شباب منقسم بين داعم للبارصا وجزء آخر يرفع شعار الريال،، المنظر ليس لحي في كاتالونيا عشية مقابلة الكلاسيكو بل في باب الوادي وبلكور وفامبيطا والخروب، منظر لو قيل لي إنه سيحدث في الجزائر، منذ عشرية مضت، لما صدقت هذا التنبؤ. إنها عقلية جديدة لشباب جديد لا يعترف بالحدود الدولية ولا يؤمن بالسيادات الوطنية، ما يهمه المتعة الافتراضية خارج حدود البلد. ففي لحظة تساوي تسعين دقيقة يحس جزء كبير من الشباب الجزائري، خلالها، بأنه كسر قيوده وتجاوز الحدود بدون عوائق جواز السفر ومشاكله الإدارية، وتجاوز الفيزا التي جعلته يعيش إحساسا بأنه في سجن كبير لا مجال له للحركة وإخراج الطاقة الكامنة في ذاته كبقية شباب العالم. عشق البارصا وريال مدريد موضة جديدة في بلادنا يعبر من خلالها شباب الأحياء الشعبية، خاصة، عن الانعتاق من أغلال العادات والتقاليد السياسية البالية التي تريده أن يتشبع بحب الوطن الذي لم يعطه أي شيء، الوطن الذي يمنعه من ممارسة التجارة في السوق السوداء وبالمقابل تنغلق في وجهه أبواب العمل الرسمي. وطن لم يمكنه من سقف يسمح له بإنشاء عائلة مثله مثل بقية خلق الله، وطن لم تتغير وجوه المسؤولين فيه منذ أن فتح عينيه على الدنيا، وطن تحتكر تلفزيونه الوحيد وجوه أكل الدهر عليها وشرب وهي تتفنن في الدعاية الرديئة لنظام يحفر قبره بيديه. وطن يعجز القائمون على شؤونه عن الحد من ظاهرة الفساد وتحويل الأموال العمومية بالملايير. وطن يحفظ فيه شبابه قائمة لاعبي البارصا أو الريال عن ظهر قلب ولا يعرفون اسم وزير واحد في فريق أويحيى، لأن لا أحد منهم تمكن، ولو مرة واحدة، من تحقيق إنجاز يستحق الذكر. وطن تتزين شوارعه برجال الشرطة بدلا من الأشجار الخضراء، وطن تسيج فيه الساحات العمومية منعا للاعتصام بها، وطن إن استمر الوضع به على هذا الحال فإن النظام سيعكف على تسييج عقول شبابه، ولكنه لن يتمكن من الحد من عشقهم للبارصا والريال
جريدة الخبر