لا يتطابق مع معايير المراكز التجارية .
و في مشهد دراماتيكي محزن يصيبك بالدهشة و الصدمة في آن واحد و أنت تنظر للنار و هي تأكل أموال المواطنين و تجاراتهم التي تعبوا في تحصيلها من أجل ضمان مستقبل نسبي في ظل انتشار البطالة و نقص فرص العمل التي تعاني منها الولاية مثلها مثل باقي ولاية الوطن، غير أن الذي يجعلك تشعر بفرح تصاحبه قشعريرة تهز بدنك و تتسرب معه دمعة لا تستأذنك في الخروج الروح التضامنية التي تحلى بها الشباب الذين قدموا من مختلف الأحياء ، حيث أنهم أول من بدأ في إطفاء النيران بسبب تأخر تدخل مصالح الحماية المدنية إلى عين الحادث و التي قدرها بعض شهود العيان بـحوالي ساعة بالرغم من إبلاغها في وقت متقدم و في تدخل أقل ما يقال عنه ضعيف حيث وصلت شاحنة صغيرة ، و قد قام الشباب بإخراج بعض السيارات من المرفأ التابع للمركز التجاري و أنقذوها من تلف محقق كما قاموا بفتح بعض المحلات التجارية الواقعة خارج المركز و إخراج السلع الموجودة بها قبل وصول ألسنة اللهب المتطاير و تم إنقاذها و تسليمها لأصحابها بعد وصولهم لعين المكان.
دموع غزيرة ذرفها أصحاب المحلات التجارية الذين تجمعوا مقابل المركز يشاهدون أموالهم التي سهروا الايام و الليالي من أجل جمعها لتصبح ليلة الجمعة 7 جانفي 2011 رمادا تذروها الرياح.
و بعد أن استسلمت "الحسناء لافوار" التي تعتبر قبلة سكان مدينة جيجل للتسوق ، لشبح النار و أرخت له نفسها بعد مقاومة محتشمة منها ليشبعها قبلات نارية أردتها قتيلة ، شوهدت شاحنات الحماية المدنية مسرعة نحو مكان الحادث بنية تدعيم الشاحنة الأولى و لكن ربما لجمع الرماد المتبقي من أموال المواطنين.
و في المقابل انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف جدا أمام مقر الحي الإداري و طوقوا مدخله كما انتشروا داخله خوفا من رد فعل الشباب الغاضب و المتأثر من الكارثة من إقدامه بأعمال تخريبية تطال المنشآت العمومية ، بأمر من وزارة الداخلية و الجماعت المحلية.
و لم تتحد بعد معالم الأسباب التي أدت إلى نشوب الحريق ، و كأخبار مبدئية تشير إلى أنه ناجم عن شرارة نارية لم تخمد بعد أعمال قام بها لحّام على مستوى المركز ، و أرجعتها بعض المصادر العامة ( كلام الشارع) إلى حريق متعمد من بعض المجهولين أضرموا نارا في عجلة مطاطية.
و لحين كتابة هذه الأسطر تبقى ألسنة اللهب هي سيدة الموقف و أعمدة الدخان هي بطل مسلسل جيجلي محزن و مؤثر جرت وقائعه بحي أيوف الغربي و ليس مسلسلا تركيا تتابعه نسوة 2011 .
الجدير بالذر أن المركز يحتوي على حوالي 250 محل تجاري و يوفر عمل لحوالي 700 فرد أي ما يعادل 700 عائلة مما سيزيد من معاناة 700 عائلة ويرفع نسبة البطالة في الولاية.