تاريخ بوسعادة كما يقدمه علماء الآثار والباحثون يضرب في أعماق التاريخ يحكي شواهد هذه الواحة
التي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ وقد
تم العثور على مسافة 4 أو 5 كلم جنوب المدينة على العديد من الآثار التي
تدل على وجود سكان على ضفاف وادي بوسعادة منذ العهد «الايبيروموريزي» Ibéromaurisien أي
منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة الاف سنة. كما تم العثور على كمية كبيرة
من الأدوات المصنوعة من معدني الليتيوم واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطع
الصوان من طبقات المعادن المحاذية للوادي بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات
ذلك العهد. وعلاوة على ذلك فقد لاحظ المؤرخون والباحثون وجود اثر حيوانات
رباعية الأقدام على جدران صخرية تبعد بعض الكيلومترات شمال غرب واحة
بوسعادة وكانت هذه الحيوانات محل اصطياد وعيش أناس ما قبل تاريخ عصر
المنطقة. فعلى طول سلسلة جبال سلات وفي أعالي طريق سيدي عامر مازالت تلاحظ
رسومات صخرية هي أشبه برسوم البيسون أما الرسوم الصخرية فتذكر الزائر بصور
التاسيلي الجدرانية التي تشابهها اشد الشبه ولكن الباحثين لا يعلمون
الشيء الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا في عصر ما
قبل التاريخ وبين حياة سكان الحضنة الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل
سكان هذه المنطقة غير انه قبل الاحتلال الروماني لاماكن محددة من السهب
كانت هذه الأخيرة آهلة «بالجيتول» وهؤلاء البرابرة الرحل كانوا في تنقل
مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي.
بوسعادة:قبل الاحتلال الروماني
في هذه الفترة كانت المدينة آهلة بالجيتول و هم البرابرة الرحل الذين كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي ، وبعدها أصبحت بوسعادة مستعمرة رومانية تحيط بها بعض المدن الرومانية من بينها أوزيا Ausia صور الغزلان حاليا و دميدي Dimmidi التي هي مسعدو كانت فيالق الجيوش الرومانية تمر بالمديـنة
و على مقربة من بوسعادة شيدت قلعة رومانية و انمحت معالم هذا البناء و
حلت محله قلعة ” كافينياك ” الفرنسية التي استعادت آثار البناء الروماني Fort Cavaignac برج الساعة حاليا.
إذ أجمع العديد من المؤرخين أن البناء المسمى في عهد الاحتلال ” بليار العيد بان ” Billard du قد أقيم ليضمن أمن قــوات الإمبراطورية المتجهة نحو المنطقة الجنوبية أو العائدة منها ،