عبد الكريم كاكا
عدد المساهمات : 141 نقاط : 543 عضو نشيط : 0 تاريخ الميلاد : 24/12/1990 تاريخ التسجيل : 01/08/2011 العمر : 33 المزاج : كل واحد نعطيلو عقليتو
| موضوع: جريدة صوت الأحرارعدد 3126 2 جوان 2008 2/8/2011, 03:24 | |
| |
جريدة صوت الأحرارعدد 3126 2 جوان 2008 المجاهد حمة الطاهر ل "صوت الأحرار" هكذا تم إجهاض تشكيل القوة الثالثة يكشف الضابط حمة الطاهر"الذي خص به صوت الأحرار لأول مرة عن دوره في إجهاض ما يسمى"المنظمة المسلحة الإسلامية و لإفشال لخطة تشكيل القوة المحلية عشية خروج فرنسا من الجزائر، كما يتحدث عن الأسباب الكامنة وراء تصفية منظمة عبد الله السلمي المناوئة للجيش الوطني و جبهة التحرير الوطني.
إن قضية جماعة عبد الله السلمي قائد آخر فلول الحركة المصالية التي أنشأها بلونيس تعود علاقتي بها إلى عشية المفاوضات حول استقلال الجزائر و هي الفترة التي تزامنت مع ميلاد مايسمى "جبهة العمل الديمقراطية" و المعروف باسم طششعـ، و التي كان يقودها جنرالات فرنسا الرافضون للتخلي عن الجزائر و شكلوا المنظمة الإرهابية إشيـ، و قد كان من بين مجموعة الفاد عناصر من الحركة الوطنية المناوئة لجبهة التحرير، بينهم أحد قدامى حزب الشعب الجزائري ومن المصاليين إبان الثورة يدعى خليفة بن عمار و له قرابة عائلية معي، استفاق ضميره و أراد أن يكفر عن خطئه، فأرسل لي مع الوالدة رحمها الله خطابا يتضمن ندمه على مساره الخاطئ و بأنه يريد الاتصال بي ليبلغني بمعلومات يرى بأنها هامة و تفيد المسار التحرري.
يقول حمة الطاهر: وافقت على طلبه و ضربت له موعدا في منزل أحد المناضلين يدعى اسماعيل الشاوي الذي كان آنذاك مسؤولا ببلدية بوسعادة و فعلا تم اللقاء وفقا للموعد المحدد، وقد بادرني بالحديث نادما عما فعله و كان يرتعش خوفا و بعدها طلبت منه الخوض في المعلومات الهامة التي جاء بها فأفادني بأن الضابط الفرنسي المدعو جاك لشكـ من بسكرة، و العقيد دوكريف كورزى زمذوطموزقذ من قسنطينة اتصلا به و قالا له بأنهما أقاما علاقات مع العميل عبد الله السلمي و العميل البشير الأغواطي و بداري، وهم بصدد العمل معهم من أجل تشكيل منظمة عسكرية سرية إسلامية على غرار المنظمة المسلحة الفرنسية التي تم تكوينها كما علمت بأنه لم يقع اتصال مباشر بين الأطراف الفرنسية و قادة الحركة الخيانية. رأيت حينها بأنه من الواجب إجهاض عملية تشكيل هذا التنظيم، فطلبت من خليفة بن عمار مجاراة هؤلاء الضباط الفرنسيين و أخبرهم بأنك ستحدد لهم موعدا مع هؤلاء الخونة، و أنا الذي سأحدد لك المكان و الزمان فقبل بذلك.
يواصل حمة الطاهر حديثه قائلا: بعد أن درست الخطة حددت له موعدا مع الضباط الفرنسيين في محطة ضخ المياه بميطر قرب بوسعادة. و ليلة يوم الموعد دخلت بوسعادة حيث قضيت ليلتي في منزل امحمدي مصطفى الذي كان رئيس بلدية آنذاك و كان مركزا آمنا لنا إبان الثورة وكان برفقتي المجاهد لغويني و امحمد بوتشيشة و آخر يدعى لزهر من منطقة بسكرة، واتفقنا على أن نتقمص صفة ضابط مصاليين، أحدهم بصفة بدري والآخر البشير الأغواطي و أنا عبد الله السلمي و ارتدينا لباسا كتبنا على أحد جوانبه يحيا مصالي و حتى الأسلحة التي بحوزتنا كتبنا على مقبضها شهذ و على الساعة الخامسة لليوم الموالي انطلقنا على متن سيارة رئيس اليلدية و كان سائقها محمدي محمد الصالح الذي أصبح فيما بعد وزير الداخلية، و كان كل واحد منا يرتدي حائكا نسويا. و بالنسبة للمجاهد لزهر فقد ربطنا على بطنه وسادة ليظهر في صورة امرأة حامل. و عند أطراف المدينة استوقفنا حاجز العساكر الفرنسية، لما سألونا عن وجهتنا قال لهم محمدي بأن إحدى الشغالات في منزل الوالد هي بصدد وضع الحمل و أنا بصدد حملها إلى أهلها مع إخوتها فسمحوا لنا بالمرور و لما وصلنا إلى المكان المحدد وجدنا خليفة بن عمار رفقة العقيد زىزم ذوط و النقيب جاك في انتظارنا و قوات من الفرنسيين ترافقنا عن بعد. وما أن نزلنا من السيارة حتى تقدم العقيد و مد يده لمصافحتي فاعتذرت بعد أن قدمت نفسي على أنني عبد الله السلمي ورفقائي ضباط الحركة المصالية، وقلت له بأنه لدي شروط وأولها إعطاء أوامر لجنودك بالانصراف فأمرهم بالانصراف، و أخرج من حزامه مسدسا منحه إياي قائلا هذا عربون وفاء و ثقة. بعد ذلك قال لي بعثنا لكم عدة موفدين و لم تجيبونا رغم أننا نعلم بأنكم تكنون حقدا لجيش التحرير و ترغبون في الانتقام. و لهذا نمنحكم فرصة الانضمام إلى المنظمة المسلحة الإسلامية و نسعى معا للقضاء على جيش وجبهة التحرير. و أردف الضابط يقول: و بعدها نضمن بقاء فرنسا في الجزائر، جاريته في الحديث و أعلنت موافقتي على شرط أن يساعدونا بالسلاح و الذخيرة لتجسيد ذلك. حينها قال لي: لقد غيرتم شروطكم، فالذي أوفدتموه لنا قبل اليوم قال لنا بأنكم مستعدون للتعاون مع المنظمة العسكرية المسلحة بشرط وحيد وهو أن يبقوا مصاليين، و هنا تأكدت بأن هاته الأمور ثانوية و المهم الآن هو السلاح و الدعم اللوجستيكي. و افترقنا على أن نلتقي بعد أن نحصل على طلبنا و أن يبقى الوسيط بيننا خليفة بن عمار و آخر ما قاله العقيد الفرنسي: اليوم أنا مرتاح لأنني التقيت مع عبد الله السلمي و أعوانه و بعد اليوم لست بحاجة لموفدين.
بعد أيام جاءني خليفة بن عمار و أخبرني بأن العقيد أرسل شحنة من الأسلحة و الذخيرة فحددت له المكان و الموعد وهو ماتم فعلا في منطقة الشعيبة بولاية بسكرة واستلمنا شاحنة محملة بكميات كبيرة من السلاح و الذخائر و المؤونة و حملناها إلى جيش التحرير الوطني وانطلت الحيلة على عقداء فرنسا. أما المرحلة الثانية التي حملتني - يقول حمة الطاهر- إلى الالتقاء بأفراد الحركة المصالية فقد كانت أثناء توقيف القتال. و قد كنت حينها رئيس لجنة توقيف القتال بمنطقة بوسعادة، إذ بلغني بأن عبد الرحمان فارس و بن تفيتيفة و مصطفاي سينزلون بمطار عين الديس و ليس لي ثقة إلا في أعضاء جيش التحرير و لم يكن لدي إذن من الجيش باستقبالهم. وبعد مدة وصل الرائد عمر صخري و طلب مني مرافقته إلى فندق ترانزات حيث نزل الوفد فاستجبت لأوامر القائد. ولما وصلنا إلى الفندق و التحق بنا خليفة بن عمار و طلبت منه أن يجلس إلى جانب الجنرال ليرى الذي كان برفقة الوفد و الذي أصبح فيما بعد القائد العام للفوات الفرنسية.
بعد مدة و نحن نتناول أطراف الحديث همس في أذني خليفة بن عمار بأن هذا الوفد على موعد غدا في حوش النعاس قرب الجلفة و مقر قيادة بلونيس سابقا، و بأن الهدف من هذا اللقاء هو تشكيل القوة المحلية أو مايسمى بالقوة الثالثة و أفادني بأنه استقى معلوماته من أحد مرافقي الجنرال إيري. و أمام خطورة الخبر و ضيق الوقت لم يكن بوسعي الاتصال بقائد الولاية محمد شعباني باطلاعه بالخبر. نهضت مباشرة و طلبت من خليفة بن عمار مرافقتي بعد أن قررت القيام بعمل يحبط هاته المؤامرة، لقد كان صغر السن و الغيرة الوطنية و الخوف من العبث بالاستقلال هم الذين يحركوننا و بالتالي لم يكن هناك مجال للتأني، امتطيت السيارة و إلى جانبي خليفة وتوجهت توا إلى حوش النعاس وما أن وصلت إلى مشارف هاته القرية حتى وجدت حشودا تعد بالآلاف من المواطنين متجمعة ومن بينهم جنود عبد الله السلمي و كانوا محيطين بمكان أعد لتنزل به طائرة الهيليكوبتر التي ما إن حطت حتى توقفت السيارة غير بعيد عنها وركضت إلى أن وصلت إلى مدرج الطائرة. انبهر الوفد لما رأوني وعلى رأسهم فارس عبد الرحمان فسلمت عليه ثم على عبد الله السلمي الذي كان واقفا على جانب المدرج إذ سألني من أنت فقلت له أنا فلان و أنني موفد جبهة التحرير و لي بشرى أزفها لك. فيما بعد تقدم الوفد الزائر نحو المنصة التي أعدت وسط الحشود و تقدمت معهم و بدأ أحد المنظمين يلقي عبارات الترحيب و يقدم الضيوف وما أن قال أحيل الكلمة إلى.... حتى خطفت المكروفون من يده و قلت بصوت عال:" أيها المواطنون أبشروا بشارة خير أزفها لكم، فإن بن خدة اتقف ليلة الأمس مع زعيمنا و رئيسنا مصالي الحاج، و اتفقوا على وضع اليد في اليد و طووا صفحة الماضي بمآسيه".. وما إن أكملت كلمتي حتى علت الزغاريد و طلقات البارود و سادت هيستسريا في أوساط الحاضرين. و بقي الوفد مندهش و استحال عليه الحديث و لو بكلمة.
بعدها قال لي عبد الله السلمي لماذا لم تخبرني فقلت له ألم أقل لك بأنه لدي بشارة خير لك، فهيا بنا و ابعث جنودا من عندك لنعرفهم بجنود جيش التحرير و نحقق التلاحم بين إخواننا. و فعلا أرسل معي 8 جنود أوصلتهم إلى محمد شعباني فعاملهم معاملة حسنة و منحهم حتى السلاح و بعدها تم تبادل الوفود من الجيشين إلى أن تمكنا من كسب ثقتهم و كان جنود عبد الله السلمي لا يتجاوزون المائة في أحسن الأحوال. وفي الأخير - يضيف حمة الطاهر- أدلى بهاته الشهادة ليس للانتقاص من وطنية فارس ومن معه فقد كانوا يسعون إلى تطبيق اتفاقيات إيفيان و التي أظن بأنه من خباياها إنشاء قوة محلية. وفيما يخص مصير أتباع عبد الله السلمي فقد تم القضاء عليهم بعدها، فلا ضلع لي في ذلك و إن كنت أجزم بأنهم لما علموا بأن الاتفاق بين بن خدة و مصالي مجرد كذبة و ساد التململ في أوساطهم و كانت نيتهم العودة إلى خرافة القوة الثالثة أو المحلية لهذا رأى محمد شعباني بأن اجتثاثهم أصوب.
من هوحمة الطاهر؟
*خليفة محمد الطاهر المدعو حمة الطاهر من مواليد 1939 ببسكرة، لقي تعليمه الابتدائي و المتوسط في مسقط رأسه و بالتوازي مع ذلك درس القرآن الكريم على يد خليفة محمد العربي إذ تمكن من حفظه و سنه 14 سنة، لما تحصل على الشهادة الأهلية كانت الثورة التحريرية في عامها الثاني و خلالها صدر نداء 19 ماي 1956 الذي يدعوا الطلبة للالتحاق بالثورة، ففي السابع عشر أكتوبر من نفس السنة غادر مقاعد الدراسة و التحق مع مجموعة من الطلبة ببسكرة بالثورة، فأصبح جندي تحت مسؤولية بركات (والد وزير الفلاحة حاليا) الذي كان يشرف على بسكرة، وتدرج في المسؤوليات من جندي أول إلى عريف فمساعد ثم ضابط ثاني عشية الاستقلال عين على رأس لجنة توقيف القتال بمنطقة بوسعادة.
بعد الاستقلال عين رئيس دائرة بسكرة و لم يمكث طويلا حتى ألقى عليه القبض في قضية محمد شعباني، فسجن بوهران مدة و بعد أن أطلق سراحه أعيد تعيينه كرئيس دائرة القالة ثم بسكرة، أخيرا عين الكبيرة بسطيف حيث قدم استقالته سنة 1975 احتجاجا على تأميم أراضي أحد المجاهدين بالمنطقة (مبتور الساقين) و لديه 2 من أبنائه شهداء و توجه إلى عالم الأعمال الحرة.
حاوره لمجد ناصر
|
| |
|
issam vertis عضو مميز
عدد المساهمات : 918 نقاط : 5560 عضو نشيط : 3 تاريخ الميلاد : 31/07/1991 تاريخ التسجيل : 09/08/2011 العمر : 33 الموقع : بوسعادة المزاج : انا افكر اذا انا موجود
| موضوع: رد: جريدة صوت الأحرارعدد 3126 2 جوان 2008 23/9/2011, 23:47 | |
| | |
|