الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن معصية الله .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن
يدع طعامه وشرابه"، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه.
ويقول كذلك: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، فالصيام ينقّي
القلب وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان.
ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا وأن يستغل
شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.
و يـقـع الـصـائـمون فــى كـثــير من الاخـــطاء منها:
- استقبال الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.
- تعجيل السحور، بما فيه من تفريط في أجر كثير، لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم.
- عدم تبييت النية للصيام، فإذا علم الصائم بد*** شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له"، وقوله: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له".
وعلى العكس من ذلك البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "التكلم بالنية ليسى واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح".
- تعمد الشرب أثناء أذان الفجر، لأن هذا الفعل يفسد صومه خاصة إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بلالاً، يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"، فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه.
- عدم إمساك من لم يعلم بد*** شهر رمضان، كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة د*** الشهر، وهذا خطأ فينبغي على المسلم متى علم بد*** الشهر أن يمسك بقية يومه، لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل".
- جهل البعض بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة، وهذا خطأ لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" وفي رواية: (وسلسلت الشياطين).
- التقاعس عن صلاة التراويح في أول ليلة من ليالي الشهر الكريم فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد تلك الليلة.
- ترك الشاربين والآكلين في نهار رمضان دون نصح أو أرشاد، قال الشيخ ابن باز: "من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان".
- إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة.
قال الشيخ ابن جبرين: "الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشر من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها حكم التكليف".
- تحرج بعض الناس عندما بصبح جنباً فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، والصحيح أن صومه صحيح وليس عليه قضاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم.
ويقول سماحة الشيخ ابن باز: "الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء".
- تحرج بعض الناس إذا تذكر أنه آكل أو شرب ناسياً أثناء صيامه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه".
ماذا تفعل في رمضان ؟
لـيــس رمضان للــصوم فـقـط بــل هو عبادة لله و يجب ان نستغل هذه الفرصة العظيمة التــى هيأها الله الخالق عز و جل وعلينا اتباع الاّتــــى :
* عقد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة, فمن صدق الله صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل الخير , قال الله عز وجل: }فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ{ [ محمد: 21}
* على المؤمن أن يعبد الله على علم, ولا يعذر بجهل الفرائض التي فرضها الله على العباد, ومن ذلك صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل مجيئه , ليكون صومه صحيحاً مقبولاً عند الله تعالى: }فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ{
* عـليناان نترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب, والإقلاع عنها وعدم العودة إليها, فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب؟" قال الله تعالى: "}وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ [ النور: 31].
* فتح صفحة بيضاء مشرقة مع:
أ- الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.
ب- الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر.
ج- مع الوالدين والأقارب , والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة.
د- مع المجتمع الذي تعيش فيه حتى تكون عبداً صالحاً ونافعاً قال صلى الله عليه وسلم:""أفضل الناس أنفعهم للناس"."
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر :
1. نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر
2. نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة .
3. نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله .
4. نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب .
5. نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس .
7. نية وضع برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالإلتزام به .
8. الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة لمـن قدره الله على ذلك . 6. نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر .
الـعــبادات فــى شــهــر رمضان :
قبل الفجر :
1. التهجد قال تعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه )
2. السحور : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) .
3. الاستغفار إلى أذان الفجر قال تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) .
4. أداء سنة الفجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) .
بعد طلوع الفجر :
1. التبكير لصلاة الصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) .
2. الانشغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) .
3. الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس : ( أذكار الصباح ) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس . رواه مسلم .
4. صلاة ركعتين : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواه الترمذي .
5. الدعاء بأن يبارك الله في يومك : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ) رواه أبو داود .
6. النوم مع الاحتساب فيه : قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي .
7. الذهاب إلى العمل أو الدراسة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري .
8. الانشغال بذكر الله طوال اليوم : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها ) رواه الطبراني .
9.الـصـدقات بـقـد كان الرسول جوادا و كان اجود ما يكون في شهر رمضان .
الظهر
1. صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ) رواه مسلم .
2. أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ( وإن لبدنك عليك حقاً ) .
العصر
1. صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) رواه أبو داود والترمذي .
2. سماع موعظة المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه الناس كان له كأجر حاج تاماً حجته ) رواه الطبراني .
3. الجلوس في المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على الموزر أن يكرم الزائر ) رواه الطبراني بإسناد جيد .
المغرب
1. الانشغال بالدعاء قبل الغروب قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر ) أخرجه الترمذي .
2. تناول وجبة الافطار مع الدعاء ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) رواه أبو داود .
3. أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير إليها .
4. الجلوس في المسجد لأذكار المساء
5. الاجتماع مع الأهل وتدارس ما يفيد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن لزوجك عليك حقاً ) .
6. الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح .
العشاء
1. صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها .
2. صلاة التراويح كاملة مع الإمام قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم .
3. تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) متفق عليه .
فــى النـهـــاية أتـــمـــنى الا يـفــوتنا شــهر رمـــضان الا و قــد غـفـرت لنا ذنوبنا و كـتبت لنا الجـنة باذن الله[b]