الصهيونية
(بالعبرية:ציונות) هي حركة سياسية يهودية، هدفها الرئيسي إقامة دولة
يهودية في فلسطين، وذلك بتشجيع هجرة اليهود في أنحاء العالم كافة إلى
فلسطين أو "إيريتس يسرائيل" حسب التسمية اليهودية التقليدية وإقامة تجمعات
يهودية جديدة في هذه البلاد. وفي أيار/مايو 1948 توجت الحركة الصهيونية
خطواتها في العمل لتحقيق هذا الهدف، بتأسيس دولة لليهود سميت بدولة إسرائيل
واعتراف بعض دول العالم بها. أما بعد تأسيس إسرائيل فتستهدف الحركة
الصهيونية تعزيز العلاقات بين المجتمعات اليهودية في أنحاء العالم وإسرائيل
وتشجيع اليهود من البلدان المختلفة لزيارتها والهجرة إليها.
لغة
كلمة
"صهيوني" مشتقة من الكلمة "صهيون" وهي أحد ألقاب جبل صهيون (الذي يسمى
ب"جبل داود" عند المسلمين المقدسيين) والذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء
هيكل سليمان في القدس كما هو مذكور في الصحائف التي يؤمن بها اليهود وبعض
المسيحيون.
الصهيونية اصطلاحا هي فكر وحركة سياسية هدفها توحيد
اليهود في الشتات وإسكانهم في فلسطين بعد حرب وتهجير الشعب الفلسطيني. توجت
جهودها بإقامة دولة لليهود تسمى دولة إسرائيل عام 1948. أول من استخدم
مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890.
تم
عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل
عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية
اليهودية. ومن خلال متابعة القضية الفلسطينية منذ 1948م نجد بان الصهيونية
حركة ارهابية غير قانونية هدفها إنشاء كيان صهيوني على حساب أرض فلسطين
العربية باستخدام جميع الوسائل المحرمة دوليا لأن الصهيونية لا تعترف
بقوانين الأمم المتحدة وتعتبر نفسها فوق القانون.
خلفية تاريخية
يقول
المفكرون الصهاينة أن الحاجة لإقامة وطن قومي يهودي قديمة ظهرت خاصة بعد
الأسر البابلي على يد نبوخذ نصر وكذلك اعتقاد المتدينين اليهود أن "أرض
الميعاد" (التسمية اليهودية لأرض فلسطين) "قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه
الهبة أبدية ولا رجعة فيها" إلا إنهم لم يتحمسوا كثيراً للصهيونية باعتبار
أن أرض الميعاد ودولة إسرائيل لا يجب أن تُقام من قبل بني البشر كما هو
الحال، بل يجب أن تقام على يد المسيح المنتظر.
قام عدد من اليهود
حديثا في مطلع القرن العشرين بشكل فردي بالسكن في فلسطين عن طريق القوة
وذلك لتشكيل بذرة وجودهم على أرض فلسطين ولكنهم كانوا يشكلون أقلية، ولكن
الصهيونية الحديثة لم تستطع الظهور إلا عندما تم علمنة الحياة اليهودية عن
طريق حركة التنوير اليهودية "الهسكلاه" والتي ترأسها موسى مندلسون في القرن
الثامن عشر الميلادي، حيث ساهمت بالابتعاد عن الديانة اليهودية
الاورثوذكسية وخلق روح قومية تتوحد عن طريق الدين. في البداية حاولت حركة
التنوير صهر اليهود في المجتمع الأوروبي. سعت حركة الإصلاح اليهودية
التحررية في ألمانيا من أجل عدم اختزال اليهودية في طائفة وأن يتقبلوا
الثقافة الألمانية. ولكن الأوضاع السياسية والاضطهاد العنصري لليهود أثبت
أنهم لايستطيعون الاندماج في الثقافات الأخرى حتى في ظل العلمنة، حيث ظهرت
سلسلة أعمال عنصرية ضد اليهود خاصة في روسيا بعد مقتل القيصر الكسندر
الثاني، حيث دفعت اليهود للهجرة للولايات المتحدة واعتقدوا أن دورهم
التاريخي هو كبش فداء للشعوب.
وظهرت قضية القائد الفرنسي اليهودي
دريفوس الذي اتهم بالخيانة عام 1894 بشكل خاطئ والذي أظهر اللاسامية في
الجيش واستقطب عدد من الساسة وقادة المجتمع التقدميين ضد الكنيسة الرومانية
الاورثوذكسية والجيش.
في منتصف القرن التاسع عشر ظهر حاخامان دعوا
اليهود إلى تمهيد الطريق للمسيح المنتظر بإقامة وطن قومي وظهر الفيلسوف
الألماني اليهودي موسى هس في كتابه روما والقدس وقال أن المشكلة اليهودية
تكمن في عدم وجود وطن قومي لليهود.
تعاقبت الأحداث سراعاً ما بين
الأعوام 1890 - 1945 وكانت بداية الأحداث هي التوجه المعادي للسامية في
روسيا ومروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في أوروبا
وانتهاءً بعمليات الحرق الجماعي لليهود (الهولوكوست) وغيرهم على يد
النازيين الألمان إبّان الحرب العالمية الثانية. تنامت الرغبة لدى اليهود
النّاجين من جميع ما ذُكر بإنشاء كيان يحتضن اليهود واقتنع السواد الأعظم
من اليهود بإنشاء كيان لهم في فلسطين، وساند أغلب اليهود الجهود لإقامة
دولة لهم بين الأعوام 1945 - 1948 ولكن اختلف بعض اليهود في الممارسات
القمعية التي إرتكبتها الجماعات الصهيونية في فلسطين بحق الشعب العربي
الفلسطيني من قتل وتشريد الأطفال كما حدث في حرب غزة في عام 2008 وبناء
جدار الفصل على أراضي الضفة الغربية.
تأسيس الحركة الصهيونية
في
عام 1896 قام الصحفي اليهودي المجري ثيودور هرتزل بنشر كتاب دولة اليهود
وفيه طرح أسباب اللاسامية وكيفية علاجها وهو في رأيه إقامة وطن قومي لليهود
على أرض فلسطين لما تتمتع به من مكانة دينية واستراتيجية واقتصادية (على
حساب قتل واعتقال وتهجير وتشريد الشعب الفلسطيني)، واتّصل بامبراطور
ألمانيا فيلهلم الثاني فنجح في الحصول على دعمه، كما اتصل بالسلطان عبد
الحميد الثاني ولكن محاولته باءت بالفشل وحتى طلب المال من قبل الأغنياء
اليهود باء بالفشل.
في عام 1897 نظم هرتزل أول مؤتمر صهيوني في بازل
في سويسرا حضره 200 مفوض، وصاغوا برنامج بازل والذي بقي البرنامج السياسي
للحركة الصهيونية، والبرنامج عرّف هدف الصهيونية بإقامة وطن للشعب اليهودي
بالقانون العام ظاهريا، لكن بغير حق (أي سلب حق الشعب الفلسطيني)، وأقام
المؤتمر الصهيوني العالمي اللجنة الدائمة وفوضها بأن تنشئ فروعاً لها في
مختلف أنحاء العالم. وعندما فشل هرتزل في ديبلوماسيته مع السلطان العثماني
وجه جهوده الديبلوماسية نحو بريطانيا ولكنّها قدّمت دعمها المالي لإقامة
مستعمرة في شرق إفريقيا (أوغندا) فانشقّت الحركة الصهيونية بين معارض
ومؤيد، فاتّهم الصهاينةُ الروس هرتزل بالخيانة ولكنه استطاع أن يسوي الأمر
معهم إلا أنه مات. وعندما عقد المؤتمر السابع عام 1905 رُفِضَت أوغندا،
وشكل ارائل لانغول المنظمة الإقليمية اليهودية وكانت ذات صلاحية اختيار
موطن مناسب للشعب اليهودي.
استطاعت الحركة الصهيونية أن تحقق أهم
انجازين لها وهما وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين عام 1917،
والثاني هو إقامة كيان لليهود سمي دولة إسرائيل عام 1948، وذلك على أرض
فلسطين وذلك عن طريق القتل والتهجير والمذابح لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم
بالقوة.
تشكلت الصهيونية كإيديولوجيا وكحركة سياسية أتت متساوية مع
نمو الإيديولوجيا القومية في أوروبا، ولكن الأهم مع نمو اهتمام المركز
الإمبريالي بإيجاد كيانات مصطنعة في مراكز مستعمراته لضمان هيمنتها، وسيكون
من الأمور الخلافية تتريخ أولوية عرض بعض المثقفين اليهود لدور مختلف
لليهود بعد تراجع دورهم الوظيفي كوسطاء ماليين أثناء العصر الإقطاعي بتحويل
أوروبا للرأسمالية وتشكيل برجوازية مالية أوربية متحررة من القيود الدينية
المسيحية التي كانت تحرم الربا وتلخص هذا الدور بأن يكونوا حماة المصالح
الإمبريالية أنى إرتأت هذه الإمبريالية، فطرحت الأرجنتين وغيرها قبل أن
يستقر الرأي على فلسطين، وفي المقابل هناك من يؤرخ لأولوية الطرح البريطاني
على المثقفين اليهود باختيار أرض فلسطين لما تتمتع به من مزايا قيمة من
الناحية الدينية والاستراتيجة والاقتصادية، وتجاوب هؤلاء معهم ولكن في كلتا
الحالتين يمكن تفسير (لعدم إمكانية الجزم) يمكن القول أن الطرفين تقابلت
مصلحتهم. وكانت الخطوة التالية محاولة إقناع المواطنيين الأوربيين اليهود
بالتخلي عن أوطانهم للهجرة إلى أرض لايربطهم بها إلا أساطير دينية مبنية
على اساس كتب سماوية تم تحريفها، ليس لها علاقة بالواقع.
أنواع الصهيونية
للصهيونية أشكال مختلفة منها :-
1. الصهيونية الثقافية يعتقد بهاأن دولة إسرائيل مركز روحي وثقافي للعالم.
2. الصهيونية العملية يعتقد بأنه يجب احتلال أرض فلسطين والعمل بها.
3. الصهيونية الاشتراكية التي تحث على إيجاد منطقة(بغض النظر بالقانون
أو بغير القانون) يقام فيها مجتمع مصنف طبقيا يتم فيه صراع طبقي ومن ثم
حصول ثورة.
4. الصهيونية الدينية التي تريد تطبيق الشريعة اليهودية وخاصة التلمود في سياستها.
وكذلك
اعتقاد المتدينين اليهود أن أرض الميعاد قد وهبها الله لبني إسرائيل فهذه
الهبة أبدية ولارجعة فيها إلا إنهم لم يتحمسوا كثيراً للصهيونية باعتبار أن
أرض الميعاد ودولة إسرائيل "لا يجب أن تُقام من قبل بني البشر كما هو
الحال بل يجب أن تقوم على يد ملك اليهود المنتظر".
استراتيجيات الصهيونية
الهدف
الإستراتيجي الأول للحركة كان دعوة الدولة العثمانية للسماح لليهود
بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها، وبعد رفض السلطان عبد الحميد الثاني
عرضوا عليه بيع بعض الأراضي الفلسطينية فرفض رفضا تاما فأيقن أن العرب لن
يتسامحوا في شبر واحد من أراضيها فنظموا عدة تعاملات مع بريطانيا، وبعد
تولى مكتب الإمبراطور الألماني مهمة السماح لليهود بالهجرة لدى الدولة
العثمانية لكن بدون تحقيق نتائج تذكر.
فيما بعد، انتهجت المنظمة
سبيل الهجرة بأعداد صغيرة وتأسيس "الصندوق القومي اليهودي" في العام 1901
وكذلك تأسيس البنك "الأنغلو-فلسطيني" في العام 1903.
قبيل العام
1917 أخذ الصهاينة أفكارا عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة
الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الأرجنتين
أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة إسرائيل، وفي العام 1903 عرض هيرتزل
عرضاً مثيراً للجدل بإقامة إسرائيل في كينيا مما حدا بالمندوب الروسي
الانسحاب من المؤتمر، واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات
بشأن مكان دولة إسرائيل أفضت إلى اختيار أرض فلسطين.
الصهيونية والعرب
أيقن
الصهاينة منذ البداية أن سكّان فلسطين الأصليين (العرب) الفلسطينيين
سيرفضون التخلي الطوعي عن الأرض وهم لذلك ومنذ بداية وجودهم على الأرض
الفلسطينية عملوا بكل طاقتهم للقضاء على مقاومة أهل الأرض ومن المهم
التأكيد على التناغم مع الاستعمار البريطاني صاحب المشروع ومركزه وهما قاما
لهذا بقمع أي محاولة تعبير عن النفس والمطالبة بالحقوق مما ولد مقاومة
شعبية عرفت أشكالاً متعددة من النضال للتخلص من المشروع الاستيطاني
الاحتلالي فكانت منها ثورة فلسطين 1936 الشعبية التي قوبلت بوحشية وأصبحت
لاحقاً نموذج التعامل العنصري المستمر ضد الشعب العربي الفلسطيني وهو ما
مكن الحركة الصهيونية لاحقاً بدعم منقطع النظير من المركز الإمبريالي
البريطاني (ولاحقاً الأمريكي) من إرهاب أهل الأرض، وأدى لتراجع مقاومتهم
محدودة الدعم ومهد للاغتصاب الكبير في 1948 كما قامت إسرائيل بمشاركة كل من
بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، كما قامت عام 1967
باحتلال باقي الأراضي الفلسطينية وهضبة الجولان في سوريا وسيناء في مصر،
وقامت بارتكاب جرائم حرب في كل من فلسطين المحتلة ومصر كمجزرة دير ياسين.
وحتى الآن لم ينته الصراع العربي الإسرائيلي حيث قامت إسرائيل بحرب على لبنان عام 2006 وبحرب على غزة في 2008.
إنشاء وطن قومي لليهود
بعد
هزيمة وتفكك الإمبراطورية العثمانية في العام 1918 وبفرض الانتداب
الإنجليزي على فلسطين من قبل عصبة الأمم في العام 1922، سارت الحركة
الصهيونية مساراً جديداُ نتيجة تغير أطراف المعادلة وكثفت الجهود في إنشاء
كيان صهيوني في فلسطين وتأسيس البنى التحتية للدولة المزمع قيامها، وقامت
المنظمة الصهيونية بجمع الأموال اللازمة لهكذا مهمة والضغط على الإنجليز كي
لايسعوا في منح الفلسطينيين استقلالهم.
شهدت حقبة العشرينيات من
القرن الماضي زيادة ملحوظة في أعداد الصهاينة المتواجدين في فلسطين وبداية
تكوين بنى تحتية يهودية ولاقت في نفس الجانب مقاومة من الجانب العربي في
مسألة المهاجرين الصهاينة.
تزايدت المعارضة اليهودية للمشروع
الصهيوني من قبل اليهود البارزين في شتّى أنحاء العالم بحجة أن باستطاعة
اليهود التعايش في المجتمعات الغربية بشكل مساوي للمواطنين الأصليين لتلك
البلدان وخير مثال لهذه المقولة هو "ألبرت أينيشتاين". في العام 1933 وبعد
صعود أدولف هتلر للحكم في ألمانيا، سرعان ما رجع اليهود في تأييدهم للمشروع
الصهيوني وزادت هجرتهم إلى فلسطين لا سيما أن الولايات الأمريكية المتحدة
أوصدت أبواب الهجرة في وجوه المهاجرين اليهود، وبكثرة المهاجرين الصهاينة
إلى فلسطين، زاد مقدار الغضب والامتعاض العربي من ظاهرة الهجرة المنظمة.
وفي العام 1936، بلغ الامتعاض العربي أوجه وثار عرب فلسطين، فقامت السلطات
الإنجليزية في فلسطين بالدعوة إلى إيقاف الهجرة اليهودية.
واجه
الصهاينة الثورة العربية بتأسيس ميليشبات صهيونية مسلحة بهدف القضاء على
مقاومة السكان العرب الأصيلين في الأرض (ويجب الإشارة إلى تكون العرب في
فلسطين من تنوع يعود للكنعانيين وسواهم من سكان البلاد التاريخيين والذين
يعود وجودهم لما قبل المرور العابر "غير المثبت تاريخياً" للعبرانيين)ومن
أهم هذه المنظمات الهاغاناه والأرغون.
مع أحداث الحرب العالمية الثانية، قرر الطرفان المتنازعان تكثيف الجهود في وجه هتلر النازي عوضاً عن ضرب الإنجليز.
قضى
النازيون خلال الحرب العالمية الثانية على ما يقرب من 6 ملايين يهودي[1]،
كما خلّفت الحرب مئات الآلاف من اليهود مشردين في أنحاء العالم ولا ينوون
العودة إلى بلادهم الأصلية التي سلمتهم لقمة سائغة لهتلر ومن جانب آخر سعت
المراكز الاستعمارية للاستمرار بنيتها بناء معسكر لها في قلب الوطن العربي
وتحديداً بعد التحول الحاصل لديها واستنتاجها ضرورة الانسحاب من الكثير من
مستعمراتها في العالم وتحديداً تحت ضغط تنامي الشعور القومي بالمستعمرات
وظهور الإتحاد السوفييتي القوي القادر على دعم نضالاتها الاستقلالية وهو
ماغطته بدعوي إعلامية من وزن الشعور بالذنب نتيجة تقاعسها عن دحر القوات
النازية حين نشأتها وترك هذه الدول هتلر يعيث في أوروبا الفساد، وهوالمشروع
الذي ورثته الإمبراطورية الأمريكية الصاعدة عن المركز البريطاني المتهالك
بعد الحرب. وكان من أبرز الداعين لهذا الدور الرئيس الأمريكي هاري ترومان
الذي بدوره ضغط على هيئة الأمم المتحدة لتعترف بدولة إسرائيل على تراب
فلسطين خصوصاً أن بريطانيا كانت في أمس الحاجة للخروج من فلسطين والتخلص من
الصهاينة في أوروبا وباقي أنحاء العالم.
الصهيونية وإسرائيل
أعلنت
القوات البريطانية نيتها الانسحاب من فلسطين في العام 1947، وفي 29 نوفمبر
من نفس العام أعلن مجلس الأمن عن تقسيمه لفلسطين لتصبح فلسطين دولتين،
الأولى عربية والثانية يهودية وذللك لتهجير الصهاينة من أوروبا وباقي أنحاء
العالم إلى فلسطين. أندلع القتال بين العرب والصهاينة، وفي 14 مايو 1948
أعلن قادة الدولة اليهودية قيام دولة إسرائيل. شكّل الإعلان نقطة تحول في
تاريخ المنظمة الصهيونية حيث إن أحد أهم أهداف المنظمة قد تحقق بقيام دولة
إسرائيل وأخذت مجموعات الميليشيا اليهودية المسلحة منحى آخر وأعادت ترتيب
أوراقها وشكلت من الميليشيات "قوة دفاع إسرائيل". السواد الأعظم من العرب
الفلسطينيين إمّا هرب إلى البلدان العربية المجاورة وإمّا طُرد من قبل قوات
الاحتلال الصهيونية، في كلتا الحالتين، أصبح السكان اليهود أغلبية مقارنة
بالعرب الأصليين وأصبحت الحدود الرسمية لإسرائيل تلك التي تم إعلان وقف
إطلاق النار عندها حتى العام 1967.
في العام 1950، أعلن الكنيست
الإسرائيلي الحق لكل يهودي غير موجود في إسرائيل أن يستوطن الوطن الجديد،
بهذا الإعلان، تدفق اللاجئين اليهود من أوروبا وباقي اليهود من البلدان
العربية.
الصهيونية اليوم
بالرغم من
مرور أكثر من 60 سنة على نشأة إسرائيل وأكثر من 80 سنة على بداية الصراع
العربي الإسرائيلي، يظل أغلب اليهود في شتى أنحاء العالم يعتبرون أنفسهم
صهاينة وتبقى بعض الأصوات اليهودية مناهضة للحركة الصهيونية مثل حركتي
ساتمار وناطوري كارتا، إلا ان القليل منهم يطالب بإزالة المستوطنات
الإسرائيلية المقامة على الأرض العربية. يعتبر بعض العرب بان الصهيونية
حركة عنصرية لأنها تطالب بالتطهير العرقي وطرد العرب الفلسطينيين من أرضهم
التاريخية واحلال الشعب اليهودي واعتبار الديانة قومية، ونفذت الحركات
الصهيونية العديد من المجازر.